شباب الجامعات يمنحون «قُبلة الحياة» للمسرح بـ«ملتقى القاهرة الدولى»
أُسدل الستار على الدورة السادسة من ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، برئاسة المخرج عمرو قابيل، الذى يعد الأول من نوعه، وحمل العديد من المشاهد المميزة هذا العام، خاصة مع تنوع فعالياته وأنشطته المختلفة.
قال المخرج عمرو قابيل إن أكثر ما ميز هذه الدورة هو التطور الكبير فى إبداع المشاركين بجميع الفعاليات، خاصة على مستوى المسابقات النوعية مثل «نجم الجامعة»، التى فاقت كل التوقعات، وقدمت نماذج رائعة من إبداع شباب الجامعات المصرية والعربية.
وأضاف «قابيل»: «ميز هذه الدورة أيضًا التطور الكبير فى لجانها التنظيمية، وهو ما أشاد به ضيوف الملتقى، ويرجع ذلك إلى تراكم الخبرات لدى فريق اللجنة التنظيمية على مدار الدورات السابقة، ومما يدعو إلى الفخر أنهم من شباب الجامعات المصرية والعربية».
وأرجع نجاح الدورة السادسة إلى عدة عوامل، أولها الصدى الكبير للملتقى فى دوراته الخمس السابقة، ما أدى إلى إقبال العديد من الجامعات العربية والدولية على المشاركة فى فعالياته والتنافس على جوائزه».
وواصل: «أصبح ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى قِبلة لكل عشاق المسرح فى الجامعات المصرية والعربية والدولية»، مشددًا على أن «هذا ما سعينا إليه منذ الدورة الأولى، والحمد لله نرى نتاج كل هذه الجهود الآن».
وفيما يتعلق بشعار هذه الدورة «ابدع انطلق»، قال «قنديل»: «اختيار شعار الدورة يأتى دائمًا من خلال اللحظة الراهنة، ومن إحساسنا الذاتى بما نريد أن نقوله، مثلما حدث العام الماضى عندما أطلقنا شعار (الحياة لنا)، للإشارة إلى التحدى الكبير، المتمثل فى الإصرار على التمسك بالحياة، رغم الأحداث المؤلمة التى تحيط بالمنطقة العربية وما زلنا نعانى من آثارها حتى الآن».
وأضاف أن شعار «الحياة لنا» كان رسالة ضد كل قوى الظلم التى تهدد الحياة. أما شعار «ابدع انطلق» فيتناسب مع ما شهدته هذه الدورة من انطلاق كبير لإبداع العديد من الشباب الجامعى العاشق الفن والمسرح، معتبرًا أن هذا الشعار أثار وحفز عزيمة وإرادة الشباب لإطلاق قدراتهم الإبداعية.
وانتقل للحديث عن أبرز التحديات التى واجهت الدورة السادسة، قائلًا إن التحديات المالية هى الأبرز منذ انطلاق الملتقى، الذى يحتاج إلى إمكانيات كبيرة ليخرج بالصورة المشرفة التى تليق بأول تجمع دولى فى مصر للمسرح الجامعى، مضيفًا: «بالطبع لولا دعم ورعاية وزارتى الثقافة والشباب والرياضة، وهيئة تنشيط السياحة، لما كان هذا الملتقى».
وواصل رئيس ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى: «بمرور الأعوام يحتاج الملتقى إلى مزيد من دعم المؤسسات والجهات والجامعات الأخرى، خاصة مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، لتلبية احتياجاته الضرورية والهامة، وبما يمكنه من التطوير المنشود».
كما أشار إلى تحدٍ آخر يتمثل فى الظلال الحزينة التى ألقاها حادث جامعة الجلالة، والذى عطل أيضًا الشراكة والفعاليات التى كان من المقرر عقدها مع الجامعة، ما أدى إلى حدوث ارتباك جزئى، لكن خبرة اللجنة التنظيمية، وتدخل اللجنة العليا، وتعاون وزارة الثقافة ممثلة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومركز الهناجر للفنون، أسهمت فى تقديم الدعم الكامل، واستقبال بعض الفعاليات الهامة، مثل حفل الختام، والورش الدولية المتخصصة فى فنون المسرح، ومسابقة «نجم الجامعة».
وقبل ختام حديثه كشف «قنديل» عن تصوره للدورة السابعة المقبلة، قائلًا: «بالتأكيد ستشهد الكثير من التطوير فى الفعاليات، إلى جانب تجديد للجنة العليا التى أدت دورًا كبيرًا جدًا على مدار ٣ سنوات، بما يؤدى بدوره إلى تجديد وتطوير الأفكار».
وأضاف رئيس الملتقى: «هنا أنتهز الفرصة لأشكر من كل قلبى أعضاء اللجنة العليا على ما قدموه على مدار ٣ دورات سابقة من مجهودات كبيرة، ما أسهم فى تحقيق هذا النجاح الدولى الكبير»، كاشفًا عن الاستعانة بأعضاء اللجنة العليا كهيئة استشارية، بعدما أضافت خبرتهم الكثير للملتقى.
وواصل: «أيضًا أضع نصب عينى فى المرحلة المقبلة الاهتمام بالترويج الإعلامى للملتقى، فقد أصبح من الضرورى إلقاء الضوء على هذا المشروع الثقافى، الذى يثبت يومًا بعد يوم أهميته الاستراتيجية ونجاحه، خاصة مع ما يمثله من أهمية كبرى فى تحقيق رؤية مصر ومفهوم التنمية المستدامة وبناء الإنسان».
واختتم «قنديل» بالحديث عن راهن المسرح الجامعى، قائلًا: «نقول دائمًا إن المسرح الجامعى هو رافد من أهم الروافد الثقافية فى أى مجتمع، والحقيقة أننى أرى أن المسرح الجامعى الآن هو الرافد الأهم فى الإنتاج المسرحى، فهو الذى يثرى المشهد المسرحى فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وشباب الجامعات احترفوا حصد الجوائز فى معظم المهرجانات الكبرى، مثل المهرجان القومى للمسرح المصرى، ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبى».
وأضاف: «فى معظم المهرجانات المسرحية داخل وخارج مصر يقف المسرح الجامعى شامخًا بإبداع شبابه، ولمن دواعى فخرى واعتزازى أن يكون ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى صاحب هذا التأثير الكبير فى الحراك المسرحى، منذ تأسيسه فى عام ٢٠١٨، الأمر الذى أدى إلى تطور كبير فى المسرح الجامعى نتيجة الاحتكاك بمدارس فنية مختلفة على المستوى الدولى، وهو ما أسفر عن هذا التطور الكبير والمؤثر فى المشهد المسرحى بشكل عام».
أما الناقدة أسماء حجازى، عضو لجنة تحكيم مسابقة «العروض المسرحية»، المشرف على مسابقة «الدكتورة سامية حبيب للنقد التطبيقى»، فوصفت الدورة السادسة بأنها دورة مميزة للغاية، فى ظل ما تضمنته من عروض ذات أفكار براقة وخارج الصندوق.
وقالت عضو لجنة التحكيم: «شاهدت مخرجين لديهم وجهة نظر ورؤية، فوجئت ببعضهم وبما قدموه من إبداعات، وبقدرتهم على تطوير النصوص، فقد كان بعض هذه النصوص به حالة من الجمود، لكن هؤلاء المخرجين استطاعوا أخذها إلى زواياهم الخاصة، وربطها بواقعنا».
وأضافت: «شاهدت تجارب تخص الشباب وهمومهم وأحلامهم وواقعهم والقضايا التى يرغبون فى مناقشتها، وهو شىء مهم أن نلتفت وننظر ونستمع إلى الأصوات الجديدة، حتى لا ننظر من زاويتنا فقط، فهذا الجيل بحاجة لأن نسمعه جيدًا، ونعرف همومه وأحلامه، خاصة أنه جيل ذكى وواع جدًا ولديه أفكار متطورة».
وواصلت: «شاهدت عروضًا من دول مختلفة، غلب عليها روح العمل الجامعى، والعمل على الممثل، فكثير من المخرجين كان مركز اهتمامهم بشكل كبير هو الممثل، والسينوغرافيا التى جزء منها الممثل والإضاءة، ثم الديكورات التى تتكون من كتل وقطع ضخمة، وكان ذلك أشبه بالمسرح الفقير، مع تطوير ذلك بما يتناسب مع طبيعة كل نص ومخرج وعرض، وطبيعة كل مسرح أيضًا».
وشرحت: «هناك عروض قُدمت على مسرح السامر، كانت تتفق بشكل جيد جدًا مع هوية هذا المسرح»، مضيفة: «رأيت تجارب وأنواعًا ورؤى مختلفة جميعها جيد ومثمرة، وإن كان لدينا بعض الملحوظات عليها، وهو أمر طبيعى وصحى جدًا، ويندرج تحت المناقشات الثرية فى صالح المسرح».
وأعربت عن سعادتها بالتعاون مع «الصديق العزيز» المخرج عمرو قابيل، الذى «أوكل إلى مهمتين، بداية من الإشراف العام على مسابقة النقد التطبيقى، التى تحمل اسم الدكتورة سامية حبيب، ما سبب لى سعادة كبيرة، خاصة مع اقتصار المشاركة فى المسابقة على طلبة معاهد الكليات المتخصصة فى الدراما والنقد».
وأضافت: «اهتمام الملتقى بالنقد مهم للغاية، وكانت خطوة جيدة من المخرج عمرو قابيل، فنحن بحاجة إلى إفراز جيل جديد من النقاد الشباب يدعم الحركة النقدية، ومن ثم يدعم الحركة الإبداعية بشكل عام، فلا يوجد إبداع دون نقد».
وواصلت: «اصطحبت هؤلاء النقاد إلى المسرح لكتابة مقالات نقدية عن عروض الملتقى، ثم تم تقييم هذه المقالات النقدية على يد نخبة من الأساتذة شرفت بانضمامهم لى فى لجنة المقال النقدى، من بينهم رئيس لجنة التحكيم الدكتور حاتم حافظ، أستاذ الدراما والنقد فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وعضو لجنة التحكيم الناقد فادى نشأت، المعيد فى المعهد العالى للفنون المسرحية».
وأعرب المخرج محمود صلاح عن سعادته بالحصول على جائزة «أفضل عرض متكامل»، ضمن فعاليات الدورة السادسة من ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، عن عرض «حيث لا يرانى أحد».
وقال «صلاح» إن الجوائز دائمًا ما تكون لها مكانة فى قلوب المبدع، وتثبت أن العرض نجح بطريقة ما، ما يشعرنا بقيمة ما نقدمه، مضيفًا: «الجائزة دافع كبير وتحمسنا لتقديم المزيد».
وأشار إلى سابقة فوزه بجائزة «ثانى أفضل عرض»، وعدة جوائز منها التأليف والديكور، فى مهرجان الإسكندرية الدولى، إلى جانب ترشيحه كأفضل ممثل فى مهرجان المسرح التجريبى، مختتمًا بوصف الدورة السادسة من ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى بالناجحة والمميزة جدًا.