رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب كارل أوف كنوسجارد: هذه الكتب غيّرت حياتي (حوار مترجم)

الكاتب  كارل أوفه
الكاتب كارل أوفه كناوسجارد مؤلف ملحمة "كفاحي"

في حوار شيق وجذاب، مع الكاتب كارل أوف كنوسجارد مؤلف ملحمة "كفاحي"، لصحيفة ذى جارديان البريطانية، كشف عن الكتب التي استحوذت على تفكيره في الطفولة، والتي غيّرت حياته، وكان لها تأثير كبير عليه، حتى ألهمته لأن يكتب أول عمل له. 

ما ذكرياتك مع القراءة؟

واحدة من أكثر الكتب التي أثارت اهتمامي منذ الطفولة، عندما كنت في السادسة من عمري، وهي رواية Gangles للكاتب رونالد ماكوايج، حيث كانت الرواية من بطولة فتاة أسترالية، قادرة على الوقوف فوق النافورة وتنقلها مع الحوت من خلال الحفاظ على توازنها مع رذاذ الماء الذي يزفره الحوت، فقد كانت قراءة هذا الكتاب واحدة من أعظم التجارب التي عشتها في طفولتي، وحتى اليوم عندما أتصفحه أتسائل: كيف يمكن لشيء صغير جدًا أن ينمو بجانب شيء ضخم جدًا؟ إنه سحر حقيقي.

وما هو كتابك المفضل عندما كنت طفلًا؟

"ساحر من أرض البحر"  لـ أورسولا ك. لو جوين، أتذكر أنني قرأت هذا الكتاب 10 مرات في شبابي، وتدور قصته حول صبي صغير يتمتع بقدرات سحرية تجعله يسمح لمخلوق شرير بدخول العالم، ومنذ ذلك الحين يطارده، فماذا قد يطمح طفل يبلغ من العمر 11 عامًا أو يتخيل أو يفكر في أبعد من ذلك؟

ما الكتاب الذي غير حياتك خلال سنوات المراهقة؟

هو ثلاثية تاريخ "البهيمية" للمؤلف النرويجي ينس بيورنيبو، وتدور أحداثه حول الشر الكامن في البشر، ويتناول حروب التاريخ والمذابح والقمع وأساليب التعذيب في التاريخ، وكنت وقتها في السادسة عشرة من عمري عندما قرأته، وشعرت وكأن الحقيقة عن الإنسانية قد تبينت لي.

وكنت حينها أعيش وحدي مع والدتي في ذلك الوقت، وهي شخصية صبورة جدًا، ولكن بعد أن سمعتني أتحدث عن مدى فظاعة محتوى الكتاب، ليلة بعد ليلة، فقدت أعصابها أخيرًا وقاطعتني، وبدأت تضحك، لم أشعر بالاستياء في حياتي كلها إلى هذا الحد، ولا يزال بإمكاني سماع صوت ضحكها، وأحيانًا أتذكرها وأضحك أنا أيضًا (في نفسي).

ما الكاتب الذي غيّر نظرتك في الحياة؟

بالظبط، فهذا هو السبب تحديدًا من وراء القراءة،  أريد أن أغير رأيي! وإنني في حاجة ماسة إلى طرق جديدة للنظر إلى العالم، والكاتب الذي منحني هذا الشعور بعمق هو الكاتب لويس بورخيس، وخاصة في قصصه القصيرة المفضلة بالنسبة لي، بكتاب Tlön، Uqbar، Orbis Tertius، حيث قصصه تتعلق بمدى كيفية عكس العالم لأفكارنا، وأننا نرى ما نعرفه، وليس ما يدور حولنا.

وما نوعية الكتب أو الروايات التي جعلتك تريد بعدها أن تصبح كاتبًا؟

روايات المغامرات البحرية، فعندما كنت صغيرًا، وبعد قراءة رواية "بيرسيفال كين" لفريدريك ماريات، قررت أن أكتب رواية بنفسي.

وكنت وقتها في العاشرة من عمري تقريبًا، عندما بدأت الرواية بسرد كل شيء على متن السفينة، وبعدها توقفت عن كتابتها بعد حوالي 15 صفحة (لكن لم يحدث ذلك بسبب استسلامي، ولكن لأن أخي قال لي أنه لم يكتب أحد من قبل روايات عن القوارب الشراعية).

من هو الكاتب أو المؤلف الذي أعدت قراءته مرة أخرى؟

كتاب "إلى المنارة" لـ فرجينيا وولف، قرأته في الجامعة ولم أفهم منه الكثير، ورأيته في المقام الأول كمثال للنثر الحداثي، وعندما قرأته مرة أخرى قبل عامين، انقلب فكرة اعتقادي بأن لغة "وولف" خلقت مسافة بين شخصياتها وحياتهم، ووجدت أنه: كل شيء قريب بشكل صادم في تلك الرواية! فتطلق الكاتبة العنان للحاضر، وتكتب عن اللحظة التي نعيشها قبل أن يكون هناك شكل معين للسرد أو القصة.

حوار مع الكاتب كارل أوف كنوسجارد
حوار مع الكاتب كارل أوف كنوسجارد

وما الكتاب الذي أعدت قراءته مجددًا؟

المرة الأولى التي قرأت فيها رواية الحرب والسلام لتولستوي، كنت في التاسعة عشر من عمري، والمرة الثانية كنت في التاسعة والعشرين من عمري، والمرة الثالثة كنت في الرابعة والأربعين، إنها روايتي المفضلة على الإطلاق.. وفي غضون عشر سنوات، يمكنني أنسى كل شيء قرأته في الكتاب، لذا فإن كل مرة تشبه قراءته للمرة الأولى.

هل هناك كتاب اكتشفته مؤخرًا؟

لقد شاهدت ذات مرة مقابلة تلفزيونية مع مؤلف سويدي قال فيها إن كتاب المؤلف تورجينيف "رسومات من ألبوم الصيادين" قد أنقذ حياته إلى حد كبير، ومن الصعب أن نجد توصية أو ترشيح أقوى من هذا، لذا قرأت الكتاب وفهمت ما كان يقصده بالضبط، إنه كتاب رائع وبسيط وغير مصطنع.

الكتاب الذي تقرأه حاليًا بعنوان…

كتاب "كنا سنخبر بعضنا البعض بكل شيء" لـ جوديث هيرمان، وهو كتاب كنز من تأليف أحد أفضل المؤلفين حولنا.