في شارع أمير الجيوش، المتفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي بوسط القاهرة، يقف العم محمد عواد، الذي قضى أكثر من 40 عامًا في تجارة الأنتيكات بين التحف والمقتنيات النادرة بمتجره الصغير المصمم على الطراز العثماني الفريد.. فمنذ شبابه كانت لديه رغبة كبيرة بجمع التحف؛ ليحفظ بها تاريخًا لزمن بعيد، وينقل من خلالها حكايات لا تزال تعيش في كل قطعة جمعها بداخل متجره.
أركان مليئة بالتاريخ
تتوزع في أركان متجره الصغير مجموعة متنوعة من التحف والنجف والأواني التراثية القديمة، سواء كانت محلية أو مستوردة، بالإضافة إلى ذلك، يضم المتجر عشرات من أجهزة الماضي، مثل تلفونات البكرة والراديو القديم والجرامافون (جهاز لتسجيل الصوت)، تمنح الزوار لمحة عن تاريخ عريق يمتد لمئات السنين.
ساعة ألمانية نادرة
يتحدث العم محمد عواد بفخر لـ«الدستور» عن أجمل مقتنياته، وهي ساعة ألمانية الصنع تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، موضحًا أن مصانعها لم تعد موجودة بعد الدمار الذي حل بألمانيا خلال الحرب، مما يجعلها تحفة فريدة من نوعها، لا توجد منها إلا هذه النسخة.
سر الحرف اليدوية القديمة
"معظم المقتنيات القديمة مصنوعة من معدن النحاس، الذي كان شائعًا لكونه رخيص الثمن في ذلك الوقت؛ لذلك كان الحرفيون قديمًا يفضلون استخدامه في مصنوعاتهم، ليضيف لمسة خاصة على كل قطعة يصنعونها" - كما أشار العم محمد عواد إلى «الدستور».
الزمن يكسب الأنتيكات المزيد من الجاذبية
يستكمل العم محمد حديثه، قائلًا إن الأجهزة القديمة تتحول مع مرور الوقت إلى تحف، وكلما مضى زمن طويل عليها زادت قيمتها خاصة إذا كانت تعمل؛ فإن سعرها يرتفع بشكل ملحوظ، ما يجعلها محط اهتمام الكثيرين.
جودة الصناعة القديمة تفوق المنتجات الحديثة
في ختام الحديث، أشاد «عواد» بجودة الصناعة للأجهزة القديمة؛ حيث تتميز بنقاء صوتها وطول عمرها، موضحًا أن هذا يجعلها مفضلة لدى الكثيرين من محبي التحف أصحاب الذوق الرفيع، خاصة في ظل انتشار المنتجات الصينية الحديثة، التي لا تقارن بها.