رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مفاجأة صور الأقمار الصناعية.. هل تتحول الصحراء الكبرى إلى بحيرة؟

الصحراء الكبرى
الصحراء الكبرى

في الآونة الأخيرة، تصدرت التقارير الواردة من وكالة "ناسا" عناوين الأخبار، حيث أثارت جدلًا كبيرًا بين العلماء والمهتمين بالشئون البيئية. تشير هذه التقارير إلى احتمال حدوث تغييرات كبيرة في الصحراء الكبرى، التي تُعتبر واحدة من أكثر المناطق جفافًا على وجه الأرض.

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُمكن أن نشهد ظهور ظواهر غير مسبوقة، مثل الفيضانات التي لم تُسجل من قبل في تلك البيئة القاحلة، ما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الصحراء وتغيراتها البيئية.

صور حديثة توضح التغيرات

وكان قد استخدم القمر الصناعي "Landsat 9" التابع لوكالة ناسا لتوثيق التغيرات التي طرأت على الصحراء الكبرى، حيث أظهرت الصور تأثير الأمطار الغزيرة التي هطلت بعد فترة طويلة من الجفاف. 

وفي صورة ملتقطة بتاريخ 12 أغسطس، كان هناك سطح مائي مالح في وادي الساورة بالجزائر، ما يشير إلى وجود مياه غير معتادة في تلك المنطقة.

بعد أسبوعين، أظهرت صور جديدة بحيرة كبيرة قد امتلأت بالمياه، وهو ما أثار دهشة العلماء والمراقبين، حيث يُعتبر هذا الحدث نادرًا للغاية في منطقة تسيطر عليها الظروف القاحلة.

فيضانات غير متوقعة

وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية هذه الفيضانات بأنها حدث نادر في الصحراء الكبرى، حيث تُعتبر المنطقة عادةً موطنًا للجفاف، ومع ذلك، أكدت وكالة ناسا أن ظاهرة التغير المناخي قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الفيضانات في المستقبل، وهذا يفتح باب النقاش حول أن الصحراء الكبرى لم تكن دائمًا جافة كما نراها اليوم، بل كانت في السابق تحتضن غطاءً نباتيًا غنيًا وبحيرات.

إمكانية تحول الصحراء إلى بحيرة

تثير النقاشات حول إمكانية تحول الصحراء الكبرى إلى بحيرة اهتمامًا كبيرًا، بناءً على أدلة جيولوجية تشير إلى أن المنطقة كانت في الماضي تحتوي على مساحات خضراء وبحيرات، وتشير دراسات إلى أن الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة، بجانب زيادة هطول الأمطار، قد يؤديان إلى إعادة تشكيل المعالم الطبيعية للصحراء، لذا، يبقى السؤال: هل ستتحول هذه المنطقة القاحلة إلى بيئة غنية بالمياه؟

توقعات الأمطار الغزيرة

توقعت صحيفة "واشنطن بوست" أن الصحراء الكبرى، المعروفة بجفافها القاسي، تستعد لاستقبال كميات غير مسبوقة من الأمطار، ويُتوقع أن تتأثر دول مثل تشاد والنيجر والجزائر وليبيا بأمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات نادرة، في حين كانت المناطق الجنوبية من هذه الدول تستقبل كميات كبيرة من الأمطار سنويًا، فإن المناطق الشمالية نادرًا ما تشهد مثل هذه الظواهر، لكن التوقعات تشير إلى أن هذا الوضع قد يتغير بشكل كبير في المستقبل القريب.

الآثار البيئية المحتملة

أعرب العديد من الخبراء عن قلقهم من أن استمرار هذه الظواهر قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في البيئة المحلية، قد تعود الحياة النباتية والحيوانية التي اختفت في السابق، ما يعيد تشكيل النظام البيئي للصحراء الكبرى، وقد تم توثيق هذه الظاهرة من خلال الصور الفضائية التي التقطها "Landsat 9"، الذي يُستخدم لمراقبة الأرض بانتظام.

تشير التوقعات إلى أن دولًا مثل مالي والنيجر وتشاد قد تشهد أمطارًا غزيرة وعواصف رعدية قوية خلال الأيام المقبلة، خاصة في المناطق الشمالية التي عادةً ما تكون جافة، بينما تشهد المناطق الجنوبية أمطارًا بشكل طبيعي، بمتوسط يتراوح بين 30 إلى 50 بوصة سنويًا، فإن التغيرات المتوقعة في هطول الأمطار في المناطق الشمالية قد تحدث تحولًا كبيرًا.