رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فرق الأندرجروند: ولدت من رحم الثورة واندثرت مع زوال شمسها

فرق الأندرجراوند
فرق الأندرجراوند

نبتت فرق الأندرجروند فى مصر من رحم الثورة المصرية التى فجرها الشعب المصرى فى 25 يناير عام 2011، بميدان التحرير.

وكان الميدان هو المكان الرئيسى لهم، حيث شهدوا فيه الحرية والتعبير عن آرائهم بطرق خاصة بهم على أنغام موسيقى معينة اقتبسوها من وحى الأغانى المنتشرة على الساحة.

ومرت أربع أعوام على هذا النوع الجديد من الفرق وازدهرت فيها فرق الأندرجروند فى وسط الحرية والتعبير، ولكن سرعان ما لحق بهم الإحباط والفشل لعدم قدرتهم على الاستمرار خاصة بعد التضييق الأمني لعدم تجمهر المواطنيين حولهم، وتدني الدعم المالي لهم من شركات الإنتاج، هذين سببين أساسيين في إعلان بعض هذه الفرق ومطربيها عن اعتزالهم النهائي من عالم الفن، رغم عشقهم للموسيقى.

وشهد الأسبوع قبل الماضي اعتزال اثنين من الفنانين، أولهما المطرب محمد عبد العال الشهير بـ"مادو"، وثانيهما على "طالباب"، وكان قرار "مادو" بمثابة صدمة غير متوقعة لجمهوره الذي لم يعتد منه على كل هذا اليأس الذي كسى حنجرته في مقطع الفيديو الذي طرحه الفنان، وأعلن من خلاله القرار الذي اتخذه بعد 8 سنوات استمرت فيها محاولاته لتقديم فن مستقل، يليق بالمستمع ويتحدث باسمه.

وقال مادو خلال الفيديو: "إنه لم يعد يحتمل الأوضاع في مصر"، مشيرًا إلى أن الثورة لم تأت بثمارها المرجوة، وأنه كان غير موفق حين اعتقد أن الأمل ما زال مستمرا".

واضاف مادو "أن تعليقات بعض الأشخاص في الآونة الأخيرة، كانت تتناول سبًا صريحًا له ولأهله، وأنه لا يستطيع رؤية مثل هذه الألفاظ تُقال لأبيه وأمه".

وقرر مادو بدء تحضيره لإجراءات الهجرة خارج مصر، بعيدًا عن صخبها، مشيرًا إلى أن الحزن والشوق لن يمس قلبه لمصر، وما لأحد شوق في قلبه سوى عائلته وأصدقائه في السجون.

ومن ناحية أخرى، سار طالباب على نفس الدرب الذي انتهجه مادو، في اليوم نفسه، حيث أعلن استكفاءه من عالم الموسيقى المصري وما تجرعه من مشكلات طوال مسيرته، رغم تميزه وشهرته بين الشباب بإحساسه النوبي المتميز والراقي.

وكانت أهم الأسباب التي دفعت طالباب لاتخاذ قراره، هو استشهاد أعز أصدقائه، نتيجة الاشتباكات المتكررة خلال الآونة الأخيرة، وترك طالباب وراءه دعوة للعالم بالالتفات للموسيقيين المبدعين، مستنكرًا ما يدور على الساحة الفنية من صراعات حول النجومية فقط.


ولم تكن الثورة وحدها صاحبة النهاية في حياة الأندر جراوند، فبعضهم غاب عن الساحة الفنية، لندرة الدعم الإنتاجي من الشركات، حيث يتهافت المنتجون وراء الموسيقى المسفة أو النجوم الكبار؛ لضمان أكبر قدر من الربح، وكان أشهر هذه الفرق هم (المغني خانة)، التي اعتزلت قبل عام من الآن، معلنة أن السبب يرجع إلى مشكلات إدارية ومالية تفاقمت داخل الفرقة، ولم يعد هناك مجال للاستمرار.

ويتاجر بعض المطربين بإعلان اعتزالهم ومن ثم يعدلون عن قرارهم، وكأنهم يتداولون هذه الشائعة لتحقيق قدر كافٍ من الشهرة، وإحداث ضجة إعلامية تفيدهم في استمرار مسيرتهم الفنية، أبرزهم مطرب الراب المعروف بالجوكر، الذي أعلن اعتزاله عدة مرات، حتى وصل جمهوره إلى حالة من التشتت فلا هم يعرفون أمعتزل هو أم مستمر!

تعددت أسباب الوفاة التى كان من اشهرها وجع الحياة، هذا ما آلت إليه أمور مطربي الأندر جراوند الحاليين، فإما يأس اغتال أحدهم، أو نقص الموارد والدعم المادي، وعلى أكتاف هؤلاء يصعد تجار الدعاية والشائعات.

ولكن جمهور هذه الفرق أعلن تمسكه بهم إلا أن هؤلاء تمسك بهم الإحباط واليأس بعد ما واجهوه من مهاجمات وتضيقات بسبب الوضع السياسى للبلاد.