رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال لقاءه بوفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي..

"السيسي": مصر تقدر مخاوف أثيوبيا من تكرار مجاعة التسعينيات

السيسي
السيسي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه يعول على تفهم الشعب الأثيوبي لشواغل أشقائه في مصر، الذين يناهز عددهم تسعين مليونًا وليس لديهم سوى مصدر وحيد للمياه يتمثل في نهر النيل، مضيفا أن التفهم يتعين أن يكون متبادلا ، قائلا " إن مصر تقدر مخاوف أثيوبيا من تكرار مشاهد المجاعة التي ضربتها في عقد التسعينيات والتي آلمتنا جميعا ونتمنى ألا تتكرر مرة أخرى".

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي صباح اليوم، بوفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي، برئاسة محمد رشيد نائب رئيس المجلس الفيدرالي ، وضم الوفد في عضويته تمثيلا لمختلف شرائح الشعب الأثيوبي من البرلمانيين ورجال الدين والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات وأعضاء المراكز البحثية، وحضر اللقاء كذلك السفير المصري في أديس أبابا والسفير الأثيوبي بالقاهرة.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن نائب رئيس المجلس الفيدرالي استهل اللقاء بالترحيب بالسيد الرئيس مع الإعراب عن الامتنان لزيارته لأثيوبيا، والتي جاءت وفاءً بوعده بإتمامها وإلقاء خطاب في البرلمان الأثيوبي،  كما وجه "رشيد" الشكر للرئيس على حفاوة الاستقبال التي قوبل بها وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي أثناء زيارته إلى مصر من الرئيس وكذا من الحكومة والشعب المصري . وأضاف "رشيد" ، أن التوقيع على إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة في الخرطوم أول أمس يدشن لحقبة جديدة من العلاقات القائمة على التعاون والتفاهم وسينقل تلك العلاقات إلى آفاق أرحب.

واستمع الرئيس خلال اللقاء إلى مداخلات أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي التي أكدوا خلالها امتنانهم الشديد لزيارة الرئيس والتي تعد الأولى من نوعها منذ عقود طويلة، كما أكدوا ترحيبهم بإعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، مؤكدين أهمية أن يكون هذا التعاون والتفاهم نموذجا للعلاقات بين الدول الأفريقية.

وأشاد أعضاء الوفد بالتوجهات الإيجابية والمواقف البناءة للرئيس، مشيرين إلى قيادته الحكيمة ومواقفه المتوازنة سواء على صعيد الداخل المصري أو في النطاق الإقليمي وعلى المستوى الدولي، ومنوهين إلى رسالته التي يلمسونها لنشر قيم التسامح وإرساء الاستقرار وبناء السلام، والتي تعد محل تقدير من العالم أجمع.

وأضاف أعضاء الوفد أن العلاقات المصرية الأثيوبية وما شهدته من توقيع على اتفاق إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة إنما تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من خلال العمل الجاد والدؤوب من أجل تنمية جسور الثقة والتفاهم بين مصر وأثيوبيا وشعبيهما الشقيقين، ومن ثم فإن البلدين في حاجة ماسة إلى المضي قدما في تعميق التعاون فيما بينهما لتحقيق الاستفادة العادلة من موارد نهر النيل.

كما نوَّه أعضاء الوفد إلى الدور المحوري للإعلام الذي يمكن توظيفه في اتجاهات مختلفة، ومن ثم فإنه يتعين التوجه نحو مزيد من الإيجابية وتعزيز الثقة المتبادلة وشرح وإيصال الحقائق إلى الشعبين المصري والأثيوبي بما يخدم الجهود الصادقة التي يتم بذلها على المستوى الرسمي.

وأشاد أعضاء الوفد بالنتائج الإيجابية المثمرة التي أحرزها مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري، متمنين لمصر تحقيق المزيد من النجاحات على كافة الأصعدة، ومنوهين إلى تقديرهم البالغ لحرص الرئيس على إتمام زيارته لأثيوبيا بعد انتهاء المؤتمر بفترة زمنية قصيرة ، وهو الأمر الذي يدل على الأهمية التي يوليها لعلاقات مصر بأثيوبيا.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس أعرب عن سعادته للقاء أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي للمرة الثانية، موضحا أن طول الفترة الزمنية التي لم تشهد زيارات على المستوى الرئاسي المصري إلى أثيوبيا، وإن كانت لا يجب ألا تتكرر هذه الفترة الطويلة من الغياب ، تعكس مدى حساسية موضوعات المياه التي تتطلب عناية فائقة لمعالجتها وتناولها فضلاً عن توافر الإرادة السياسية المشتركة.

وحذر الرئيس من مغبة انتشار الإرهاب والفكر المتطرف، ولاسيما استغلال الاختلاف في الدين بل والمذهب أيضا من أجل تقسيم وتفتيت الدول والشعوب وتهديد مقدراتها، منوها إلى أهمية دور علماء الدين في مواجهة الفكر المتطرف وصياغة برامج متكاملة لتصويب المفاهيم، مؤكدا أن أعمال الإرهاب والذبح وترويع الآمنين بعيدة تمام البعد عن أي دين سماوي، فجميع الأديان السماوية تحض على قيم التسامح والتعارف وقبول الآخر، فضلا عن أن الاختلاف سنة كونية تستهدف إثراء الإنسانية والمساهمة في البناء الحضاري.

ووجه الرئيس رسالة إلى الشعب الأثيوبي للحفاظ على وطنه وصون مقدراته من أية محاولات لبث الفرقة، مؤكدا أن تلك هي رسالة مصر لأشقائها الأعزاء في الدول العربية والأفريقية.

ووجَّه الدعوة لوفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي لزيارة مصر، معولا على دور أعضائه في تنظيم زيارات متبادلة بين الوفود الشعبية من البلدين للتعرف على شواغل كل طرف وبث الطمأنينة في نفوس أبناء الشعبين الشقيقين، وقد اختار الرئيس اثنتين من أعضاء الوفد لتولي هذه المهمة من خلال صياغة برنامج فعال لزيادة تنشيط الدبلوماسية الشعبية بين البلدين والعمل على زيادة التفاهم وتوطيد أواصر العلاقات الشعبية.

وأكدت النخبة الأثيوبية ترحيبها بإعلان المبادئ حول سد النهضة باعتباره عاملا يربط شعوب مصر والسودان وأثيوبيا بعلاقات وثيقة يسودها التعاون والود والمحبة.

واستمع الرئيس السيسى على مدار ساعتين إلى أسئلة الوفد وركز فى حديثه على العلاقات المتبادلة بين الشعبين المصرى والأثيوبى وليس على سد النهضة فقط لما يربط الشعبين من علاقات تاريخية وثيقة كانت محل كلمة الرئيس السيسي.

وأضاف المشاركون في تصريحات للوفد الإعلاني المرافق للرئيس عقب اللقاء، أن السيسي أكد لهم رغبة الشعب المصرى في أن يعمل جنبا إلى جنب مع الشعب الأثيوبى لتحقيق التنمية المنشودة فى البلدين، كما أكد أن مصر تحترم حق أثيوبيا فى التنمية، وتحقيق التقدم والتطور ولكنها فى نفس الوقت تطلب من أثوبيا أن تراعى مصالح مصر وحقها فى المياه.

وشدد الرئيس السيسي، على أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من العمل والمشاركة على مستوى القيادة السياسية، وأيضا على المستوى الشعبى لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين مصر وأثيوبيا يسودها التعاون المشترك والمحبة والصداقة.

وأشاد أعضاء الوفد أنهم طرحوا عددا من القضايا على الرئيس السيسي، منها أهمية أن يتم تنفيذ وتطبيق مبادئ إعلان سد النهضة على الأرض وأنه ليس نهاية المطاف وعلى الحكومات الثلاث مصر وأثيوبيا والسودان العمل على أرض الواقع، حيث لازال لديها بعض القلق بشأن الملء الأول للخزان.

ووصف رئيس قسم التعليم والتدريب بالكنيسة الارثوذكسية الأثيوبية اللقاء مع الرئيس السيسي، بانه كان أكثر من رائع وساده جو من المصارحة والشفافية.

وقال إنه شخصيا كان يحلم من زمن بتوقيع مثل هذا الاتفاق الثلاثى الذى سيسهم فى تعاون مستقبلى بين مصر والسودان وأثيوبيا فى مختلف المجالات ويفتح الباب أمام مزيد من العمل المشترك لتحسين المستويات المعيشية لشعوب هذه الدول.
وأضاف أنه سينقل ما دار فى الاجتماع وتأكيدات الرئيس السيسى على بدء مرحلة جديدة من التعاون مع الشعب الأثيوبى إلى جمهور المصلين فى الكنيسة وسينقل لهم صورة واضحة عن عزم مصر الإسهام بقوة فى مشروعات التنمية المختلفة فى أثيوبيا.

كما أشار إلى أنه سوف ينقل نفس الرسالة إلى الإخوة المسلمين الذين يلتقى بهم دوما، ودعا المسلمين والمسيحيين إلى العمل سويا للحفاظ على العلاقات التاريخية التى تربط بين الشعبين المصرى والأثيوبى وإعادتها لتكون أقوى مما ذى قبل.

ومن ناحية أخرى، قال السفير الأثيوبي في القاهرة محمود درير، الذي حضر لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، مع وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي، إن "اللقاء كان وديا وتركز على كيفية نقل العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب وتعزيزها شعبيا".

وأضاف درير أنه كانت هناك "كيمياء واضحة بين الرئيس وأعضاء الوفد، فجرى الحديث حول ملف النيل وإنجاز اتفاقية المبادئ، وضرورة تجديد الخطاب الديني ونبذ العنف والتطرف واﻹرهاب".

وأوضح درير، أن الهدف من تشكيل وفد الدبلوماسية الشعبية هو نقل العلاقات الرسمية إلى الشارع العادي، وعدم اقتصار العلاقات على المكاتب المغلقة، ونقل النبض الحقيقي والحي للشعوب".

وأكد أن هذا الوفد يمثل إضافة جديدة للعمل الدبلوماسي، ويظهر كل فرد كسفير لبلاده، من حيث مسئولية تمثيلها ونقل واقعها بالصورة الصحيحة".

وأعرب درير عن امتنانه لتخصيص الرئيس جزءا من وقته للقاء الوفد رغم ازدحام جدول أعماله، مشددا على أن كل المؤشرات تؤكد تطور العلاقات الثنائية.