محلب ليس قدوة للمحافظين!!
المهندس إبراهيم محلب يضرب أروع الأمثلة للمسئول الميدانى ومن عمل معه يعرف أنه رجل لا يجلس فى مكتبه بل يتواجد دائما مع العمال والمهندسين فى المواقع حينما كان رئيساً لشركة المقاولون العرب، وحينما كان وزيراً للإسكان زار معظم محافظات الجمهورية، هكذا كان محلب رئيس الشركة والوزير أيضاً هو كرئيس للوزراء يومياً فى زيارة مفاجئة أو افتتاح مشروع أو مع المواطنين فى الشوارع والأسواق فى المدن والقرى والنجوع، ولكن هل رئيس الوزراء وحده يستطيع عمل كل شىء وحل كل المشاكل؟! الإجابة بالطبع لا يستطيع، هناك بعض الوزراء يحاولون الاقتداء به، وزراء ميدانيون، ولكن المشكلة الأكبر فى الوظيفة المهمة جداً وهى منصب المحافظ فمعظم المحافظين إن لم يكن جميعهم يجلسون فى مكاتبهم ولا يتواجدون مع المواطنين فى الشوارع بل المواطن لا يستطيع مقابلتهم فى مكاتبهم ولا يستطع مقابلة من هو دون المحافظ سواء مديرى المديريات أو رؤساء الأحياء والمصالح، بدليل ما قاله أحد المواطنين لرئيس الوزراء خلال زيارته لأسيوط إنه لم ير فى حياته رئيس مدينة، وهذا يؤكد أن المحافظين لم يقتدوا برئيس الوزراء فى تواجده مع المواطنين فى الشارع، لذلك أتمنى من المهندس إبراهيم محلب أن يجلس فى مكتبه ويصدر تعليماته المشددة للمحافظين والمسئولين بالتواجد فى المواقع والميادين والشوارع مع المواطنين ويتابع ذلك بنفسه ومن لا يلتزم يتم إقالته فوراً، كما أتمنى من رئيس الوزراء أن يكلف مركز دعم القرار بعمل استطلاع رأى حول أداء المحافظين وسوف يكتشف أن معظمهم إن لم يكن جميعهم عبء على الرئيس. فهناك تدنٍ كبير للخدمات والمرافق وفوضى فى المرور والشوارع.
انظروا إلى جبال القمامة أصبحت مشهداً عادياً ومخالفات فى المبانى وتعديات على أملاك الدولة فاقت الوصف، تدمير للأراضى الزراعية سواء بالبناء عليها أو تحويلها إلى ملاعب لكرة القدم، الفساد فى المحليات تخطى كل الخطوط الحمراء، لو أن الفلاحين فى المحافظات وجدوا مسئولاً واحداً يساندهم ما تعرضوا للسجن أو الجوع أو التشريد أو جشع المحتكرين، لو أن هناك ضميراً لدى كثير من المسئولين ما احتلت مصر المركز الأول فى حوادث الطرق والإهمال أو تركوا مناصبهم كما قال الرئيس فى خطابه أثناء المناورة بدر، لأن جهوده من أجل الإصلاح تضيع بسبب فشل المحافظين الذين لا يستحقون العمل معه فى هذه الفترة المهمة من عمر الوطن ولو أننا طرحنا سؤالاً على المواطنين من هو المحافظ الفاشل؟ سوف تشمل الإجابة أكثر من 90% من المحافظين.
أتمنى أن يعلم الرئيس آن المواطنين لا يعلمون حتى اسم محافظهم ولا يعنيهم من هو رئيس الوزراء ولكنهم يعلمون جيداً من هو رئيس الجمهورية ولذلك فإن المواطن سوف يحمله نتيجة فشل أو فساد المحافظين والجهاز الإدارى للدولة، لقد سمعنا كثيراً عن قرب حركة المحافظين ولكن تأخرها بحجة تعيين مساعدين لهم عذر غير مقبول. وإن كنت أخاف أن يكون القادم أسوأ من الحالى فتكون الكارثة الكبرى التى تؤدى إلى الخصم من رصيد الرئيس الذى نضع عليه كل آمالنا وطموحاتنا فى مستقبل أفضل.
■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط