كارثة.. الغربية بلا أكياس "دم".. والأهالي يرفضون التبرع
كارثة كبرى تهدد حياة المئات من المرضى في محافظة الغربية بعد وفاة عدد منهم بسبب النقص الحاد في أرصدة بنك الدم ومستشفى الهلال.
يتعرض أهالي المرضى للكثير من المواقف الصعبة للحصول على كيس دم واحد، قد تتوقف حياة مريض عليه، موضحين أن معاناتهم مع بنوك الدم والمستشفيات بدأت بعد ثورة 25 يناير، فقد استنزفوا أوقاتهم وإمكانياتهم في الحصول على الدم بمشتقاته المختلفة من بلازما وصفائح بأي ثمن لإنقاذ حياة مرضاهم، وقد طرقوا كل الأبواب في سبيل ذلك دون جدوى.
من ناحيتها أكدت الدكتورة هويدا أبو الخير، مديرة بنك الدم بالغربية، أن نقص الدم الموجود حاليا يرجع إلى عدة أسباب أهمها إحجام المواطنين عن التبرع، علاوة على زيادة المطلوب مقابل المعروض.
وأشارت "أبو الخير"، في تصريحات للدستور، إلى أن المشكلة الكبرى ترجع إلى زيادة الطلب على البلازما بعد توقف صرف الأبلومين من الصيدليات، وخاصة لمرضى الكبد.
وطالبت الأجهزة المعنية بضرورة وجود حملات للتبرع من جميع مؤسسات الدولة علاوة إلى تبرع الشباب بمجرد أن يصل الشباب إلى 18 سنة، لافتة إلى وجود عدة فوائد كبرى للتبرع منها تجديد الدم لدى المتبرع بدلا من أن يتم فقده تلقائيا، حيث يتغير الدم كل 3 أشهر للرجال، و4 أشهر للسيدات تلقائيا.
وأضاف مصدر مسئول بمديرية الصحة بالغربية، أنه لابد من وجود بروتوكول بين بنك الدم والعديد من الأجهزة الحكومية والشركات علاوة على قيام سيارات التبرع باختيار أماكن حيوية للقيام بالحملات، وأكد ضرورة عقد ندوات توعية وخاصة في القرى في المساجد والكنائس، مشددا على دور الإعلام في نشر برامج توعية للمواطنين لحثهم على التبرع بالدم.
فيما أكد الدكتور عصام الشيخ، مدير معهد الأورام بطنطا، أن المعهد وقع اتفاقية مع بنك الدم الرئيسي، يتم بموجبها توفير أكثر من 80 % من الدم عن طريق تبرع أقارب المرضى المترددين على المعهد، علاوة على قيام حملة من بنك الدم باستقدام سيارة أمام المعهد للتبرع.
وكشف "الشيخ"، عن تقديم المعهد بطلب إلى وزارة الصحة لاستخراج ترخيص لإنشاء بنك دم لتوفير الدم للمرضى الذين يترددون على المعهد بالآلاف سنويا، وطالب المسئولين بضرورة وجود تشريع يتيح تبرع كل من يتقدم للحصول إلى رخصة قيادة أو استخراج جواز سفر علاوة على تبرع الطلبة الجدد في الجامعات، ويخصص عائد التبرع لمرضى الحوادث والأورام.
وفي السياق ذاته.. أكد إيهاب محمود الدكتور بمستشفى الجامعة، أن أزمة نقص الدم تمثل كارثة بكل المقاييس، والحل في إنشاء بنك دم وطني قومي يشارك فيه كافة بنوك الدم على مستوى الجمهورية، وربطها بشبكة معلومات مركزية لتحديد أماكن توفير الدم بما يسهل على المريض الحصول عليه.
ويقول "محمود"، إن موانع التبرع تتمثل في السيدات الحوامل والمصابين بفيروس a b c علاوة على المصابين بالأنيميا.
فيما عبر عدد من المواطنين عن سبب إحجامهم عن التبرع، حيث قال أحدهم "بنوك الدم بتاخد دمنا وتبيعه بالآلاف.. معنديش ثقة في حملات التبرع"، وكلها عبارات تجسد موقف المواطن المصري من التبرع بالدم الذي حقق تدنيًا غير مسبوق بعد عزوف المواطنين عنه.