رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة "شرم الشيخ" تفتح ملف "نزيف الأسفلت" في مصر.. وإحصائيات: لدينا 12 ألف قتيل سنويًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

*خبراء: العنصر البشرى المسئول الأول .. و مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في "حوادث الطرق"

لم يكن حادث شرم الشيخ الآخير هو الحادث الاول من نوعه، ولكنه كان حلقة فى ملف نزيف الأسفلت فى مصر، الذى يحصد سنويا آلاف الأرواح .
ارتفاع عدد قتلى حوادث الطرق فى مصر، جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميًا ، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فى اوائل عام2013، حيث وصلت حصيلة حوادث الطرق بمصر 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب سنويًا، ليأتي حادث جنوب سيناء الذي أدي إلى مقتل 33 شخصا بينهم 4 أكياس أشلاء ليؤكد لتلك النتائج.
ويتراوح المعدل العالمي لقتلى حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة، ما بين 10 و12، لكنه يصل في مصر إلى 25، أي ضعف المعدل العالمي، وأيضا يبلغ عدد قتلي حوادث الطرق لكل 100 كم في مصر 131 قتيلاِ، في حين أن المعدل العالمي يتراوح ما بين 4 و20 قتيلًا، أي أن المعدل في مصر يزيد على 30 ضعف المعدل العالمي، وأيضا فإن مؤشر قسوة الحادث يوضح أن مصر يحدث بها 22 قتيلًا لكل 100 مصاب، في حين أن المعدل العالمي 3 قتلي لكل 100 مصاب.
حصيلة حوداث الطرق ليس فقط قتلى ودماء ولكن اهدار اموال الدولة ايضا، حيث تقدر خسائر الاقتصاد المصري من وراء حوادث الطرق بنحو 17 مليار جنيه سنويا وفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في شهر سبتمبر الماضي.
وكشف التقريرعن زيادة عدد المتوفين في حوادث الطرق إلـى 7115 عام 2011 مقابـل 7040 متوفـى عــام 2010، كما بلغ عـــدد المصابـين 27479 عـــام 2011، مقابل 36028 مصــاباً عام 2010 بنسبة انخفاض 7.23%.
واتهم التقرير السيارات الملاكي بالتسبب في 1115 حادثة، بنسبة 32% من إجمالي الحوادث على الطرق السريعة عام 2011. وأرجع إلى "العنصر البشري" تسببه في 67.1% من حوادث المحافظات، و64% على الطرق السريعة عام 2011. وكشف أن أعلى معدل خطورة كان على الطرق السريعة بواقع 4.2 متوفى أو مصاب لكل حادثة عـام 2011.
وأكد التقرير العالمي للسلامة على الطرق لعام 2009 أن حوادث الطرق في مصر وصلت إلى أعلى المعدلات العالمية، إذ يصل عدد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث 41.6 حالة لكل 100 ألف نسمة سنويا، ورجح التقرير أن ترتفع تلك النسبة على مدار العقدين المقبلين.
قال عادل الكاشف، رئيس الجمعية المصرية للطرق وسلامة المرور، أن 80 % من حوادث الطرق تعود الى العنصر البشرى، مشددا على ضرورة وضع اليات وشروط لمنح رخصة القيادة، لان حوادث الطرق باتت نوع جديد من الارهاب.
وأشار إلى ضرورة تقليل مدة سريان الرخصة لأن مدة 10 سنوات مدة كافية للإصابة بأمراض عديدة تؤثر على كفاءة السائق، بجانب الفحص الفني للمركبات من مراكز صيانة معتمدة تعطي الشهادة بأن المركبة يمكنها السير على الطرق السريعة.
واوضح المهندس الاستشارى ممدوح حمزة، إن أسباب حوادث الطرق السريعة والصحراوية، تتركز فى عدة محاور منها، التصميم الخاطئ للمنحنيات والارتفاعات فى طرفى الطرق والدورانات، ومعظمها غير سليم، وكذلك عدم وجود مطبات صناعية مناسبة، لتحجيم سرعة السيارات، إضافة إلى عدم وجود أعمدة إنارة أو إشارات إضاءة للطرق.
وشدد على ضرورة اقامة مطبات وفق قواعد معينة، وأن تتم إنارتها أثناء الليل للتنبيه، مشيرا الى ان اكثر من 60% من حوادث الطرق يكون سببها السائق نفسه وفقا للاحصائيات، فهم لا يلتزمون بالسرعات المحددة، والرقابة عليهم ضعيفة.
واتفق معه فى الرأى الدكتور مصطفى صبرى، أستاذ النقل والمرور بجامعة عين شمس، قائلا" أن معظم حوادث الطرق، تقع نتيجة لأخطاء بشرية و7% فقط تعود إلى عدم كفاءة الطرق.