من روائع الأدب العالمى..
رواية "زمن الخيول البيضاء" للكاتب إبراهيم نصر الله "إلياذة فلسطين المحتلة"
زمن الخيول البيضاء، هى واحدة من روائع الكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله، نُشرت عن دار العربية للعلوم عام 2007 وتم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، كما أنها وصلت للقائمة القصيرة فى جائزة البوكر.
وأدى ذلك إلى ذويعها فطلبت إحدى شركات الإنتاج تحويلها إلى عمل درامى كبير، فقام ابراهيم نصر الله بكتابة السيناريو والحوار وكان من المقرر أن يقوم المخرج حاتم على “رحمه الله” بإخراج العمل لكن العمل توقف دون سابق إنذار، لذا صرح الكاتب بأن هيلارى كلينتون كانت وراء إلغاء المشروع.
زمن الخيول البيضاء إلياذة فلسطين
هكذا لقب النقاد رواية زمن الخيول البيضاء للكاتب الفلسطينى المبدع ابراهيم نصر الله ذلك لأنها عمل ملحمى يمتد إلى 129 عام من بدايات القرن التاسع عشر حتى النكبة، موضحا حقيقة الصراع التاريخى الذى عاشه الفلسطينيون طوال هذه المدة مع الحكم العثمانى والقوى الخارجية الأخرى مدحضا فكرة بيع الفلسطينيين لأراضيهم.
العنوان هو القضية
إذا وقفنا عند العتبة الأولى للنص سنجد أن الخيول هى محور العنوان وبالتالى هى محور الحدث ومحور القضية ذاتها، فالخيول الأصيلة لم تخلق للجمال فقط بل خلقت للجهاد أيضا.
وكان الكاتب أراد أن يقول إذا أردت أن تحرر وطنك فيجب عليك أن تعد عدتك وعتادك. ونلاحظ أن ثمة تشابه بين رواية قناديل ملك الجليل التى تحكى سيرة ملك الجليل عمر الزيدانى الذى قاوم الحكم العثمانى وانتصر عليه فحكم فلسطين، وبين زمن الخيول البيضاء لنفس الكاتب. فالفكرة واحدة وهذا لا يقلل من شأن الكاتب ولا من شأن الروايتين ذلك لأن القضية واحدة.
هناك عمر الزيدانى الذى ماتت أمه بعد ولادته فرفض كل المراضع وكاد أن يموت فصهلت الفرس الأصيل "حليمة" فى بيتهم وكأنها تنادى الرضيع فرضع منها فصارت أمه التى تتأثر به ويتأثر بها.
وكذلك فى رواية زمن الخيول البيضاء نجد الحمامة وهى فرس أصيل سرقها لص من بيوت أهلها فقبض عليه الحاج عمر كبير منطقة الهادية ومعه ابنه خالد الذى أحبها حبا شديدا ولما جاء أهلها بعد ثلاث سنوات أخذوها ثم أعادوها لخالد مرة أخرى بسبب تعلقه الشديد بها، وهنا أطنب الكاتب فى وصف الحمامة التى كانت بيضاء كالقمر عريقة النسب. وكأن الكاتب أراد أن يقول لنا لا يكون الفارس فارسا إلا إذا اقترن بخيل أصيل. كما أن الربط بين عمر الزيدانى وخالد كان موجودا لدرجة تشعرك أنه هو.
الرواية الملحمية فى 3 أجزاء
قسم الكاتب روايته زمن الخيول البيضاء إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول سماه الريح والقسم الثانى سماه التراب أما القسم الثالث فسماه البشر.
وكأنه أراد ان يقول مهما علت الريح فلن تقتلع أهل فلسطين من ترابهم الذى خرجوا منه، وإن فرقتهم المنافى وإن احتلهم غاصب برضا ومباركة دولية سيبقى الفلسطينى مقاوما شامخا مادامت عزيمته موجودة ومقاومته تسكن صدره.