الجبوري: العراقيون بمناطق داعش "ضحايا" وليسوا موالين للتنظيم
وصف رئيس مجلس النواب العراقي، الدكتور سليم الجبوري، سكان المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي وغير متورطين بإراقة دماء المدنيين بأنهم "ضحايا" وليسوا موالين للتنظيم.
وقال: إن "داعش مارس إرهابًا متنوعًا على سكان المناطق التي سيطر عليها ونزح الآلاف منهم، أما من لم يستطع المغادرة منهم، فهم في حكم الرهينة والمختطف، وأصبحوا دروعًا بشرية، فضلًا عن جميع أنواع التعذيب والإعدامات المروعة التي مارسها التنظيم بحقهم.
ولفت الجبوري -في كلمة خلال رئاسته مؤتمر الحقوق المدنية في المناطق غير المستقرة بالعراق، والذي أقامته اللجنة القانونية النيابية، اليوم الأحد، ويستمر ليومين- إلى حاجة العراق لحزمة من التشريعات تضمن حقوق المدنيين المختطفين من قبل "داعش" ومنها تلك التي تتعلق بالمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية الخاصة بحماية المدنيين في مناطق الصراع وتعويض هؤلاء المدنيين؛ مما تعرضوا له من أذى معنوي ومادي، إضافة إلى العمل على دعم صندوق التنمية والإعمار الذي نأمل أن ينشط قريبًا لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في هذه المناطق.
وأضاف: "لم تكن الحرب مع داعش هي الثمن الوحيد الذي دفعه العراقيون من حياتهم وأموالهم وأوقاتهم والأغلى من ذلك من دمائهم في المواجهة على خط التماس في أرض المعركة بيننا وبينهم، بل كانت واحدة من أكثر صور المعركة إيلامًا وأذى تلك التي كانت تجري داخل مناطق سيطرتهم على العزل من المدنيين الذين منعهم العجز، أو الخوف، أو الفقر، أو الوقت، من الهرب من سطوتهم، ولم تسعفهم مقدراتهم على مغادرة منازلهم في لحظة دخول المتطرفين إلى مدنهم ومناطقهم وقراهم، فأصبحوا ضحايا لا حول لهم ولا قوة، ينتظرون مصيرهم المجهول الذي قدر لهم أن يواجهوه مع أجهل وأظلم وأقسى الجماعات المتطرفة قسوة عبر التاريخ.
وتابع: إن "داعش عاقب المؤيدين للعملية السياسية أو من انخرطوا في الأجهزة الأمنية حاليًا وسابقًا، أو لكونهم أعضاء مجالس محلية أو مرشحين أو يشغلون مناصب حكومية متنوعة المستوى".
ويتم ذلك من خلال الإدعاء بـ"الردة عن الإسلام أو موالاة الكفار" من خلال محاكم خاصة فاقت في وحشيتها محاكم التفتيش أصدرت كثيرًا من الإعدامات بشكل جماعي، ودفن ضحاياها في مقابر جماعية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى عمليات مصادرة الأموال والممتلكات وتصنيفها كغنائم توزع على أفرادهم بحجج واهية بعضها يتعلق بطبيعة العمل، أو الدين، أو المذهب، أو التوجه الفكري.
واستطرد: إن "داعش انتهج اُسلوب "سبي النساء" خصوصًا من الطائفة الأيزيدية والمتاجرة بهن وإجلاء المسيحيين غصبًا عن مناطقهم بعد تهديدهم بالموت، أو الجزية، أو الجلاء، ولم تتوقف وحشية داعش عند هذا الحد بل ذهبت إلى أبعد من ذلك باستغلال الأطفال في عمليات الاٍرهاب من خلال تدريبهم على حمل السلاح وزجهم في النزاع المسلح.
وغير هذا وذلك ما حصل من تدمير للتراث والآثار، وتهديم للمساجد ومراقد الأنبياء والعلماء والصالحين والأولياء، وحرق الكنائس، ومعابد الديانات الأخرى، وحرق الكتب التي تخالف فكرهم، وإرغام الطلاب على دراسة فكرهم في الكليات والمدارس وكل ذلك كان سببًا كبيرًا في تشويه صورة الإسلام والإساءة له بشكل مباشر.
ونبه إلى أن سكان المناطق التي سيطرت عليها داعش كانوا ضحايا وليسوا حواضن ومن الخطأ الكبير ترديد هذه الأقاويل واتهامهم بذلك، حيث يقع عليهم الظلم مرتين الأولى من داعش ومرة أخرى ممن لا يتفهم حالتهم ولا يقدر ظروفهم وأحوالهم التي يعيشونها في مناطق الصراع.
وطالب بضرورة تشكيل هيئة خاصة بضحايا الإرهاب تعني بهم أسوة بهيئات أخرى تم إنشاؤها في وقت سابق للعمل على تخفيف معاناة شرائح عراقية وقع عليها الضرر، وأصبحت نافذة قانونية لتبني هموم الضحايا واحتياجاتهم.
وتضمن المؤتمر عرضًا للصور الفوتوغرافية التي تجسد الانتهاكات الكبيرة لتنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها، ونهجه في تشويه صورة الدين الإسلامي عبر ممارسة القتل واستهداف المكونات وسلب الممتلكات، وهدم دور العبادة، وتدمير الإرث الحضاري والتراثي للعراق.