رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين أحمد النجار وليليان داود؟


الأسبوع الماضى وبعد مقتل الناشطة شيماء الصباغ، كتب أحمد السيد النجار ،رئيس مجلس إدارة الأهرام، مقالا فى الصفحة الأولى بالجريدة، مندداً بمقتلها واعتبر ذلك تهديدا للدولة نفسها، وأن الثورة لم يتحقق منها شيئ فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وحمل رئيس الدولة المنتخب المسئولية، النجار نسى أنه لولا الثورتين 25/30 ما جلس على مكتبه رئيسا لمجلس إدارة أهم وأكبر وأقدم مؤسسة صحفية فى المنطقة، فرئاسته للأهرام هو من ثمار الثورة، أما عن الحرية فيقول لنا سيادته هل يطبقها فى مؤسسته؟ ولماذا يمنع المعارضين له من الكتابة ؟ولا ينفذ الأحكام القضائية؟ النجار الذى تألم كثيرا لمقتل الصباغ واتهم الشرطة بقتلها استنادا لروايات أعضاء حزبها، وقبل انتهاء التحقيقات لم يتألم للتمثيل بجثة النقيب أيمن الدسوقى، ضابط الشرطة الذى اختطفته الجماعات الإرهابية.

ولم يكتب عن عشرات الشهداء وآخرهم فى العريش أمس الأول والذين يتساقطون يوميا وهم يؤدون واجبهم فى خدمة الوطن يسهرون لحمايته فى عز البرد وهو يستمتع بنومه العميق، أما ليليان داود مقدمة البرامج-بقناة اون تى في- هى لغز كبير فمجيئها من لندن بعد يناير 2011 واستقرارها فى مصر وتناقش قضايا من صميم الأمن القومى المصرى بشكل لا يمكن اعتباره مهنية أو حرية رأى وتعبير ورغم إيمانى بوطنية المهندس نجيب ساويرس صاحب القناة فإننى أستغرب من استمرار داود فى العمل لأنها لا تخفى كراهيتها وحقدها لمصر فى كل ما تقدمه وهى لا تستطيع أن تفعل ذلك فى أى دولة حتى فى بلدها الذى تحمل جنسيته، خصصت حلقة لمقتل الصباغ تجوب العالم الذى لا يتمنى الاستقرار لمصر لتنقل ردود أفعاله، ومظاهرة نظمتها الجماعة الإرهابية أمام سفارة مصر فى تونس حول الحادث، إننا تألمنا لمقتل شيماء الصباغ وعلى كل نقطة دماء طاهرة لمواطن مصرى ونتألم أكثر على دماء شهدائنا من رجال الجيش والشرطة الذين يفقدون حياتهم، وهم يحمون تراب هذا الوطن وأى كلمات رثاء لن توفيهم حقهم وأموال الدنيا كلها لن تعوض أهاليهم وأسرهم، أحمد النجار وليليان داود وغيرهما من نشطاء سبوبة حقوق الإنسان وبعض الذين يرون أن أكل عيشهم فى السير عكس الاتجاه ومعارضة النظام السياسى القائم أمثال هؤلاء لا يريدون لهذا البلد الاستقرار لأنهم يعلمون تماما أن مصر تخوض حربا شرسة على الإرهاب وهى حرب وجود وهم بأم أعينهم يرون ما يحدث فى الدول المجاورة لنا.

الضرب فى الجيش والشرطة واتهامهما بقتل المتظاهرين يصب فى مصلحة الأعداء ويهدم الدولة الوطنية المصرية، أنا أعرف أن هناك بعض الأخطاء والتجاوزات التى يرتكبها بعض رجال الأمن.

ولكن يجب أن نلتمس لهم العذر لأنهم يخرجون من بيوتهم ولا يعلمون إن كانوا عائدين إليه أم لا، ومع ذلك فالأخطاء الفردية التى يرتكبها بعض رجال الأمن تُعالجها وزارة الداخلية كما حدث فى الإسكندرية مع الضابط الذى تجاوز مع سائق التاكسى، أتمنى من رئيس مجلس إدارة الأهرام أن يقف فى الشارع يوما واحدا فقط مع رجال الأمن فى عز البرد أو الحر ويسمع ويرى ما يتعرضون له ويتوقع الموت فى أى لحظة ويعيش التجربة بنفسه ثم نرى ماذا سيكتب بعد ذلك.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية.