نتائج الانتخابات الأمريكية ستؤثر على مسار الصراع فى الشرق الأوسط
استطلاعات رأى: تقدم طفيف لـ«هاريس» على ترامب فى ولايات «الجدار الأزرق»
أدلى أكثر من ٥٩ مليون أمريكى بأصواتهم، بالفعل، فى التصويت المبكر بالانتخابات الأمريكية، من بينهم ٣١ مليونًا أدلوا بأصواتهم شخصيًا، ونحو ٢٨ مليونًا أدلوا بأصواتهم عبر البريد.
وللفوز بالسباق نحو البيت الأبيض، سيتعين على المرشح الناجح فى الانتخابات تأمين ٢٧٠ صوتًا بالمجمع الانتخابى من أصل ٥٣٨، ويُنظر لسبع ولايات رئيسية متأرجحة على أنها حاسمة لتحديد نتائج الانتخابات، هى: ولايات جورجيا وميشيجان وأريزونا، وبنسلفانيا وكارولينا الشمالية وويسكونسن ونيفادا.
حافظت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، على ميزة ضيقة فى ولايتين من الولايات الثلاث المسماة بـ«الجدار الأزرق»، التى تمثل بشكل جماعى أوضح طريق لها للفوز فى المجمع الانتخابى على الرئيس السابق والمرشح الجمهورى، دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاعات الرأى الجديدة التى أجرتها شبكة «سى إن إن» الأمريكية.
وفى ولاية ميشيجان، تتقدم هاريس على ترامب بنسبة ٤٨٪ مقابل ٤٣٪ بين الناخبين المحتملين، كما تتقدم فى ويسكونسن، حيث يؤيدها ٥١٪ مقابل ٤٥٪ لترامب، ولكن السباق متعادل فى ولاية بنسلفانيا بنسبة دعم ٤٨٪، وهى أكبر جائزة انتخابية بين الولايات الثلاث، وجزء أساسى من آمال أى من المرشحين فى الفوز بالسباق نحو البيت الأبيض.
وقد صوتت جميع الولايات الثلاث لصالح ترامب فى عام ٢٠١٦، لكن الرئيس الحالى جو بايدن فاز بها فى عام ٢٠٢٠.
ومن بين الولايات السبع، التى صنفتها شبكة «سى إن إن» على أنها متأرجحة، فإن ميشيجان وويسكونسن هما الوحيدتان اللتان لا تزال أصوات الناخبين فيهما تتضمن التصويت لـ«روبرت ف. كينيدى» الابن، وهو المرشح المستقل السابق الذى علق مساعيه للرئاسة، وألقى بدعمه خلف ترامب، ويحظى كينيدى بدعم ٣٪ فى ميشيجان، و١٪ فى ويسكونسن.
ويبلغ الدعم للمرشحين المستقلين بشكل عام أعلى مستوياته فى ميشيجان، حيث قال ٦٪ من الناخبين المحتملين هناك إنهم يدعمون مرشحًا آخر غير هاريس وترامب.
ووفقًا لـ«سى إن إن»، فإن النتائج الإجمالية متطابقة تقريبًا مع الجولة الأخيرة من استطلاعات الرأى التى تمت فى هذه الولايات الثلاث، والتى أجريت فى أواخر الصيف، عندما تقدمت هاريس على ترامب بنسبة ٥٠٪ مقابل ٤٤٪ فى ويسكونسن، و٤٨٪ مقابل ٤٣٪ فى ميشيجان، مع تعادلهما بنسبة ٤٧٪ فى بنسلفانيا.
ومع احتدام السباق نحو البيت الأبيض، شن ترامب هجومًا حادًا على هاريس، مستخدمًا تعليقات الرئيس جو بايدن التى بدت وكأنها تصف أنصار ترامب بـ«القمامة»، وقال: «ردى على جو وكامالا بسيط للغاية، لا يمكنك قيادة أمريكا إذا كنت لا تحب الأمريكيين.. هذا صحيح. لا يمكنك أن تكون رئيسًا إذا كنت تكره الشعب الأمريكى، وهو ما أعتقد أنهما يفعلانه، وكامالا هاريس ليست مناسبة لتكون رئيسة للولايات المتحدة».
وحول التأثير المتوقع لنتائج الانتخابات، قالت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، فى تقرير لها، إنه وفقًا للخبراء فإن نتيجة تصويت يوم الثلاثاء بين دونالد ترامب وكامالا هاريس قد تكون لها آثار كبيرة على الإجراءات الإسرائيلية فى إيران وغزة.
وقالت الصحيفة: «أمضت إدارة بايدن أسابيع فى إقناع إسرائيل بعدم ضرب منشآت النفط أو المنشآت النووية فى إيران، خوفًا من أن يدفع ذلك المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة قبل أن يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع. وبعد الهجمات الإسرائيلية المحدودة، نسبيًا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، يبدو أن الشرق الأوسط قد ابتعد عن حافة الهاوية».
وأضافت: «لكن التهدئة قد تكون قصيرة الأجل.. ويرى المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون، فضلًا عن الدبلوماسيين والخبراء الإقليميين، أن انتخابات يوم الثلاثاء تشكل نقطة تحول حاسمة، إذ من المرجح أن تؤثر النتيجة على تصرفات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليس فقط فى إيران، بل فى غزة أيضًا».
ونقلت «واشنطن بوست» عن شخص وصفته بأنه «مطلع على تفكير القيادة العليا فى إسرائيل»، قوله: «لن يكون هناك أى تقدم فى المحادثات حتى يرى نتنياهو مَن سيكون فى البيت الأبيض».
ونقلت عن دبلوماسى آخر قوله: «إن كبار القادة الإسرائيليين ليسوا على رأى واحد بشأن المرشح الذى سيكون أفضل لدولتهم، وهى تبحر فى حربها متعددة الجبهات».
وتابعت: «وفقًا لاستطلاعات الرأى الأخيرة، يفضل حوالى ثلثى الإسرائيليين رؤية ترامب مرة أخرى فى البيت الأبيض، ويبدو أن أقل من ٢٠٪ يريدون فوز كامالا هاريس. وحسب أحد الاستطلاعات، تنخفض هذه النسبة إلى ١٪ فقط بين مؤيدى نتنياهو».
ونقلت «بى بى سى» عن جيلى شمويلفيتس، ٢٤ عامًا، وهى تتسوق فى إحدى الأسواق بفلسطين المحتلة، قولها: «إن السيدة هاريس اتهمت إسرائيل بالإبادة الجماعية».
من جانبه، قال مصطفى البرغوثى، محلل وسياسى فلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة، تعليقًا على الانتخابات الأمريكية: «التقدير العام هو أن الديمقراطيين سيئون، ولكن إذا انتُخب ترامب فسيكون الأمر أسوأ».