رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور...كارثة قرية الكمال بالدقهلية..انقطاع المياه منذ ثلاثة أشهر


تعيش قرية الكمال مركز "تمي الأمديد" بالدقهلية بدون مياه شرب منذ ثلاثة شهور، الأمر الذي جعل سكان القرية يلجأون إلى الطلمبات الحبشية ؛ للاعتماد على المياه الأرتوازية في الاستخدامات المنزلية، وفي بعض الأحيان في الاستخدامات الشخصية، و هي ما تسبب في إصابة عدد كبير من أطفال القرية بالأمراض الجلدية دون أن تحرك المحافظة ساكنًا .

وتحولت قرية الكمال التابعة لمحاظة الدقهلية إلى قنبلة موقوتة ستنفجر في لحظة من اللحظات، وسينتج عنها كارثة بيئية محققة، بعدما انقطعت عنهم مياه الشرب لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة، واعتمادهم على المياه المستخرجة عن طريق الطلمبات الأرتوازية، واستخدامهم لها في الأغراض الشخصية والمنزلية، واستعمالها كمياه للشرب رغم أن أعماق تلك الطلمبات لم يتجاوز أكثر من 25مترا في باطن الارض؛ مما أدى إلى إصابة بعضهم بحالة تشوه وأمراض مزمنة ستؤدى إلى الفشل الكلوي والسرطان.

المأساة بدأت بعدما قام أهالي إحدى القرى بمعالجة نقص مياه الشرب عن طريق قطع خط المياه عن القرى التي تليها؛ لتستحوذ  علي مياه الشرب الموجودة في هذا الخط، والقادمة من محطة ميت بدر خميس بالمنصورة.

حيث قام سكان قرية المخزن التابعة لمركز السنبلاوين منذ ثلاثة اشهر بقطع خط المياه الرئيس القادم من محطة طوخ الأقلام، والذي يغذي سكان قرى المخزن والكمال والتمد الكبرى والربع وزمار؛ مما أدى إلى عدم وصولها إلى 6 قرى كاملة.

وتعتبر قرية الكمال إحدى القرى المتضررة من انقطاع مياه الشرب؛ نتيجة قيام أهالي المخزن بقطع خط المياه، فهي تعيش مأساة صحية وإنسانية خطيرة، وعلى وشك الوقوع في كارثة، حيث انقطعت مياه الشرب عن القرية تمامًا منذ ثلاثة أشهر

ويقول عوني فارق ( أحد سكان قرية الكمال ) إن مياه الشرب انقطعت تماما عن القرية منذ ثلاثة اشهر، بعد أن قام سكان قرية المخزن المجاورة للقرية بقطع خط المياه، واغلاقه بالخرسانة المسلحة دون مبرر أو سبب منطقي.

وأضاف عوني إن الأهالي استغاثوا بالمسئولين في مجلس مدينة تمي الامديد، وقام رئيس مجلس المدينة بالتحرك معنا لفتح خط المياه، إلا أنه وفور وصوله إلى مكان الخرسانة المسلحة التي وضعها أهالي المخزن لقطع المياه عنا، فوجئ بالمئات من سكان قرية المخزن الذين حاولوا الاعتداء عليه، وقاموا بمنعه من إعادة توصيل خط المياه مرة أخرى.

في حين أكد عبدالله عبدالمقصود إنه وبعد اعتداء أهالي المخزن على رئيس مجلس مدينة تمي الأمديد قام وفد من أهالي قرية الكمال بالتحرك إلى مدينة المنصورة لمقابلة اللواء صلاح الدين المعداوي؛ لعرض المشكلة عليه والبحث عن حل، إلا إنهم فوجئوا بموقف المحافظ الذي رفض التدخل، وقال للأهالي روحوا وحلوا المشكلة اأتوا وأهالي المخزن مع بعض، الحل مش عندنا.

أما إبراهيم سرحان فقد أشار إلى أن الأهالي لجأوا إلى وسائل احتجاج كثيرة؛ لإيصال أصواتهم للمسئولين لحل ازمتهم، وكان آخرها قطع طريق المنصورة تمي الأمديد ثاني أيام عيد الفطر إلا أن كافة محاولتهم لإعادة مياه الشرب إلى القرية باءت بالفشل.

وواصل سرحان أن الأهالي لجأوا إلى حل لأزمة نقص مياه الشرب في أول شهر رمضان الماضي، حيث قام سكان القرية بشراء مائة طلمبة حبشية؛ لاستخراج المياة الجوفية ( الأرتوازية ) من باطن الارض بتكلفة قدرها ألف جنيه للطلمبة الواحدة، أي ما يعادل مبلغ 100 ألف جنيه لعدد المائة طلمبة التي قام الأهالي بتركيبها خلال الشهر المنصرم.

وأضاف  سرحان إن هذه الطريقة لم تحل أزمة نقص مياه الشرب، فالمياه الأرتوازية شديدة الملوحة كريهة الرائحة، مشيًرا إلى أن الأهالي كانت أمامهم مصيبة أخرى، فبعد استخراج المياه من باطن الارض اكتشف الأهالي أن المياه لها رائحة كريهة، وإن ملوحتها أعلى من المعدل الطبيعي، وان لون المياه يتغير بعد تخزينها 6 ساعات، حيث تتحول إلى اللون الأصفر، مضيفًا إن المأساة زادت بعد ظهور أمراض جلدية غريبة لدى الكثير من الأهالي بعد استخدامهم للمياه الأرتوازية، فقد ظهرت بثور وطفح جلدي وبخاصة لدى النساء والاطفال من استخدام هذه المياه.

أما وصفي محمد المرسي فقال قريتي منحوسة زيِّ مفروض إن أسامينا تكون وش السعد علينا، لكن واضح إننا ملناش نصيب من أسامينا انا اسمي وصفي محمد المرسي علي اسم الرئيس الجديد، والناس ياما ضحكوا معايا، وقالوا ليَّ يا بختك أبوك بقى رئيسًا، ومع ذلك أنا محروم من أبسط حق ليَّ ولأولادي إني أشرب مياه نظيفة .

وأضاف المرسي قريتي أيضا غير محظوظة اسمها قرية الكمال، وملهاش أي نصيب من اسمها، مفيش عندنا أي خدمات مفيش مياه ري، ولو حصل وكان فيه مياه يبقى مفيش سماد، ولو فيه سماد يبقى مفيش سولار لتشغيل الآلات، ودلوقتي كبل التليفون اتسرق، وكمان مياه الشرب مقطوعة هنلاقيها منين ولا منين .

قال محمد عثمان من أبناء القرية " إن قريتنا لها مصدران لمياه الشرب الأول من المنصورة و يمر بقرية تلبانة والتي أغلقت الخط من أمامها، نظرا لانخفاض الضغط بها، ومنعت عنَّا المياه تماما، والخط الأخر وهو تعزيز أو احتياطي قادم من السنبلاوين، إلا أن أهالي قرية المخزن أغلقوا هذا الخط أيضا من أمام القرية، واعتدوا علي المسئولين الذين ذهبوا لفتحه بالضرب و من وقتها  نحن نعيش بدون مياه تماما، ونأخذ المياه من قرية بطاش المجاورة لنا، وننتظر إلى ساعات متأخرة من الليل؛ حتى تصل المياه، والتي تأتي محملة بالرواسب أيضًا.

وتقدم إسماعيل رفعت " من أبناء القرية " ببلاغ إلى النائب العام  تحت رقم 9766 عرائض لعام 2012 في  15 / 8 / 2012 وتم إحالته إلى نيابة استئناف المنصورة ضد محافظ الدقهلية ومدير مكتبه،  ورئيس شركة مياه الشرب بالدقهلية، ومدير الأمن ومأمور مركز شرطة السنبلاوين؛ لتقاعسهم رغم علمهم وتسببهم في تعطيش أهالي قرية الكمال.

وقال إسماعيل رفعت في بلاغه إن المياه تم قطعها عن القرية، وهو ما أدى إلى اعتصام أهالي القرية عدة مرات؛ للتعبير عن مطالبهم وتهجير بعضهم إلى القرى المجاورة عند أقاربهم،  وإصابة عدد من المواطنين بتشوهات وأمراض بعد أن  لجأ معظم المواطنين إلى تركيب طلمبات أرتوازية "حبشية " للحصول على المياه ، بتكلفة 1000 جنيه للواحدة.

وأكد مصدر مسئول بشركة مياه الشرب أننا سنتحرك فورا لتوصيل المياه لتلك القرية، وحل مشكلتهم، و أن السبب الرئيس لقطع المياه عنهم هو عطل في رافع المياه، وسيتم حله في أقرب وقت ممكن.