تقارير: التوصل إلى اتفاق فى لبنان أقرب.. وقد يكون خلال ساعات
بمشاركة مصرية فعّالة.. تحركات أمريكية عربية لوقف الحرب فى غزة ولبنان
ضغوط على نتنياهو لغلق «جبهات القتال المتعددة» بسبب الاقتصاد وإنهاك الجيش استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية واللبنانية
إيران قد تسمح لـ«حزب الله» بالوصول إلى وقف إطلاق النار فى لبنان حتى بدون وقف إطلاق النار فى غزة
عقد عاموش هوكشتاين، مستشار الرئيس الأمريكى، جو بايدن، وبريت ماكجورك، منسق الأمن القومى الأمريكى، فى إسرائيل، اجتماعات منفصلة مع قيادات إسرائيلية، لبحث التهدئة فى لبنان وغزة.
وبحث «هوكشتاين» وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان، بينما يعمل «ماكجورك» على دفع مفاوضات الهدنة فى غزة إلى الأمام، فى ظل سعى واشنطن بقوة من أجل وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان على أقل تقدير، قبل الانتخابات الأمريكية الأسبوع المقبل.
وقالت مصادر إسرائيلية إن المناقشات المتعلقة بالترتيبات لوقف الحرب جنوب لبنان وشمال إسرائيل، ترتبط بشكل مباشر بالمفاوضات التى يجريها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، مع مسئولين بارزين من قطر ومصر، وتتطرق إلى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وتُشير التقديرات فى تل أبيب إلى أن بعض الشروط التى وضعتها إسرائيل قد تعرقل قبول لبنان الاتفاق، وعلى رأسها طلب إسرائيل الاحتفاظ بحرية عمل قواتها فى لبنان لتنفيذ الترتيبات المتفق عليها، فى حال لم ينفذ الجيش اللبنانى أو قوات «يونيفيل» ذلك، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
وتطالب إسرائيل بـ«تقوية دور قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل)، التى لم تتمكن من تنفيذ القرار ١٧٠١، الذى تم الاتفاق عليه بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان».
كما تطالب بأن «يستمر الجيش اللبنانى فى القضاء على البنى التحتية الخاصة بحزب الله، ودفع التنظيم اللبنانى شمالًا نحو نهر الليطانى»، فضلًا عن «اتخاذ تدابير لمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود مع سوريا ولبنان، لمنع إعادة تسليح حزب الله من قبل إيران».
وأضافت الصحيفة العبرية أنه وفقًا لتفاصيل الاتفاق المحتمل، وفى حال لم تتعثر المفاوضات، من المتوقع أن تبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلية فى الانسحاب من بعض النقاط التى أكملت مهمتها فى جنوب لبنان، بحيث يغادر معظم القوات اللبنانية.
وفى حال عدم التوصل إلى اتفاق مستدام، سيتعين على الجيش الإسرائيلى «تعزيز الإنجازات العسكرية لضمان تحقيق ظروف مناسبة لإسرائيل مع حزب الله والحكومة اللبنانية والدول الوسيطة»، وفق الصحيفة.
وأكدت شخصيات بارزة فى إسرائيل أن «القتال لن يتوقف من أجل المفاوضات، بل سيكون التوقف بعد الوصول إلى اتفاق نهائى».
فى الوقت نفسه، تقدر مصادر استخبارات غربية أن إيران قد تسمح لـ«حزب الله» بالوصول إلى وقف إطلاق النار فى لبنان، حتى بدون وقف إطلاق النار فى غزة، وربما تدفع نحو ذلك.
وعبر رئيس الوزراء اللبنانى، نجيب ميقاتى، عن أمله فى الوصول إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل، خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
وتشير المعلومات فى إسرائيل إلى أن الاتفاق قد يبدأ بفترة «تكييف» تمتد لـ٦٠ يومًا، يتم خلالها تثبيت وقف إطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلى، مع نشر الجيش اللبنانى فى الجنوب، وبدء آلية للرقابة على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
وفى الوقت الذى تعمل فيه الإدارة الأمريكية بقوة من أجل وقف الحرب فى لبنان، وصل مدير المخابرات الأمريكية، وليام بيرنز، إلى مصر، صباح أمس الخميس، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى وفريق المفاوضات المصرى.
وقال مسئول أمريكى إن «الولايات المتحدة تعمل فى غزة ولبنان فى وقت واحد»، مشيرًا إلى أن كل من «هوكشتاين» و«ماكجورك» عززا من وقف الحرب فى الجبهتين، مقرًا بأن «مفاوضات لبنان فى وضع أفضل حاليًا لتحقيق النجاح»، ومضيفًا: «الأمل هو أن يُترجم هذا إلى نجاح فى غزة».
وقال دبلوماسى عربى: «يبدو أن الاستراتيجية الأمريكية أصبحت أكثر قابلية للتطبيق، من خلال العمل على وقف الحرب فى لبنان أولًا، ثم العمل على الوضع فى غزة»، مضيفًا: «تعمل الولايات المتحدة والوسطاء العرب على اقتراح العديد من الصفقات لوقف الحرب فى غزة بشكل مؤقت، على أمل أن توافق إسرائيل وحركة حماس على أى صفقة منها».
وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن «انخراط إسرائيل فى مفاوضات لوقف الحرب على كل الجهات يعكس الأزمة التى يعانى منها الجيش الإسرائيلى»، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية أمام قرار صعب حول ما إذا كانت ستغلق جبهات القتال أو تستمر فى حالة استنزاف.
وأضافت: «يتعين على قادة إسرائيل على المستوى السياسى العمل من أجل وقف هذه الحروب لعدة عوامل، أهمها وجود ضغوط متزايدة على جنود الاحتياط فى الجيش الإسرائيلى، حيث يعانى عشرات الآلاف منهم وعائلاتهم تحت وطأة الخدمة المستمرة».
وواصلت: «الاقتصاد الإسرائيلى فى ورطة أيضًا. تثار تساؤلات عن شكل الميزانية التى يتعين على حكومة الاحتلال تقديمها الأسبوع المقبل. كما يتعين على حكومة بنيامين نتنياهو أن تدرك أن التحدى الحقيقى هو إيران، وأن عليها معالجة المسألة سياسيًا، وليس القتال على كل الجبهات، والذى يفقد إسرائيل الدعم الدولى والإقليمى».
فى سياق قريب، يصل الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إلى إسرائيل، لـ«بحث الترتيبات الدفاعية مع القيادة العسكرية الإسرائيلية فى حال وقوع هجوم إيرانى».