رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نريده محافظًا بالانتخاب


لماذا هذه المواجهة الساخنة وغير الموضوعية بين اللواء أحمد زكى عابدين - وزير التنمية - وبين مجلس الشورى - صاحب الأغلبية الإخوانية - حيث تمسك أعضاء لجنة الإدارة المحلية بالمجلس التى يرأسها عبد العظيم عبد العال، حيث أعلنوا تمسكهم بأن يكون تعيين المحافظين بقرارات من رئيس الجمهورية.

كما طالب عابدين بأن يكون تعيين المحافظين بالانتخاب الحر بإشراف القضاء، عند هذا نتوقف لنسأل: ألم يكن مطلب الانتخاب معلنًا من قبل أيام الرئيس المخلوع الذى وقعت إدارته فى نفس الخطأ؟ أليس من حق الشعب فى كل محافظة أن يختار بالانتخاب من يراه مناسبًا لهذا الموقع وعن قناعة!

لماذا نأتى بشخصية غريبة عن المكان الذى يدرك مشاكله واحدً من أبنائه؟ وقد نشرت «الوطن فى 24/8/2012 أن التغييرات ستطول 20 محافظًا، كذلك الإطاحة بمعظم لواءات الجيش والتأكيد على تغيير محافظتى الشرقية والغربية والمنوفية والإسكندرية والسويس والقاهرة.. ولنا أن نستخلص السؤال: هل هناك علاقة لمجموعة المحافظات الأخيرة بنتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة؟

يتضح لنا من هذا الإصرار من الجماعة على أخونة المحافظات باختيار المحافظين من جماعة الإخوان كما حدث فى الصحافة، وبمرور الوقت نلاحظ استمرار هيمنة هذا الفصيل على كل مفاصل وتوجهات وقيادات الدولة.

هنا نتوقف لنسأل عن وعود الرئيس للشعب فى تحقيق العدل فهل يستطيع أن يصحح هذا الأمر ليبكر بتكليف رئيس الوزراء بأن تكون التوجيهات فى هذا الشأن بأن يكون اختيار المحافظ بالانتخاب، ونلغى لغة التعيين التى كان يلجأ إليها مبارك بوضع العسكريين فى هذا المنصب تحت دعوى أهل الثقة فإذا تكرر ذلك فإن الحرية والعدالة يكون قد اختار أهل الثقة فلا جديد لثورة يناير التى لم تكتمل بعد. ولو عدنا إلى الرغبة الشعبية لأهالينا فى المحافظات سنجدهم يرغبون فى أن يتم هذا المنصب بالانتخاب. نعم فذلك أفضل الطرق لاختيار الشخص الذى يدرك مشاكل محافظته لأنه سيكون أكثر دراية بوضع الحلول المناسبة وسو ف يجد تعاونًا كبيرًا من أهل المحافظة ولقد أصبح المواطن الآن يدقق فى الاختيار شريطة أن تتم هذه الانتخابات فى جو حر تحت إشراف قضائى.. وأن تكون انتخابات نزيهة لا يلفها جو الرشاوى الغذائية أو المادية، كما حدث من تجاوزات رصدتها بعض القنوات الإعلامية فى الانتخابات الماضية.

أخيرًا نتساءل: لماذا لا تضع لجنة الإدارة المحلية بمجلس الشورى ما أعلنه عابدين موضع دراسة جادة بعيدًا عن الأحادية الإخوانية التى مهمتها الإقصاء لكل من حولها؟.. إن آراء عابدين فى غاية الأهمية.

لابد لنا من ترك سياسات الماضى التى أفرخت لنا نظاما يؤيده حزب الحرية والعدالة بهذا الموقف لمجلس الشورى، فما آذى الشعب يجب ألا يتكرر، فهل ننتظر تصحيحًا لما أعلنه مجلس الشورى، أم أننا سنرى محافظين واجبهم أخونة الدولة؟

آخر العمود.. يقول السيد المسيح «من كان له أذنان للسمع فليسمع».

■ عضو اتحاد كتاب مصر