عائلات "أخميم" و"ساقلتة" تخشى الفتنة بعد دمجهما في دائرة انتخابية واحدة
تخشى عائلات مركزي أخميم وساقلتة بمحافظة سوهاج، الفتنة بعد سنوات الجيرة التي تحكمها العصبية القبلية، فتشهد دائرة أخميم وساقلتة صراعًا انتخابيًا ملتهبًا بعد قانون تقسيم الدوائر الانتخابية الجديد الذي دمج المركزين في دائرة واحدة، الأمر الذي رفضه جميع أهالي الدائرة ويعتبرون أنه وضع ليثير الفتنة والنزاع.
وفي ظل رفض جميع أهالي الدائرة بشطريها، أقام النائب البرلماني السابق محمد حامد سباق، أول طعن أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، يطالب فيه ببطلان قانون تقسيم الدوائر الانتخابية بمجلس النواب ووقف تنفيذه؛ بسبب ضم مركزي أخميم وساقلتة في دائرة واحدة، وما يمثله ذلك من صراع لعائلات مركزين متجاورين، ظلا عقودًا طويلة يمثل كل منهما دائرة انتخابية مستقلة.
وفي ظل إجراء المعركة الانتخابية للمرة الأولى، وفق قانون التقسيم الجديد، سادت حالة من الترقب بين جميع المرشحين المحتملين، وامتنعت وجوه انتخابية كان لها باع طويل في الانتخابات السابقة في كل من شطري الدائرة عقب دمجهما في دائرة انتخابية واحدة رغمًا عنهما.
وفي إطار حالة الترقب والحذر من المرشحين، ظهر اسم النائب أحمد حلمي الشريف، كأحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة في الدائرة، بعد أن نال إجماع عائلات الشريف بأخميم، وهو نادرًا ما يحدث، ويعتمد الشريف في صراعه الانتخابي المقبل على عائلة عريقة تملك القدرة علي التمويل والحشد، كما يعتمد على خبرات انتخابية متراكمة حصل عليها من ترشحه السابق في عدة دورات انتخابية، بمجلسي الشعب والشورى، وأتاح له ترشحه في انتخابات الشورى، إقامة علاقات قوية بأهالي الدائرة خارج مدينة أخميم.
وهناك أيضًا أحمد وائل المشنب، فرس الرهان الثاني في أخميم والذي يحظى بقبول واسع لدي رجل الشارع في أخميم، ويعتمد هو الآخر على عائلة قوية لها باع طويل في الانتخابات البرلمانية، كما أن خوضه للانتخابات السابقة بقوة ووصوله لجولة الإعادة أمام مرشحي تيار الإسلام السياسي، أكد أنه منافس قوي ومرشح عريق بنكهة شبابية.
وفي ظل الحالة الضبابية التي تسود الانتخابات البرلمانية هذه الدورة بعد قانون تقسيم الدوائر الجديد، دارت تكهنات قوية ترقى لمستوى التأكيد على تحالف "الشريف" و"المشنب" معًا لانتزاع مقعدي الدائرة، وإن كان هذا التحالف محفوفًا بالمخاطر لأنه قد يزكي عصبية أهالي القري بأخميم وساقلتة، وتحزبهم لمرشحين آخرين من خارج مدينة أخميم.
ويؤكد بعض المتابعين للأجواء الانتخابية بأخميم أن هذا التحالف لو حدث قد يصب في مصلحة مرشح قوي يمثل تيار القرى، هو أحمد دسوقي العمدة، الذي يحظى بدعم عائلات الصوامعة شرق والقرى المحيطة بها، بالإضافة إلى قاسم البحيري، الذي لم يفصح بعد عن قراره الأخير بشأن خوض الانتخابات، ونفس الأمر بالنسبة للسيد الشريف، نقيب الأشراف الذي قد يعلن ترشحه في إحدى القوائم الانتخابية بعيدًا عن المقاعد الفردية.
أما تيار الإسلام السياسي والذي يتركز أنصاره في قرى الدائرة خاصة قرى أخميم، فمن المؤكد أنه سيعتمد على الدفع بوجوه انتخابية جديدة لم يسبق لها خوض الانتخابات علي قوائم التيار، منتظرين تحول الصراع الانتخابي إلى صراع قرى وعائلات المدينة وعائلات المركز، وهو الاحتمال الوحيد لأنصار هذا التيار للبقاء في المنافسة، في ظل رفض الشارع لهم.
أما شباب الدائرة فقد أعلنوا رفضهم القاطع لجميع الوجوه القديمة التي أدمنت الصراع والتنافس الانتخابي، كما أنهم يرفضون أن تحتكر العائلات الكبيرة المشهد السياسي بالدائرة، وقد تشهد هذه الدائرة مفاجآت انتخابية في حالة قدرة شباب الدائرة علي الحشد والمشاركة بفاعلية.