المفتي لـ أسوشيتدبرس:على رؤساء العالم تبني سياسات واضحة للقضاء على ازدراء الأديان
أكد فضيلة مفتي الجمهورية في حواره مع وكالة "أسوشيتدبرس" أن نشر الكراهية و الحروب و القتل و إراقة الدماء لم ولن تصل بنا جميعًا نحن البشر إلى شيء و أن نشر السلام و الحب و التعايش و التواصل و الحوار هو الطريق الوحيد الذي يصل بالجميع إلى بناء حضارة إنسانية مؤسسة على العدل و المساواة و احترام حقوق الغير في الحياة الكريمة .
وطالب المفتي دول العالم الغربي في حواره مع وكالة "أسوشيتدبرس"إلى تفعيل القوانين الحالية و القائمة بالفعل و الخاصة بمناهضة التمييز و ازدراء الأديان و منع الإهانة و الإساءة للمقدسات و الرموز الروحية لدي الآخر فضلا عن تفعيل المبادرات الحالية بالأمم المتحدة الخاصة بمنع ازدراء الأديان و تحويلها إلي قوانين و نصوص و آليات ملزمة لجميع الدول الأعضاء لضمان تحقيق الأمن و السلام الاجتماعي العالمي .
كما طالب فضيلته الدول الغربية أن يأخذوا الإسلام و مبادئه و يتعرفوا عليه من خلال مرجعياته الدينية و علمائه المعتبرين المؤثرين و المشهود لهم بالعلم و الكفاءة، لافتًا إلى أن تطبيق العدل يستلزم من الإعلام الغربي أن لا يحملوا جموع المسلمين تهور شخص أو أكثر منهم أو أن يجمع ولا يفرق بين القلة القليلة المخطئة و ينسبها إلى جموع الأمة الإسلامية المشهود لها بالوسطية و الاعتدال و البعيدة كل البعد عن العنف أو إباحة القتل و إراقة الدماء.
و دعا مفتي الجمهورية في رسالة خاصة رؤساء العالم المتواجدين و المجتمعين في الأمم المتحدة خلال الفترة الحالية إلى العمل الجماعي الصادق و الفعال نحو بناء مستقبل جديد وواعد لأبنائنا و أحفادنا و لجميع شعوب العالم و تبني سياسات تنفيذية واضحة تقضي بإخلاء الأرض من أسلحة الدمار الشامل و منها أسلحة نشر الكراهية و التمييز و ازدراء الأديان و الإساءة للمقدسات الدينية و الروحية فضلا عن الأسلحة النووية والدمار الشامل حتى نتمكن من بناء مستقبلنا القائم علي حب الله و حب الجار و زرع بذرة المحبة الإنسانية كما فعل رسولنا و سعي منذ أكثر من 1400 عام .
و استطرد مفتي الجمهورية في حديثه إلى أن العالم اليوم يموج بالمشكلات الإنسانية المزمنة من فقر و جهل و مرض التي تستحق أن تسترعي اهتمامنا المطلق و أن نوجه إليها جل جهدنا للقضاء علي الظواهر العالمية السلبية والمسيئة للعالم المتقدم و منها أنه مازال هناك 42 % من سكان العالم لم يصل إليهم حتى الآن الصرف الصحي أو مياه الشرب النقية فضلا عن مشكلات المرأة و البيئة و الطفولة و التمييز علي أساس العرق أو الدين .
و قال د/ جمعة لـ وكالة "أسوشيتدبرس" إن المسلمين ما زالوا قلقين علي استمرار هذه الموجة العدائية ضد نبيهم و مقدساتهم و محاولات البعض من الموتورين في استغلال تلك الأعمال الفاشلة في الدخول إلى مصر حصن الأمة العربية المتين من خلال إحداث فتنة طائفية التي لم و لن ينجحوا في الوصول إلي مأربهم أبدا مشيرًا إلى أن أول من وقف ضد الإساءات للرسول العظيم كان الآباء بالكنيسة المصرية باختلاف طوائفهم .
و أكد مفتي الجمهورية أنه لا أحد في العالم يستطيع أن يتحكم في محبة العوام من الناس لرسولهم الكريم و أنه على العالم أن يتفهم هذه العلاقة شديدة الخصوصية على الرغم من محاولات الإساءة المستمرة للإسلام و المسلمين التي رصدت في مدينة لندن وحدها منذ عام 1970 إلي 1980 على سبيل المثال نشر حوالي 1400 رواية تسب المسلمين بمعدل رواية مسيئة كل 10 أيام و أن المسلمين يصبرون على ذلك .
و لفت الدكتور علي جمعة في حديثة إلى أنه كان أول من نبه للفيلم المسيء للرسول وسط دعوات لنبذ كافة أشكال العنف و القتل مشددًا "نرفض و نحرم و نجرم قتل الأبرياء تحت أي سبب كان ونرفض حرق الإنجيل فالكراهية لا تعالج بالكراهية".
ووجه فضيلة مفتي الجمهورية في ختام حواره رسالة مفتوحة إلى المسلمين قائلا: إنني أدعو كل من أراد الاعتراض من المسلمين علي أمثال تلك الإساءات لمقدساتنا الإسلامية الخروج في مظاهرات سلمية تماما و استبدال الانفعالات و الهتافات بالتجمع و الجلوس في هذه الأماكن و الصلاة علي رسول الله بشكل جماعي لإظهار مكانته و تعاليمه الحكيمة فضلا عن تعظيم شأن النبي بما فيها من عبادة و رقي و لتكون أمام العالم مجلس صلاة و نصرة و احتفاء بفضله علي العالمين و تكون كذلك خير رد علي المسيئين حيث نحول المحنة و الأزمة إلي منحة و الإساءة إلى أدب و نعطي المثل و القدوة للعالم في تمسكنا بتعاليمه السمحة و إظهار عزمنا الأكيد على التقرب إلى الله و رسوله .