رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبادرة السيسى الوطنية ودور الشرفاء


بعد ٤ أيام نحتفل بمرور عام على نجاح أكبر ثورة شعبية عرفها تاريخ البشرية، وهى ثورة الشعب المصرى بعد عام من الحكم الفاشى الأسود للإخوان المتأسلمين الذين حرفوا الدين وتاجروا به لتنفيذ أكبر مخطط دولى لتقسيم مصر وتدميرها، فكل عام والشعب المصرى بخير، والتى تتزامن مع بدء شهر مبارك هو شهر رمضان الكريم، فكل عام والشعب المصرى العظيم بخير بتزامن هاتين المناسبتين السعيدتين، ومع هذه الأيام ذات المذاق الفريد قدم لنا الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة وطنية غير مسبوقة، قدم لنا من خلالها نموذجاً فريداً فى العطاء للوطن، حيث تبرع بنصف راتبه وبنصف ما يمتلكه من إرث والده لسداد ديون مصر، إنه بهذا يقدم النموذج والفعل الذى ينبغى أن نحتذى به جميعاً، كل الشرفاء ممن يحبون مصر ويريدون لها أن تعبر مرحلة الخطر بنجاح، وأن تتعافى من محنتها الاقتصادية بأسرع وقت ممكن.إن ثورة ٣٠ يونيو التى هزمت المخطط الدولى بإزاحتها للعصابة الإرهابية التى كانت تريد أن تجثم على أنفاس الشعب المصرى بالإرهاب، لابد أن تواكبها ثورة ثقافية وأخلاقية وسلوكية لتنقذ مصر من مرحلة من الفوضى المخططة والعنف الممنهج والجرائم المتواصلة، والتى عانى منها الشعب ولايزال يعانى منذ ٣ سنوات ونصف السنة.إن العطاء للوطن لابد أن يصبح أولوية فى أجندة كل الوطنين، وإعلاء مصلحة الوطن لابد أن تعلو على أى مصلحة شخصية، إن الشعب المصرى قد قدم النموذج فى العطاء من قبل وطوال تاريخه العريق، وحينما أعود بالذاكرة إلى الوراء أتذكر أنه بعد نكسة يونيو ١٩٦٧، قامت حركة وطنية رائعة للتبرع للمجهود الحربى، وقامت نساء مصر بالتبرع بمصاغهن لتجهيز الجيش المصرى واستعادة الكرامة والأرض، إن نفس هذا الشعب قادر على أن يقدم الغالى والنفيس للعبور بمصر إلى دولة مؤسسات حديثة ومتقدمة، ولابد أن يتقدم الوطنيون الصفوف للتبرع لمصر من كل المجالات، ورجال الأعمال مطالبون بأن يشاركوا فى إعادة بناء الوطن من جديد، والمصريون فى الخارج مطالبون بأن يقدموا لمصر المساعدة لتقوم من كبوتها وتتقدم الأمم الحديثة، والقادرين مطالبون بأن يساهموا فى بناء مصر وسداد ديونها. إن المستقبل الواعد فى انتظار الجميع من محبى هذا الوطن الغالى، وهو يتطلب منا جميعاً العمل والاجتهاد والنزاهة والعون والتكاتف لنقوم ببلدنا معا ودون كراهية أو حقد أو مزايدة،إننى أتذكر أننى نشأت وسط أسرة تحب مصر ووسط مدرسة تدين بالولاء له، وأتذكر فى طفولتى أننا كنا نقف فى طابور الصباح لتحية العلم المصرى الذى نفتخر بأننا ننتمى إليه، وكنا نحفظ أغانى أم كلثوم وعبد الحليم الوطنية عن ظهر قلب، ومازلنا نتغنى بها، إن الأجيال الشابه تعانى من التخريب المتعمد فى مفاهيم الانتماء والولاء والاعتزاز بمصر، لأن المخططات الدولية كانت تنخر فى جسد الوطن منذ سنوات ولم يكن الاهتمام بثقافة الشباب فى سلم الأولويات منذ سنوات، لذلك تركت الساحة مفتوحة للعبث بعقول الشباب وتخريبها منذ سنوات طويلة، لهذا فإن استدعاء روح ثورة ٣٠ يونيو العظيمة ضرورى حتى لا ننسى أنها إرادة شعب صنع المعجزة أمام قوى التدمير والدمار المتحدة من عدة دول ضد مصر، إننا فى حالة حرب مستمرة تتطلب منا أن تتوحد وأن نتحد فى مواجهتها، ولابد لكل القوى الوطنية أن تستنهض إرادة الشعب ليساعد فى البناء، كما استنهضته للثورة على الفاشية الدينية، وليس منا من خان الوطن، وليس منا من باع ضميره من أجل حفنة دولارات رخيصة، وليس منا كل من يشيع الفوضى والبلطجة والشائعات والفتن.إن الوطن ينادينا لإنقاذه قبل فوات الأوان، ولا مجال للتراخى الآن أو للتباطؤ فى مساعدة مصر الغالية، لأنها تستحق منا أن نشارك فى تقدمها، ومحظوظ من سيشارك فى مشروع البناء لأن الثمار ستكون وفيرة، ولأن الانتصار له مذاقه الرائع، ولن تنهزم مصر فى معركة البناء إن شاء الله، كما انتصرت فى ثورتها العظيمة فى ٣٠ يونيو الماضى على أعتى الدول ومخططاتها الرهيبة لتقسيم مصر وتدمير شعبها، وأنا أفخر وسأظل فخورة بأننى حشدت وشجعت وقاومت الفاشية الدينية التى كانت تريد تمزيق وطنى، وشاركت فى ثورة ٣٠ يونيو ومن قبلها نددت بممارسات إخوانية، كما شاركت وكتبت مطالبة برحيل الإخوان الإرهابيين، كما سيظل ٤٠ مليون مصرى شاركوا فيها يفخرون بأنهم انتصروا فى أكبر ثورة شهدها التاريخ.

إن كل الوطنيين الآن عليهم دور فى بث روح الوطنية والعطاء، فلن تقوم مصر إلا بعزيمة ومساعدة وإرادة شعبها الجبار

Monaragab17 @gmail.com