رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصحافة كالحب لن تموت


من خلال نظرة عابرة تجاه تصرفاته نحو الصحافة والمذبحة التى تعد لبعض الصحفيين، وكيف كان يعمل هذا المجلس فى عهد مبارك المخلوع، حيث كانت كل التوجهات الصحفية والإعلامية فى خدمة الحزب الحاكم ورئيسه، ورغم ذلك كانت هناك كتابات وآراء تبرق من بين سطورها ببعض الرسائل المعبرة عن الرغبة فى الإصلاح والتغيير، فما الذى يقدمه الشورى الآن، كانت الصحافة المستقلة فى العهد البائد تكتب ما تريد وإن كانت هناك محاولات لكسر بعض الأقلام إلا أنها لم تصل فى حدتها إلى ما وصلنا إليه فى أن يحول رئيس تحرير «الدستور» إلى سجن طرة فى محاولة لذبح الإبداع وتقييده.

كان الانتصار لصاحبة الجلالة هو التاج الذى لم يدركه الآخرون لأنهم يحاولون قتل هذه السلطة التى سوف تنطق بالحق ولا تعرف بديلاً له.

كانت الصحافة والإعلام يعملان لأجل الحزب الوطنى فى عهد راح والتاريخ يعيد نفسه الآن بضراوة أكثر، حيث تمت السيطرة الإخوانية على كل ما يسمى بـ «الصحافة القومية»، وبدأت ثمار الولاء ورد الجميل تزهر أوراقها وتبث أنفاسها برفض رئيس تحرير الأخبار نشر مقالات لكبار وعظماء المفكرين من أصحاب القلم.. حقاً إنها بداية مرة.

وقد نشرت جريدة «الوفد» هذه المقالات الممنوعة وقرأها أغلب القراء، مما عزز موقف جريدة «الوفد» والنظر إليها بكل التقدير، الأمر الذى نتوقع بعده زيادة نسبة توزيع هذه الجريدة لاحترامها للقارئ والكاتب فى وقت واحد، فمصر سيظل كتابها وأصحاب الفكر والشعب فيها بكل الخير لن يفصل علاقتهم بالصحافة أى منع أو إقصاء.

كما كنا نتمنى أن نرى عهداً جديداً مختلفاً عن عهد الظلام للحزب الوطنى الذى نال أصحابه كل الجزاء، كنا نتمنى ألا يستأثر الحزب الحاكم بمجلس الشورى والسيطرة الكاملة على الصحافة، التى هى الآن مكبلة.. فلا لكسر الأقلام ونعم للحرية والإبداع فالحزب القوى لن يخاف قلماً أو يخشى رأياً بل يرحب ويناقش وهذه هى المفاهيم البدائية للديمقراطية.

إن ترك هؤلاء من المفكرين وأصحاب الأقلام المستنيرة فى حالة من الحرية ليعبروا عما يجيش فى صدورهم، وما تأتى به عقولهم من إفراز جيد للوطن هو الأسلوب الأمثل لاحترام الحريات، هذا ما يجب أن يقدمه الحزب الحاكم لهذه الجماعة المصرية من السماح بمساحات من الحرية متمثلين بالدول الراقية التى تمكنت من خلال ممارسة الحريات أن تخلق وطناً عظيماً.

نحن نحلم بالحرية الكاملة لأصحاب الأقلام كذلك الحرية الكاملة للإعلام الذى بدأ أيضاً فى أن يكون أسيراً.

هل سنرى يوماً جديداً فى عالم الصحافة التى سيطر عليها رؤساء تحرير من الإخوان دون أن يقصف قلم أو يحبس صحفى؟

هل آن لنا أن يأتى الوقت الذى نشعر من خلاله الرحيل الفعلى للحزب الوطنى، أم أنه مازال بيننا مع الفارق فى الاسم!

آخر العمود: من ديوان الشعر العربى لأبى العتاهية: «أرى المرء وثاباً على كل فرصة:. وللمرء يوماً لا محالة مصرع».

■ عضو اتحاد كتاب مصر