شيخ الأزهر: الغرب تبنى منهج الإلحاد بعد انتشار إسلاموفوبيا

واصل فضيلةُ الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مناقشتَه العلمية للنظريات الإلحادية التي تنكر الدين، وذلك في لقائه الأسبوعي اليوم الجمعة على القناة الأولى والفضائية المصرية.
و أكد شيخ الأزهر، أن المؤمنين بالله (عز وجل) على يقين من أن الدين نشأ دين توحيد مع هبوط أول إنسان على الأرض برسالة سماوية إلهية، وذلك على خلاف ما عليه الملحدون الذين اختلفوا في مواقفهم:
فمن قائل: إن الدين نشأ وثنيا؛ لأن العقلية آنذاك كانت في مراحلها الأولى، ولم تكن مؤهلة لإدراك المجردات، والاعتراف بالتوحيد، ثم لما عرفتالتجريب ترقت إلى الدين.
ومن قائل: إن الإنسان عرف في بدايته الدين وعبد الله، ثم جاءت عبادة الأوثان بسبب ركونه إلى المحسوسات.
وهاتان نظريتان متعارضتان يخطئهما اعتماد كل منهما على المنطق العلمي والاكتشافات، إذ يستحيل على العلم أن يرجع القهقرى إلى دراسة الجماعة البشرية الأولى عن طريق الحفريات، والإشعاعات؛ لمعرفة معبودهم، واستحالة ذلك يؤكد فساد نظريتي الملحدين.
وأوضح الامام الأكبر، أن القرآن الكريم يقرر( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً) على عقيدة التوحيد (فَاخْتَلَفُوا) كفر بعضهم، وثبت بعضهم على عقيدة التوحيد ( وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) لولا كلمة سبقت من الله عز وجل بتأجيل أمر المشركين إلى يوم القيامة (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)لعاجلهم بالعقوبة في الدنيا بأن يُهْلك أهل الكفر، وينجي أهل الحق، فاختلاف الناس في العبادات جاء بعد أن كان الناس أمة واحدة يعبدون الله على دين التوحيد.
وأضاف فضيلته أن الإلحاد كان بلا أنياب في بداية القرن الحادي والعشرين، ثم أصبح الغربيون- بعد انتشار إسلامو فوبيا- مذعورين من مسألة الدين؛ لأنهم ظنوا أن الدين على نحو ما نفذه الإرهابيون على اختلاف مللهم ونحلهم، ومن ذعرهم هذا تبنوا الإلحاد، وجعلوا منه دعوة ممنهجة لها منظمات ومؤسسات تقوم عليها، وتشجع على مهاجمة الدين، وتتعقب المتدينين على نحو ما كان يقوم به الماركسيون، وربما هذا الذي تأثر به شبابنا في مصر، ونحن ما علَينا إلا البَلاغ، فالدين لا يفرض، وكلامنا هذا لغير الملحدين؛ حتى لا يقعوا في براثن الإلحاد والملحدين.