رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإساءة إلى رسول الإسلام «1-2»


هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

أستنكر من كل تلك الإساءة التى وجهت ضد رسول الإسلام والتى اشتركت فيها مجموعة تجرى التحقيقات لمعرفتها بدقة وقد يكون هذا العمل بل بالتأكيد مؤامرة يهودية لصناعة فتنة بين المسيحيين والمسلمين ليس فى مصر فقط بل كل دول الشرق الأوسط تمشيا مع الأحلام الإمبرايالية الصهيونية السوداء، وقد شجبت ورفضت واستنكرت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية هذا التصرف المشين، داعية لاحترام العقائد والرموز الدينية، ومازالت الأنباء متباينة للوقوف على حقيقة من هم هؤلاء أصحاب هذه الفعلة القبيحة، ومن الذى مول هذا العمل، وقد حملت لنا الصحافة والإعلام والوكالات العالمية أخباراً يشوبها التناقض وبشىء قليل من التأنى ستجلوا الحقائق، حتى تكون الاتهامات والتوقعات فى محلها.

نعم.. إن ما يحدث يشعل المشاعر ويدمر عواطف التسامح داخل النفس، لكن للحكمة أعمدة سبعة ذكرها سيدنا سليمان الحكيم، فعلينا أن نتكئ على هذه الأعمدة ونرتكن إليها واحداً بعد الآخر لسلامة الوصول إلى المخطئ الحقيقى والذى يتحتم علينا مقاضاته عالمياً، وهناك محكمة العدل الدولية دون اللجوء إلى قتل سفير وآخرين فى ليبيا، أو محاولة حرق السفارة الأمريكية بالقاهرة وبعض البلدان العربية، فسماحة الإسلام تمنع كل أتباعه عن شوط الغضب الجارف الحادث حالياً.

نعم.. بالإمكان للجماهير أن تغضب ولكن سماحة الدين تمنع الاعتداء على الآخر، ويقول الكتاب المقدس: «أغضبوا ولا تخطئوا»، وقد سرنى اتصال هاتفى بإحدى القنوات صباح الجمعة 14/9 من فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى راشد- أستاذ الشريعة الإسلامية- معلقاً على مشاعر البابا شنودة الراحل حينما قام أحد الغربيين «المنحرفين» بإخراج فيلم أساء فيه للسيد المسيح له المجد.

قال فضيلته: «كان غضب البابا هادئاً جداً.. فقد قال.. الله موجود، وقال أيضاً: إن الله هو الذى يدافع عنا»، نعم.. إن الأمر يحتاج إلى الحكمة ففور الإعلان عن هذا الحدث لم نسمع بياناً من رئاسة الجمهورية أو إصداراً من الأزهر الشريف كرسالة للجماهير الثائرة تساعدها فى كيفية التعبير، معترفين بدور الإعلام والصحافة، نعم.. كان من شأن ذلك تهدئة هدير المشاعر.

فلماذا غاب كل هؤلاء وغاب معهم الوعى الناضج لرجالات وعلماء الدين، نعم.. كان بالإمكان القيام بمظاهرات عالمية فى كل مكان شريطة النظام وعدم تعرض الناس للإصابات وتعطيل الطرق والأعمال.

فماذا عن جنودنا وضباطنا المصابين وكذلك شبابنا الذى تكدس فى أقسام الشرطة، واتهامات عديدة وجهت إليه، الخاسرون جميعهم مصريون، دماؤهم غالية وجراحهم تدمعنا، ونعود لنسأل: من صنع هذا الفيلم أمريكا أم الموساد أم آخرون؟.

ثم أعود لسؤال مهم مرتبط ببطء الدولة فى التلاحم الفكرى مع الجمهور فى بداية الحدث السؤال لصالح من عبأت بعض الأحزاب والجماعات عقول الجماهير ولعبت على أوتار عواطفهم لتصعيد الأمور، نعم كلنا، كل المصريين غاضبون، وقد خرجت مسيرات مسيحية تؤازر كل الاحتجاجات، ولنا أن نتذكر أن القوانين الأمريكية فى ما يدرج تحت حرية التعبير والتى تختلف تشريعاتها عن تشريعاتنا هنا... نعم فتحت عباءة الحرية أحياناً ترتكب أفظع الأخطاء! لذلك فإن أعظم الطرق لاستخلاص الحقوق هى المحاججة، الكلمة بالكلمة، والحجة بالحجة، يعلو صوت الحق وتشرئب قامة الإنسان متى وظف الإنسان إمكاناته عن عقيدة وثقة وإيمان راسخ، جميلة هى المشاعر الغاضبة بنظام وهدوء، ورائعة هى الأحاسيس النابضة والرافضة وعظيم جداً اعتزاز الإنسان بعقيدته.

ويتوج كل هذه المشاعر شىء مهم هو ضبط النفس والعقل، فالتحكم فى هذه كلها يكون نسيجاً لفكر جيد يقودنا لكسب كل أصوات العالم من حولنا، ونجنى بذلك احترامنا فلا تهتز مكانتنا.

نحن بحق فى حاجة لميلاد قانون عالمى جديد يخضع له كل العالم، ليكون نافذة حاكمة لكل من تسول له نفسه العدوان على عقائد الإنسان أو كرامته، ومن هنا صار بإمكاننا درء هذه الأخطاء التى يرتكبها الآخرون فى حقنا، وعلى ضوء هذا الحدث الذى أدمى قلوبنا جميعاً.

حدث فى مصر أن وجهت اتهامات على ألسنة بعض الصحفيين وبأقلامهم تدين أقباط المهجر وكأنهم أصحاب هذا العمل، فلنصحح القول إن هناك مجموعة وهى قلة تعد على أصابع اليد الواحدة وقد تتمثل فى ثلاثة أشخاص من أقباط المهجر يناصبون وطنهم وأهاليهم العداء السافر ونحن الأقباط فى مصر نرفض التطرف الفكرى نحو مصر والمصريين، ويحضرنى قول الشاعر فى حب الإنسان لوطنه: «بلادى وإن جارت على عزيزة.. وأهلى ولو ضنوا على كرام»، ومازالت كل القنوات القبطية بداية بالكنيسة حتى أصغر تجمع جميعها يدين بشدة هذا الفيلم المسىء.

■ عضو اتحاد كتاب مصر