رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ينظرون للحياة كأنها ساعة واحدة.. أفكار مثيرة للمصريين القدماء عن الآخرة

حساب الآخرة عند المصريين
حساب الآخرة عند المصريين القدماء

حرص المصريون القدماء على العمل بالحق والعدل ونبذ الباطل، وتقديم الأعمال الصالحة، إيمانًا منهم بحساب الآخرة والبعث مرة أخرى والخلود وعن الآخرة، كشف المصريون القدماء عن أفكارهم ومعتقداتهم وما يعرفونه عن "الآخرة" عبر نقوش المعابد والمقابر، فما هي أفكارهم المثيرة عن الآخرة؟

وفقًا لكتاب "فجر الضمير" لهنري برستيد، أن بناة الأهرامات كانوا يعتقدون بتعرض "المتوفى" للمثول أمام إله الشمس، بصفته قاضيًا، وذلك "استجابة لطلب إنسان قد أخطأ الميت في حقه، لا ليحاسب حسابًا شاملًا، فكان الاعتقاد القائم إذ ذاك أنه إذا لم يُطلب الإنسان للمحاكمة بتلك الصفة فإنه من المحتمل ألا يتعرض في الآخرة لأي حساب آخر".

ينظر القضاة لحياة الإنسان كأنها ساعة واحدة

يشير عالم المصريات هنري برستيد، إلى الملك المسن الذي ألقى كلمات حكيمة إلى ابنه "مريكارع" واصفًا أنه كان متأثرًا تأثيرًا عميقًا بالحقيقة القائلة إنه حتى على الملك نفسه ألا يغفل عن تبعته في عالم الآخرة عن حياته في هذه الدنيا من الناحية الأخلاقية، فجاءت نصيحته الهامة، هي: إنك تعلم أن محكمة القضاة الذين يحاسبون المخطئ لا يتسامحون في ذلك اليوم الذي يحاسبون فيه الشرير وقت تنفيذ الحكم.. ولا تركن إلى طول الأيام؛ لأنهم ينظرون (يعني القضاة) إلى مدى حياة الإنسان كأنها ساعة واحدة.

لا يهمل الحياة الأخرى إلا الغبي

وأضاف الملك، وهو ينصح ابنه "مريكارع": الإنسان يعيش بعد الموت وأعماله تكوَّم بجانبه كالجبال؛ لأن الحياة الأخرى أبدية ولا يهمل أمرها إلا الغبي، أما من يصل إليها دون أن يرتكب إثمًا فإنه سيبقى هناك كإله يسير بخطى واسعة مثل أرباب الخلود.

سجل للأعمال الصالحة على قبر المتوفى

في مثال آخر، فقد نقش "أميني" أمير مقاطعة "بني حسن"، نقشًا على باب قبره سجل أعماله الصادرة عن العدالة الاجتماعية فيما يختص بمعاملته لرعيته، راجيًا أن يكون ذلك السجل خير جواز مرور يتخذه للذهاب في سفره إلى عالم الآخرة.

ماذا يقول المتوفى عند دخوله قاعة الحق؟

من الروايات التي وجدها علماء الآثار في لفائف البردي عن اعتقاد المصريين القدماء بالبعث مرة أخرى، نجد فصلًا في دخول قاعة الصدق "الحق"، وهي تحتوي على ما يقوله المتوفى عند الوصول إلى قاعة الصدق عندما يطهر المتوفى من كل الذنوب التي اقترفها، ثم يوجِّه نظره إلى وجه الإله ويقول:

لم أرتكب ضد الناس أية خطيئة …

وإني لم أفعل ما يمقته الإله.

وإني لم أبلغ ضد خادم شرًا إلى سيد

إني لم أترك أحدًا يتضور جوعًا

ولم أتسبب في بكاء أي إنسان

إني لم أرتكب القتل

ولم آمر بالقتل

إني لم أُسبب تعسًا لأي إنسان