خالد عبدالحليم أكد أن المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» قد تبدأ نهاية العام الجارى
محافظ قنا لـ«الدستور»: نسعى لأن تكون المحافظة مركزًا استراتيجيًا بين الصعيد والبحر الأحمر
كشف خالد محمود عبدالحليم عبدالعال، محافظ قنا، عن أنه يجرى تطوير مستشفيى دشنا وأبوتشت، وسيدخلان مرحلة التشغيل بداية العام المقبل ٢٠٢٥، كما سيجرى بناء مستشفى بمركز قوص، وجرى بالفعل تخصيص قطعة الأرض والتمويل الذى يتجاوز نصف مليار جنيه، كما انتهى فرش وتشغيل ٣٩ وحدة صحية ضمن مبادرة «حياة كريمة».
وأضاف المحافظ، فى حواره مع «الدستور»، المحافظة أنفقت ما يزيد على ٨٠٠ مليون جنيه لتطوير الصرف الصحى، مؤكدًا أن المحافظة حظيت باستثمارات ضخمة ضمن برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر، وصل لمليار دولار من البنك الدولى والحكومة، وجرى ترفيق منطقتى هِوّ فى نجع حمادى والكلاحين فى قفط.
ولفت إلى رفع كفاءة ٧٠٪ من الطرق الصحراوية والسريعة على مستوى محافظة قنا، مؤكدًا أن المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» قد تبدأ نهاية العام الجارى.
■ بداية.. ما أبرز المشروعات التى جرى تنفيذها فى المحافظة؟
- استفادت محافظة قنا جدًا من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة- المبادرة الرئاسية.. البرنامج القومى لتنمية الريف المصرى»، فهناك ٥ مراكز استفادت بالكامل من المبادرة فى المرحلة الأولى، ولدينا مركزان ينتظران الاستفادة من المرحلة الثانية، أى أننا نتحدث عن ٧ مراكز من أصل ٩ مراكز فى المحافظة بانتهاء المرحلة الثانية. وأرى أن «حياة كريمة» برنامج عملاق وغير مسبوق ليس فى مصر فقط وإنما فى مصر وإفريقيا وكل الدول.
حظيت قنا باستثمارات ضخمة ضمن برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر، تتضمن قرضًا من البنك الدولى قيمته ٥٠٠ مليون دولار، وتمويلًا محليًا قيمته ٥٠٠ مليون دولار أيضًا، لمحافظتى قنا وسوهاج، واستفادت قنا بجزء كبير من تلك الاستثمارات، وجرى ترفيق منطقتين صناعيتين «منطقة هِوّ فى نجع حمادى، ومنطقة الكلاحين فى قفط».
كما دخل الصرف لكل التوابع ولجميع قرى شمال محافظة قنا، وهناك ما يزيد على ٨٠٠ مليون جنيه جرى إنفاقها على تنفيذ مشروعات الصرف الصحى منذ سنوات.
■ ماذا عن خطط تطوير قطاع الزراعة؟
- جزء كبير من المساحة المزروعة فى قنا تضم محاصيل استراتيجية، وأكبر محصول استراتيجى هو قصب السكر. والقصب مهم جدًا لصناعة استراتيجية، وهى صناعة السكر، ولدينا ٣ مصانع على أرض المحافظة تنتج السكر كسلعة تموينية.
وقنا تشارك بجزء كبير فى الإمدادات التموينية للسكر، ونسعى للحفاظ على إنتاجية السكر بعد ملاحظة تراجع فى إنتاجية فدان قصب السكر بسبب عدم تجدد السلالة، وهنا أجرت هيئة تنمية الصعيد، من خلال مركز البحوث الزراعية، عدة أبحاث، ونفذت مزرعة فى دراو بأسوان لشتلات السكر، واتفقنا اتفاقًا مبدئيًا مع الهيئة للحصول على قطعة أرض تبلغ حوالى ٥٠٠ فدان فى قرية المراشدة، لإقامة مزرعة نموذجية لشتلات قصب السكر.
■ كيف يجرى تطوير الصناعات البسيطة مثل العسل الأسود؟
- تهتم المحافظة بالحفاظ على الحرف التراثية من الاندثار وإعادة إحيائها، وفى سبيل ذلك فقد جرى إدراج عدد من الحرف التراثية ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، منها الفركة والفخار وصناعة العسل الأسود، وسيجرى تطويرها من خلال البرنامج بما يحسن الإنتاج والتسويق والإدارة.
وقد تم البدء فى تنفيذ خطة العمل لتطوير تلك الصناعات، ضمن خطة الدولة نحو دعم وتعزيز التنمية الاقتصادية بمحافظة قنا، ودعم القطاعات الرائدة ذات الميزة التنافسية، والمرحلة الأولى تشمل تطوير تكتلى الفركة بنقادة، والعسل الأسود بنجع حمادى وفرشوط وأبوتشت ودشنا، وتشمل المرحلة الثانية تطوير تكتلى الفخار بنقادة والشمر بقنا وقفط، إلى جانب تكتل الفركة، الذى يسهم فى توفير حوالى ٤ آلاف فرصة عمل للشباب، كما أنه سوف يسهم فى تحسين المنتج النهائى بما يسمح بإمكانية تصديره للخارج.
■ ما تفاصيل خطط تحسين الخدمات الصحية بالقرى؟
- القطاع الصحى من القطاعات المهمة والحيوية بالنسبة للمواطن، والخدمات الصحية تحتاج للمزيد والمزيد من الاستثمارات طوال الوقت، ومنذ أن توليت المسئولية تابعت جهود وزارة الصحة فى تطوير تجديد المستشفيات المركزية فى المدن المختلفة.
وخلال جولاتى زرت مستشفى نجع حمادى، الذى جرى الانتهاء من تطويره وافتتاحه، ويتبقى استكمال الجزء الخاص بالاستقبال، وزرت مستشفيى دشنا وأبوتشت اللذين سيجرى الانتهاء من تطويرهما خلال أشهر قليلة، وفى بداية العام المقبل ٢٠٢٥ سيدخلان الخدمة، وذلك سيخفف الحمل الثقيل على باقى المستشفيات فى المحافظة.
بعد ذلك سنبدأ فى العمل بمناطق جنوب محافظة قنا، والبداية ستكون من مستشفى قوص الذى جرى تخصيص قطعة أرض له، وتخصيص التمويل المالى الذى يتجاوز نصف مليار جنيه لإنشاء مستشفى على مستوى عالٍ، يغطى جميع مناطق جنوب محافظة قنا وليس مدينة قوص فقط.
كما أننا نتجه لجذب الاستثمارات الخاصة، لأن هناك تعطشًا لوجود مستشفيات خاصة ومجمعات عيادات ومراكز أشعة فى المحافظة، لأن ذلك يرفع مستوى المنافسة الطبية، ويخفف الثقل عن المستشفيات العامة، لأن القادر سيذهب للخاص.
هذه الجهود سترفع مستوى الخدمة الصحية فى المحافظة، إلى جانب أن هناك تنسيقًا بين المستشفيات الجامعية ومستشفى قنا العام لتخفيف الضغط عن مستشفى قنا العام والمستشفيات التابعة له، مثل الرمد والحميات، مع ٤ مستشفيات ومراكز طبية تتبع جامعة جنوب الوادى، وتقدم خدمات صحية مهمة وتكميلية.
وقد جرى الانتهاء من فرش وتشغيل الوحدات الصحية التى جرى تطويرها ضمن «حياة كريمة» بالمراكز التى شملتها المرحلة الأولى، وعددها ٣٩ وحدة خلال العام الحالى، وتنفيذ خطة القوافل العلاجية بقرى المحافظة، وجرى إطلاق ٥٠ قافلة، فحصت ٤٢ ألفًا و٦٧١ مواطنًا منذ بداية العام الحالى.
■ ماذا عن خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحى؟
- بالنسبة لتحسين خدمات الكهرباء، فقد جرى تطوير مراكز خدمة العملاء وتوفير وحدات شحن ثابتة ومتنقلة على مدار الساعة، وتسهيل الإجراءات والخدمات لجمهور المشتركين، وتفعيل منظومة الشباك الواحد لخدمة المواطنين، إلى جانب أن شبكات إصلاح الأعطال مفعلة على مدار ٢٤ ساعة للتعامل وإصلاح أى عطل.
أما بخصوص قطاع مياه الشرب والصرف الصحى، فتمكنا من زيادة كميات المياه فى القرى والتغلب على الانقطاعات، من خلال استخدام تقنية الترشيح الطبيعى لضفاف الأنهار «Rpf»، وجرى عمل إحلال وتجديد لمعظم محطات المياه ورفع طاقاتها من خلال عمل وحدات إضافية، ويجرى تنفيذ روافع مياه «بوستر رفع» لضمان وصول المياه للمناطق المرتفعة ونهايات الشبكات.
■ ما رؤيتك المستقبلية للمحافظة خلال السنوات المقبلة؟
- محافظة قنا لا بد من أن تصبح مركزًا استراتيجيًا فى قلب جنوب الصعيد لجذب الاستثمارات، والربط بين البحر الأحمر وجنوب وشمال الصعيد، وستصبح المحافظة مركزًا لصناعات الأسمدة، وهى صناعة استراتيجية حيوية أخرى.
■ هل من جديد بشأن تطوير شبكة الطرق؟
- جرى رفع كفاءة ٧٠٪ من الطرق الصحراوية والسريعة على مستوى محافظة قنا، على سبيل المثال جرى تنفيذ ازدواج للطريق الصحراوى الغربى للتقليل من الحوادث، كما جرى رفع كفاءة الطريق السريع الزراعى.
■ ما نصيب المحافظة من دعم القيادة السياسية للصعيد؟
- بخلاف مبادرة «حياة كريمة»، حظيت المحافظة بدعم كبير جدًا للتطوير فى جميع المجالات والقطاعات، يشمل برنامج التنمية المحلية فى صعيد مصر، الذى وضعتُ فكرته فى عام ٢٠١٤ حينما كان اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، وكتبت فكرة المشروع بالتعاون مع البنك الدولى، وقدم من وزارة التنمية المحلية للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أخذ المشروع معه خلال أول زيارة له لواشنطن.
وفى أول مقابلة لمدير البنك الدولى، كان المشروع من ضمن المشروعات التى طلبتها مصر، و«المشروع بالفعل وصل لمحافظتىّ سوهاج وقنا بتمويل مليار دولار»، نصفه من البنك الدولى والنصف الآخر تمويلًا محليًا من الحكومة، ووصل لمحافظة قنا نصيب الأسد بمبلغ مالى يقترب من ٥٠٠ مليون دولار.
■ حدثنا عن تفاصيل المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة».
- المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» تستهدف أكبر مركزين من حيث عدد الوحدات المحلية، ونتوقع بدءها بحلول نهاية العام، لكن قد يكون هناك فاصل زمنى لإعطاء وقت للانتهاء من المرحلة الأولى.
كيف تتعامل مع التحديات التى تواجه المحافظة؟
- أحد أكبر التحديات التى أواجهها هو العنصر البشرى، فبالرغم من أنه جيد وكفء، فإن هناك احتياجًا للتطوير المؤسسى، بداية من الوحدة المحلية القروية، مرورًا بالمركز، ثم القطاعات الخدمية، سواء تعليمًا أو صحة أو الشباب والرياضة أو ديوان عام المحافظة.
وتلك الكوادر تحتاج إلى تنمية وموارد، فلا يجوز أن نكون منشغلين بالعمل على ملفات قوية جدًا، مثل التقنين والتصالح وتراخيص البناء، والكادر الهندسى ليس موجودًا، وأغلبه تعاقدات وعمالة يومية.