استمرار جحيم طوابير أسطوانات البوتاجاز في سوهاج
ازدادت أزمة البوتاجاز في قري ومراكز سوهاج اشتعالاً، وامتدت الطوابير الطويلة والزحام، أمام منافذ التوزيع، وعادت المشاجرات بين المواطنين للحصول علي اسطوانة البوتاجاز التي ارتفع سعرها لأكثر من 50 جنيهاً بسبب النقص الحاد في كميات البوتاجاز الصب الواردة للمحافظة.
ومع تفاقم الأزمة واختفاء اسطوانة البوتاجاز، اضطر أهالي سوهاج للعودة "لوابور الجاز" الذي اختفي منذ سنوات، كما عادوا لإشعال الأفران البلدية والبدائية لإعداد طعامهم، وكأنهم عادوا للقرون الوسطي، بينما رفع أصحاب المطاعم أسعار الوجبات في معظم مطاعم المحافظة بحجة ارتفاع اسطوانات البوتاجاز والمعاناة الشديدة التي يجدونها من أجل الحصول عليها.
وفي ظل الأزمة الخانقة اضطر الكثير من الأسر بسوهاج، للاعتماد علي الجبن والوجبات الجاهزة من المطاعم، رغم ارتفاع أسعارها، لعجزهم عن الحصول علي اسطوانات البوتاجاز، كما نشط تجار السوق السوداء، ونشروا أتباعهم أمام منافذ التوزيع ليزيدوا من حدة الزحام ويسيطرون علي حصة المحافظة الضئيلة التي تقلص لأقل من النصف منذ بداية الأزمة، وهؤلاء التجار يبيعون الاسطوانة بأكثر من 60 جنيهًا، وأمام الحاجة يضطر الأهالي لشرائها بل ولا يجدونها في كثير من الأحيان.
من جانبهم أكد تجار المقررات التموينية بسوهاج، أنهم لا دخل لهم في الأزمة ولا يعرفون حتى أسبابها، وأنهم يقومون بتوزيع "الكوبونات" التي ترد لهم علي البطاقات التموينية، وعندما تصلهم كميات من الاسطوانات يقومون كذلك بتوزيعها حسب "الكوبونات"، وأن سبب الأزمة يعود لنقص الاسطوانات الواردة لهم من التموين وزيادة الطلب عليها بشك ملحوظ بسبب برودة الجو وحاجة جميع المواطنين للوقود.
كما أكد مفتشو التموين بسوهاج، أنهم يبذلون جهودًا مكثفة للقضاء علي الأزمة والحد من سيطرة تجار السوق السوداء، وضمان وصول الاسطوانات للأهالي بسعرها الطبيعي، دون زيادة، وناشدوا أهالي سوهاج بالتعاون معهم حتي عبور الأزمة، التي بدأت بالفعل في الانحسار، ولا داعي لهذا الزحام علي منافذ التوزيع لتوفير اسطوانات بوتاجاز احتياطية لأن ذلك سيزيد من حجم الأزمة.
وبسؤال شمس الدين يوسف، وكيل وزارة التموين بسوهاج، أكد أن الأزمة بدأت في أعقاب موجة الصقيع التي مرت بها محافظات الجمهورية منذ أسبوعين، وأن هناك عجزًا فعليًا في كميات الاسطوانات الواردة للمحافظة وصل لأكثر من 40%، بسبب سوء الأحوال الجوية وصعوبة نقل الغاز الصب من الموانئ إلى مصنع تعبئة الاسطوانات بالأحايوة بالمحافظة، مما أدي للعجز في حصة المحافظة.
وأضاف وكيل وزارة التموين أنه مع تحسن الأحوال الجوية بدأت حركة نقل الغاز الصب تنتظم، إلا أن الأهالي لم يشعروا بهذا التحسن نظرًا لتكدس الاسطوانات الفارغة، ومع نهاية الأسبوع الجاري ستكون الأزمة قد اختفت تمامًا.