رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشار بهاء أبوشقة: عبقرية الرئيس سياسيًا وعسكريًا مكّنت مصر من الصمود (حوار)

المستشار بهاء أبوشقة
المستشار بهاء أبوشقة ومحررة الدستور

قال المستشار بهاء أبوشقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعظم من حكم مصر فى تاريخها القديم والحديث، وواجه تحديات لم يواجهها أحد قبله، وحافظ على وطنه من المؤامرات، وسلّح الجيش بأحدث الأسلحة، ودعّم القضية الفلسطينية وتصدى لمخططات التهجير.

وطالب «أبوشقة»، خلال حوار مع «الدستور»، بضرورة إحداث ثورة تشريعية من خلال لجنة عليا مكونة من القانونيين والخبراء والبرلمانيين والمتخصصين لإجراء مراجعة شاملة للقوانين الحاكمة، وتقديم مشروعات لقوانين تواجه المستحدثات فى المجتمع، مؤكدًا أن مصر بها تشريعات عفا عليها الزمن.

وأشاد بالحوار الوطنى، وقال إنه فكرة رائعة أطلقها الرئيس السيسى وإن المناقشات به تتم بشفافية ويجرى الاستماع لجميع الآراء، واقترح أن تضم مصر حزبين كبيرين أحدهما يمثل الأغلبية والآخر يمثل المعارضة الوطنية، إلى جانب الأحزاب الأخرى، تفعيلًا للمادة ٥ من الدستور: «النظم السياسية فى العالم نجاحها مرهون بالتعددية الحزبية».

■ بداية.. كيف ترى أهمية الحوار الوطنى فى تلك المرحلة؟

- الحوار الوطنى الذى أطلق إشارته الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل إفطار الأسرة المصرية، كان فكرة رائعة، وأعتبره إشارة واضحة وصريحة إلى أن الرئيس يريد أن يعرف آراء المصريين.

خلال الحوار كلٌ يدلى برأيه، وهذا يجعلنا نستمع إلى الرأى والرأى الآخر؛ ولعل ذلك تجلى واضحًا فى الحوارات والمناقشات التى جرت بشفافية كاملة، وجرى الاستماع إلى كل الآراء، وهذا يعتبر فى واقعه تفعيلًا للمادة ٥ من الدستور، والتى تقول إن النظام السياسى فى مصر يقوم على تعدد الآراء، وأن نستمع للجميع حتى نكون أمام الصورة المثلى للديمقراطية.

ومن المتوقع أن يثمر هذا الحوار، وكنا سنرى نتائج مبهرة لولا ما يحدث الآن من صراعات، ليس فى منطقة الشرق الأوسط وحسب وإنما فى العالم كله، الذى أصبح فوق بركان يضم الكثير من المشكلات والتحديات الكبرى، مثل الحرب الأوكرانية الروسية التى تدخل عامها الثالث، أو الحرب فى غزة التى دخلت عامها الثانى وامتدت إلى لبنان.

■ ما رأيك فى وضع القوانين المصرية حاليًا؟

- أنادى بثورة تشريعية من خلال لجنة عليا مكونة من القانونيين والخبراء والبرلمانيين والمتخصصين، لإجراء استطلاع رأى للشعب، ومراجعة شاملة للقوانين الحاكمة وتقديم مشروعات لقوانين تواجه المستحدثات فى المجتمع.

على سبيل المثال جريمة التجمهر يحكمها مرسوم رقم ١٠ لسنة ١٩١٤، أى أن هذا القانون مر عليه ما يزيد على مائة وعشرة أعوام، وهناك أيضًا قانون الإجراءات الجنائية الصادر سنة ١٩٥٠ والعقوبات الصادر سنة ١٩٣٧ وغيرها.

لا يصح أن يكون القانون فى وادٍ ومتطلبات الجماهير فى وادٍ آخر، والمستجدات الكثيرة على الساحة تستوجب تدخلًا تشريعيًا.

■ هل مشروعات القانون تراعى التطور التكنولوجى؟

- أرى أن الدولة تدرك أهمية التطور التكنولوجى والرقمنة والذكاء الاصطناعى. وأود أن أشير إلى أن مشروعات القوانين التى تُعرض على المجلس تقدم إما من رئيس الجمهورية أو من الحكومة أو من النائب بتوقيع عُشر أعضاء المجلس على الأقل، والمشرع يتدخل فى حالتين؛ الأولى أن نكون أمام ظاهرة أو وقائع جديدة لا تغطيها نصوص قانونية، أو نصوص قانونية قائمة أصبحت غير صالحة للتعامل مع المستحدثات والواقع الجديد، ما يقتضى تدخل المشرع لتعديل النصوص القائمة.

■ كيف ترى دور مجلس الشيوخ فى الحياة السياسية؟ 

- الجميع يعلم أن مجلس الشيوخ عاد مرة أخرى إلى الحياة السياسية فى التعديلات الدستورية عام ٢٠١٩، وأحدث زخمًا كبيرًا وكانت له بصمة واضحة سواء فى مناقشة مشروعات القوانين أو فى الموضوعات التى يناقشها طبقًا لاختصاصه الدستورى.

ويضم المجلس قامات كبيرة جدًا فى كل المجالات، وأراه مجلس الحكماء، ويترأسه قامة قانونية مهمة من قامات القانون فى مصر، وهو المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، الذى له بصمات واضحة على المناقشات وعلى طريقة إدارة الجلسات.

■ ما رأيك فى الدور المصرى الدعم للقضية الفلسطينية؟

- لا أحد ينكر أهمية الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية منذ أكثر من ٧٥ عامًا، وقد دفعت مصر الغالى والنفيس فى سبيل حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ثم أتى الدور الوطنى الكبير للرئيس السيسى، الذى أنقذ القضية الفلسطينية وتصدى بوطنية صادقة لذلك المخطط الأسود الذى لا يعلم بُعده ومداه إلا الله، وهو رغبة الاحتلال الإسرائيلى وعدد من القوى الخارجية فى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها بترحيل أهالى غزة إلى سيناء، وترحيل بقية الفلسطينين إلى دول مجاورة، وتنتهى قضية القرن من الأساس.

لكن كان هناك بطل قومى شجاع، استطاع أن يقول لا، وينصت إليه الجميع، ولم يخضع لأى مساومات أو إغراءات رغم الضائقة الاقتصادية التى تمر بها مصر.

أؤكد أن السيسى يقف على أرض صلبة وخلفه جيش وطنى من أقوى الجيوش فى العالم، وقام بثورة تسليح أبهرت العالم فى سنوات معدودات، وخلف الرئيس أيضًا ١٢٠ مليون مواطن برتبة جندى فى أرض الميدان، جاهزون للدفاع عن وطنهم وأرضهم ومقدراتهم.

بكل هذا الإمكانات استطاع الرئيس السيسى بعبقرية عسكرية وسياسية أن يتحدى الطوفان ويتصدى للأمواج العاتية مهما كانت قوتها، متسلحًا بالعزيمة والإيمان وبشعب قوى وطنى على استعداد للتضحية بالنفس والمال فى سبيل أمن واستقرار بلده.

مصر كان لها دور رائع فى القضية الفلسطينية، وأعلنتها صريحة بأنها تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة، ولن تسمح بالتهجير القسرى للشعب الفلسطينى، وأن الحدود المصرية خط أحمر لا يخضع لأى نقاش أو مساومات.

■ هل أثرت الحروب الدولية والإقليمية على مصر؟ 

- خسرنا فى فترة وجيزة ما يقرب من ٧ مليارات دولار نتيجة تأثر الملاحة فى قناة السويس بالهجمات فى البحر الأحمر.

وأود أن أشير إلى ضغوط مشكلة مياه النيل، التى تعد قضية حياة أو موت.. كل ذلك ومصر صامدة وستصمد وستنتصر فى النهاية بفضل العبقرية السياسية والعسكرية للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يقف وراءه الشعب بكل قوة، بسبب حنكته وخبرته وحبه لوطنه، صاحب الحضارة الممتدة لـ٧ آلاف سنة.

التفاف الشعب حول الرئيس السيسى ظهر فى ثورة يونيو ٢٠١٣، وهى ثورة شعبية حقيقية خرج فيها ٣٣ مليون مصرى فى كل ربوع مصر فى وقت واحد على نحو أذهل العالم، ليفرض الشعب إرادته.

وأقول إننا أمام عبور جديد بإذن الله، وسنحقق ما نصبو إليه، وسنعيش فى دولة عصرية حديثة يسود فيها الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى.

مصر الدولة الوحيدة التى استطاعت أن تفسد مخطط الربيع العربى، ولولا الجيش المصرى الوطنى والقيادة الوطنية وإرادته لسقطت مصر فى ذلك المستنقع الذى سقطت فيه دول أخرى مجاورة، وكان مقدرًا ومرسومًا ومخططًا أن تسقط مصر مثل دول مجاورة، لولا ٣٠ يونيو ووقفة القوات المسلحة مع الشعب المصرى والشرطة المصرية على قلب رجل واحد.

مشروع الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروع وطنى لبناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة، ونظرًا للظروف الطارئة تكون المهمة أكثر صعوبة.

وأرى أن الحوار الوطنى بما أفرزه من توصيات مثمرة وجادة، سيساعد مصر على التغلب على كل الصعاب والعقبات وما يُحاك لها من مؤامرات، وأرى أن إرادة المصريين التى تجلت فى أعظم ثورة شعبية سلمية من عدة قرون وهى ٣٠ يونيو، تؤكد حنكة وفطنة الشعب المصرى.

■ كيف نجحت مصر فى مواجهة الأزمات والتحديات من وجهة نظرك؟ 

- بُعد نظر الرئيس السيسى هو ما ساعدنا، فقد أصبح لدينا جيش وطنى قوى يمتلك أحدث الأسلحة من أكثر من مصدر، وأرى أن هذه عبقرية سياسية وفكرية، فهذا الأمر مكننا من الصمود وجعل مصر لها ثقل كبير إقليميًا ودوليًا.

مصر ليست لقمة سائغة فى فم أحد مثل دول مجاورة، ولا بد من أن تسلط الأضواء على ما حققه ويحققه الرئيس السيسى من أمان واستقرار ونجاحه فى القضاء على الإرهاب، فمصر حاربت الإرهاب نيابة عن العالم. 

■ كيف ساعدت مصر فى أن يتخلص العالم من الإرهاب؟

- مصر أول دولة سلطت الأضواء على خطر الإرهاب وحاربته وأنفقت مليارات كثيرة كى ننعم بما نحن فيه الآن من أمان، رغم الظروف المحيطة والتربص من الأعداء.

الأعداء تفزعهم نهضة مصر وتقدمها واستقرارها كدولة، ولكى نكون أمام حكم سليم علينا أن نسترجع الماضى، ونتذكر كيف كان الوضع قبل.. كنا وسط اضطرابات وفوضى وعلى شفا حرب أهلية حقيقية، ولم تكن الأوضاع آمنة على الحدود.

قبل ٣٠ يونيو لم نكن أمام دولة بمفهومها الدستورى، إذ إن مقومات الدولة دستوريًا أنها شعب وأرض وسلطة، وما كنا نرى إلا الفوضى، والتى هى دليل على انعدام السلطة.

■ ما تقييمك للأوضاع الاقتصادية فى مصر؟

- الرئيس السيسى عندما تولى رئاسة البلاد لم يستلم الخزائن ممتلئة، بل كانت الدولة وقتها مليئة بالإرهاب واقتصاد منهار ولا يوجد احتياطى، ولكن بفضل قيادته لمصر ما زالت الدولة صامدة وقوية رغم الظروف الصعبة والقاسية التى أحاطت بالعالم وبالمنطقة من جائحة كورونا وأعباء مالية ضخمة على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات من تعويض للعاملين من جراء توقف العمل نتيجة لتلك الجائحة.

فى فترة كورونا أنشأت الدولة مستشفيات جديدة لاستيعاب حالات الإصابة المتزايدة، وأنفقت الكثير على الأدوية، فضلًا عن استيراد اللقاحات وتقديمها للمصريين مجانًا، ثم حدثت الحرب الأوكرانية التى دخلت عامها الثالث، بما لها من تداعيات اقتصادية، ثم حرب غزة التى دخلت عامها الثانى بما لها من أثر على الملاحة فى قناة السويس بلغ فى الأشهر الأخيرة ٧ مليارات دولار.

■ كيف ترى الوضع السياسى فى مصر؟

- أعمل بالسياسة منذ ٦٠ عامًا، وعاصرت الكثير من الأنظمة، وأستطيع أن أقولها وبقوة ودون مجاملة: «نظام وفترة حكم الرئيس السيسى من أقوى الفترات للدولة المصرية».

■ لماذا؟

- لأن الرئيس السيسى واجه تحديات غير مسبوقة فى التاريخ؛ تحديات اقتصادية وسياسية وداخلية وخارجية، منها الحدود الملتهبة على جميع الاتجاهات، وطوفان من الضغوط التى لا يتحملها بشر، وما زال صامدًا رافعًا شعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، ويدافع عن مقدرات الوطن بكل قوة.

للرئيس السيسى تاريخ مشرف، كرئيس سابق لجهاز المخابرات العسكرية ثم وزير للدفاع والإنتاج الحربى، هذا إضافة إلى ما حباه الله من قدرات وموهبة شخصية مكنته من الصمود والنجاح والحفاظ على الوطن، فى توقيت حرج وظروف صعبة لم تمر بها مصر فى تاريخها.

وسيكتب التاريخ عما تحمّله هذا القائد وما قام به من أجل وطنه، ليؤكد أن السيسى من أعظم من حكموا مصر فى تاريخها القديم والحديث.

تضم مصر أكثر من 100 حزب سياسى.. هل ترى ذلك أمرًا صحيًا؟

- النظم السياسية فى العالم نجاحها مرهون بالتعددية الحزبية، وهناك دول كثيرة تضم أكثر من هذا العدد من الأحزاب، لكن سنجد فيها حزبين أو ثلاثة أحزاب هى الأبرز فى الساحة السياسية، وهذا ما طالبت به من قبل، أن يكون هناك حزبان كبيران على الساحة السياسية، أحدهما يمثل الأغلبية والآخر يمثل المعارضة الوطنية الموضوعية البناءة، تفعيلًا للمادة ٥ من الدستور.