عقب تصريحاتها أمس:
هيلاري كلينتون "بين نية مرسي الطيبة وسذاجته" تناقضات متتابعة للتلاعب بالسياسة المصرية
اعتدنا في الفترة الأخيرة التناقض الواضح والجلي في التصريحات التي يتم إطلاقها من الجانب الأمريكي عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، خاصة تلك التي تطلقها وزيرة الخاجية الأمريكية "هنري كلينتون"، فلم يعرف عنها موقف ثابت في تلك الفترة، فتارة تؤيد السياسة المصرية وتتشدق بإنجازات المعزول محمد مرسي، وتارة أخرى تشن هجومًا عليه، مستندة في كل مرة على حجج ومبررات تراها وحدها مقنعة، فلم يكن التناقض الذي ظهرت به وزيرة الخارجية الأمريكية وليد اللحظة، ولكنه بدأ منذ النظام الأسبق.
ففي أول تصريحات لها إبان ثورة 25 يناير كانت تؤيد وجود الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في السلطة، وذلك بقولها: "مبارك هو الصديق الدائم ولا يمكن الخروج على شرعيته، أو إنكار إنجازاته في المنطقة، لذلك يجب أن يحدث انتقال منظم للسلطة في مصر"، مهاجمة بتصريحاتها ثورة 25 يناير وثوارها.
"ارحل الآن"، بتلك الكلمات تتحول وزيرة الخارجية الأمريكية لتكشف عن وجهها الثاني تجاه السياسة المصرية، فقد شنت وقتها هجومًا على الرئيس مبارك مطالبة إياه بالرحيل عن السلطة الآن، وتداول السلطة بشكل سلمي، ثم تنتقل لتتغنى بجهود الثوار والشهداء، معلنة تأييدها لثورة 25 يناير وتأييدها أيضًا لرحيل مبارك "الآن".
"الرئيس محمد مرسي لديه الكثير من النوايا الطيبة"، كان ذلك هو تصريحها في بداية حكم المعزول محمد مرسي؛ فقد أطلقته لأنه مازال في السلطة وفي أوج عصره، مؤكدة أن مرسي يحاول والفريق الذي معه أن يتعامل مع القضايا السياسية والأمنية بشكل ينم عن ذكائه، غافلة عن العنف الذي شهدته البلاد في تلك الفترة، ومعاناة الشعب بسبب تلك السياسات.
وعقب ثورة 30 يونيو وعزل مرسي، تظهر الشخصية الثانية لوزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون، لتعبر عن سذاجة مرسي وعصره الذي يعتبر من أجهل العصور التي مرت بها البلاد بتصريحها أمس: "أعتقد أن مرسي ساذج، وأنا هنا أتحدث عن مرسي فقط، وليس بالضرورة أي فرد آخر في جماعة الإخوان المسلمين"، ففي يوم وليلة تبدلت الأحوال وتغيرت الأقوال حسب السياسات.
فعدم تعليق الوزيرة عن الجانب الإخواني قد يكون اعتقادًا منها بأنها ستعود للحكم في يوم، غافلة عن أن معظم أعضاء الجماعة الإرهابية في غياهب السجون يحاكمون بتهم عديدة أبرزها الخيانة والتخابر.