بين الانتصار والعار.. ردود فعل الأمريكان حول خطاب نتنياهو

رصدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، اليوم الأربعاء، الكيفية التي تلقى بها الأمريكيون والإسرائيليون كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقالت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقد نتنياهو لأنه لم يطرح "جديدا" في كلمته أمام الكونجرس بناء على دعوة وجهها له الجمهوريون الذين وصفوا كلمة نتنياهو بـ "الانتصار".

وقالت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن آخر كلمة شاهدها الأمريكيون بمثل هذه الدرجة من الاستقطاب ربما كانت كلمة أوباما بمناسبة انتصاره في نوفمبر 2012 ففي الوقت الذي رأى فيه البعض كلمة نتنياهو أمام الجلسة المشتركة للكونجرس "انتصارا" وصف آخرون الكلمة بـ"العار".

واستعرضت الصحيفة بعض ردود فعل اللاعبين الرئيسيين في واشنطن وإسرائيل، قائلة إن أكثر من 50 عضوا من الديمقراطيين في الكونجرس قاطعوا الكلمة ومن بينهم السيناتور اليزابيث وارين عضو مجلس الشيوخ البارزة في ماساتشوستش.

وقالت الصحيفة، إن هؤلاء الذين اختاروا الحضور جلسوا على مقاعدهم بتحفظ وامتعاض شديدين.

ومن البيت الأبيض خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتصريح لاذع انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال إنه لم يعرض أي نوع من البدائل القابلة للتطبيق الفعلي وتوفير آليات تمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وأضاف أوباما أن ما يمكنني ضمانه هو أنه إذا ما جرى التوصل إلى اإتفاق أوقع عليه فسوف أكون قادرا على إثبات أنه الطريق الأفضل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن وجهة نظري أن تضييع هذه الفرصة السانحة سيكون بمثابة خطأ كبير، خطأ لا أنتوي الوقوع فيه.

وقالت نانسي بوليسي زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، إنها "حبست دموعها" أثناء الاستماع إلى كلمة نتنياهو لشعورها بالحزن الشديد بالإهانة التي لحقت بالمخابرات الأمريكية لكونها جزءا من مجموعة (5+1 ) وتنازلنا بشأن علمنا بالتهديد الذي تشكله إيران وتعهدنا الأوسع بمنع الانتشار النووي.

وقال النائب الديمقراطي بيتر ويلتش في تغريدة على تويتر "لم يفعل شخص اكثر مما فعله نتنياهو لإلحاق الضرر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية الحيوية والمهمة".

وفيما يتعلق برد فعل الجمهوريين أشاد جون بينر رئيس مجلس النواب، الذي أثارت دعوته إلى نتنياهو كل هذا الشجار، بكلمة نتنياهو وقال في تغريدة على تويتر "هذه كلمة أراد الشعب الأمريكي سماعها"، وأبدى المتنافسون المحتملون في الانتخابات الرئاسية في عام 2016 من الحزب الجمهوري دعمهم لنتنياهو.

وقال جيب بوش السناتور الجمهوري، إنه يشعر بالامتنان لسماع رسالة نتنياهو القوية في الكونجرس وتفصيله المخاطر التي تشكلها إيران حال تسلحها نوويا، وأنه يجب وقف هذا البرنامج النووي.

وقال السيناتور تيد كروز الجمهوري "نحن فخورون بالوقوف إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوقوف مع دولة إسرائيل ضد إيران نووية".

وقالت الصحيفة، إن ردود الفعل الأكثر قوة تجاه كلمة نتنياهو ربما تكون قد جاءت من إسرائيل التي يذهب نتنياهو إلى الانتخابات فيها بعد اسبوعين حيث قال إسحاق هيرتزوج زعيم المعارضة الإسرائيلية، إنه يأمل ألا تتسبب الكلمة في "جرح" العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

ووصفت زهافا جالون زعيمة حزب ميريتس اليساري الكلمة بأنها "وقاحة" قائلة إن "الأمر أشبه بمجيء ديفيد كاميرون إلى الكنيست وإبلاغه نتنياهو بأنه يعرض أمن إسرائيل للخطر" .