رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معجزة عسكرية وعبور للنصر.. سيناء بين الحرب والسلام فى ندوة انتصارات أكتوبر بدار الكتب

جانب من الندوة
جانب من الندوة

تحدث اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، خلال اللقاء الذي نظمته دار الكتب، بعنوان "انتصارات أكتوبر المجيدة ملحمة مصرية خالدة، عن تحرير سيناء ما بين الحرب والسلام".

وأكد الحلبي، في كلمته، على أهمية العلم والمعرفة في مواجهة مغالطات إسرائيل والرد على ادعاءاتهم للتهوين من هزيمتهم المنكرة في 9 أكتوبر 1973.

معجزة عسكرية

وأكد أن حرب أكتوبر كانت معجزة عسكرية نجحت في اجتياز النابالم والسواتر المنيعة وتدمير ثلاثة خطوط دفاعية واقتحام القناة، وتم كسر نظريات عسكرية صحيحة بسلاح دفاعي قديم في زمن قياسي هو ست ساعات. 

وبدوره قال الدكتور شريف عبدالجواد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب- جامعة المنيا: كان موقف الاتحاد السوفيتي مناصرًا للموقف المصري كما أمد مصر بالسلاح في صراعها مع إسرائيل ولكن الاتحاد تباطأ في تسليح مصر بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر وتولي الرئيس السادات رئاسة الجمهورية. وعندما اتخذ السادات قرار طرد الخبراء السوفيت تأزم الوضع السياسي مع الاتحاد السوفيتي وهى أزمة أدارتها مصر بمهارة دبلوماسية وانتهت بموافقة الاتحاد على تزويد مصر بمزيد من التسليح النوعي.
 

وقالت الدكتورة نبوية أحمد عبدالحافظ، باحث بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن روجرز، وزير الخارجية الأمريكي، عرض مبادرة لإطلاق وقف النار في عام 1969 والتي وافق عليها الرئيس جمال عبدالناصر لاستكمال إنشاء حائط الصواريخ. وجاء الرئيس السادات الذي طرح مبادرة فبراير 1971 والتي قوبلت بالرفض من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأجرى محمد حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي، لقاءين سريين مع هنري كسنجر، الذي قال إن مصر مهزومة والمهزوم لا يقترح. واتخذ السادات قرار الحرب التي انحازت فيها الولايات المتحدة الأمريكية للجانب الإسرائيلي.

وتحدث أيمن عيد، نائب مدير وحدة الدراسات التاريخية، لافتًا إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر كان قد أولى أهمية للتسليح والتصنيع الحربي. 

وذهبت مجموعة من الجيش المصري للاتحاد السوفيتي للتدريب والعودة مرة أخرى لقيادة الألوية في سلاح المدفعية. وكان ذلك نواة للدفاع المدفعي الذي قام بدور مهم في العبور وقصف مواقع العدو. كما قام لواء المدفعية بدور كبير في مرحلة تطوير الهجوم.

وتناول الدكتور وديع فتحي عبدالله الشحات أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب جامعة المنيا، تجربته في سلاح الاستطلاع أثناء حرب أكتوبر 1973. 

وشرح مشاعره بعد النكسة وإصراره ومن معه من شباب على تجاوز الهزيمة، وكان من أصحاب المؤهلات العليا الذين التحقوا بالمخابرات الحربية والاستطلاع في عام 1972، ومن كل بيت مصري خرج مقاتل شارك في الحرب تدربوا في مراكز التدريب واستخدموا كل مؤهلاتهم في تحقيق النصر، وتم تدريبه على الملاحظة والإدارة والكمين وغيرها من مهارات القتال وكان ما واجهناه في التدريب أصعب كثيرًا مما رأيناه في الحرب. وكانت المهمة الأخطر هى جمع معلومة دقيقة، مفصلة، وموثوقة. وأشار الدكتور وديع إلى أن قائد الاستطلاع كان يختار فريقًا لكل مهمة ويترك مهمة اختيار قائدها لأفراد الفريق. 

سيناريوهات ما بعد حرب أكتوبر

ومن جانبه تحدث إسلام كمال، رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، عن سيناريوهات ما بعد حرب أكتوبر، وأكد أنه ليس هناك وجه مقارنة بين 6 أكتوبر 1973، و7 أكتوبر 2023، حيث امتلك الجيش المصري مخابرات قوية، وحرصت القيادة السياسية على إقامة علاقات قوية مع الأشقاء العرب وهو ما يختلف عما نراه من تدهور علاقة بعض الفصائل الفلسطينية مع بعض أشقائهم. وحذر من تغيير الهوية التكتيكية للجيش الإسرائيلي حيث أصبح جيشهم قادرًا على المواجهة المسلحة لفترات زمنية ممتدة وهو عكس الوضع في حرب أكتوبر 1973. 

وتحدثت الدكتورة سحر حسن، باحث بمركز تاريخ مصر المعاصر، حول تأثير حرب أكتوبر 1973 على اتجاهات الاقتصاد المصري، وأشارت إلى أن نكسة 67 كانت ضربة للمخطط التنموي المصري، وتم وضع تخطيط استثنائي لاقتصاد الحرب حتى يتم للدولة اكتمال التسليح وإعادة بناء الجيش المصري، وهو ما أدى إلى إعادة توزيع الموارد داخل الموازنة العامة. وأدت الفجوة في الموارد المحلية إلى تزايد الاعتماد على التمويل الخارجي وهو ما تمت مواجهته لاحقًا بخطة لإعادة تعبئة رءوس الأموال الوطنية والأجنبية وهو ما أدى لاحقًا إلى سياسة الانفتاح. 

وتحدثت نورا حلمي، باحثة في الشأن الإسرائيلي، عن "مرتكزات العقيدة القتالية لنظرية الحروب الدينية الإسرائيلية- حرب أكتوبر 1973 نموذجًا".

وشرحت مفهوم الحاخامية العسكرية الذي تم من خلاله تديين الجيش الإسرائيلي كجيش لدولة يهودية حروبها هى امتداد لحروب بني إسرائيل ضد الأغيار من غير اليهود. وأكدت اعتمادهم على سياسة الأرض المحروقة ونقل القتال إلى أرض العدو.