تعدد المسؤولون والانقطاع واحد: ماسبيرو يغرق في الظلام
"ماسبيرو".. مبنى ضخم على ضفاف نيل القاهرة.. مقر التليفزيون المصري أقدم التلفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وإفريقيا، أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارًا ببنائه عام 1959 على مساحة 12 ألف متر مربع، بميزانية تقدر بـ108 آلاف من الجنيهات.
عاش "ماسبيرو"، السبت، أسوأ لحظاته؛ بسبب انقطاع الكهرباء لمدة ٣٠ دقيقة، من الخامسة حتى الخامسة والنصف عصرًا، حيث حدث عطل في لوحة الكهرباء الرئيسية؛ بسبب تذبذب التيار الكهربائي من شركة الكهرباء، وعلى إثره قرر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، إحالة المتسبب في المشكلة إلى النيابة العامة، بينما أعلن عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، في بيان رسمي، أنه يضع استقالته أمام رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء إذا أظهرت التحقيقات، وجود أي إهمال أو تقصير من جانب العاملين بالاتحاد.
انقطاع الكهرباء عن "ماسبيرو" ليس المرة الأولى التي يتعرض فيها المبنى لانقطاع الكهرباء، فقد سبق وحدث ذلك في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث تعرض الدور الرابع للمبنى "والذي يضم البث المباشر لقنوات قطاع الأخبار، وقناة النيل للبحث العلمي والأسرة والطفل، والنيل للرياضة، و"النيل تي في"، لانقطاع الكهرباء، في 23 يوليو 2012 من الساعة 10:57 إلى 11:50، ومع انقطاع الكهرباء لم تعمل المولدات؛ ما أدى إلى انقطاع بث كل هذه القنوات.
9 أغسطس 2012:
تعرض "ماسبيرو" إلى انقطاع التيار الكهربائي عنه، ضمن الانقطاعات التي طالت معظم مناطق القاهرة، وتأثرت المحطات الإذاعية والقنوات بذلك الانقطاع لمدة 10 دقائق، وانقطع الإرسال تمامًا، فيما تضاربت تصريحات مسؤولي "الاتحاد"، حيث أكد البعض عدم انفصال الشبكات والمحطات عن المستمعين والمشاهدين، فيما أكد البعض الآخر ذلك الأمر.
سمع المستمعون سجال العاملين في الإذاعات المصرية، بعد عودة التيار الكهربائي على الهواء مباشرة، حيث رددوا جملاً منها "إحنا على الهوا ولا لسه"، "نتكلم في مشكلتنا مع الضيف؟"، فيما يرد بعض الضيوف: "نتكلم عن مشكلتنا ولا مشكلة الكهرباء؟".
الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أكد أن اتحاد الإذاعة التليفزيون، صوت الشعب وهو جسر التواصل بين الدولة والرأي العام، وتسويد الشاشات المرتبطة به أمر في غاية الخطورة، ويعطي الفرصة لأي مغرض للنيل من النظام السياسي.
وأكد أن تقديم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، اعتذار للشعب عن انقطاع دام 30 دقيقة، يؤكد أهمية المبنى باعتباره جزء من سيادة الدولة، وقد آن الأوان أن يدرك العاملون بالمبنى أهمية رسالتهم الإعلامية التي ينبغي أن تتسم بالمهنية والدقة.
اعتبر الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، رد فعل رئيس الوزراء "لا يتناسب مع حجم الواقعة، مؤكدًا أن المرحلة الحالية لا تحتمل أن ننتظر لجان وتحقيقات، ولابد أن يتحمله رؤساء ماسبيرو، فإما أن يبادروا بالاستقالة أو يقالوا، ويتم اختيار قيادات جديدة قادرة على العمل.
وأضاف: "ماسبيرو" غير قادر على منافسة القنوات الخاصة، ووصل به الأمر الآن أنه غير قادر على تأمين البث، فلم ينقطع البث لكل هذا الوقت منذ تأسيسه، وهناك ضرورة ملحة لإجراء تغير شامل به".