رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو مبتكر أول لقاح ناجح ضد شلل الأطفال؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعد شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية التي تسبب الشلل الحاد والوفاة، وكان يمثل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في العديد من دول العالم حتى منتصف القرن العشرين، ومع ذلك، تمكن العلم من تطوير لقاحات فعالة لمكافحة هذا المرض الفتاك، بفضل جهود العلماء، وأبرزهم الطبيب الأمريكي جوناس سالك، الذي ابتكر أول لقاح ناجح ضد شلل الأطفال.

وفي هذا السياق، يرصد "الدستور" أبرز المعلومات حول الطبيب والعالم الأمريكي جوناس سالك أحد أبرز المبتكرين في هذا المجال.

ويعدّ شلل الأطفال، الذي يُعرف أيضًا بـ "داء الأطفال"، كان له تأثير مدمر على المجتمعات في القرن العشرين، وفي عام 1952، شهدت الولايات المتحدة واحدة من أسوأ تفشياته، حيث أصيب الآلاف من الأطفال، مما زاد من الحاجة الملحة لتطوير لقاح فعال.

من هو جوناس سالك؟

ولد جوناس سالك في 28 أكتوبر 1914 في نيويورك، وكان شغوفًا بالعلم منذ صغره، حيث درس في جامعة نيويورك قبل أن ينتقل إلى جامعة ميشيغان لدراسة الطب، وبعد تخرجه، عمل في أبحاث متعددة، مما أتاح له اكتساب المعرفة اللازمة لتطوير لقاح ضد شلل الأطفال.

تطوير اللقاح

بدأ "سالك" عمله على لقاح شلل الأطفال في عام 1947، حيثُ استخدم تقنيته المعروفة باسم "الفيروس المعطل"، إذ يتم قتل الفيروس قبل استخدامه في اللقاح. 

وفي عام 1955، تم الإعلان عن نتائج التجارب السريرية للقاح سالك، والتي أظهرت فعالية كبيرة في الوقاية من المرض، وكانت تلك لحظة فارقة في تاريخ الطب، حيث أصبح اللقاح متاحًا للجمهور وأُدرج ضمن برامج التحصين.

تأثير اللقاح

أحدث لقاح "سالك" ثورة في مكافحة شلل الأطفال، حيثُ انخفضت حالات الإصابة بشكل كبير في الولايات المتحدة وحول العالم، وبفضل جهود العالم الأمريكي والمبادرات العالمية، تم الإعلان عن القضاء على شلل الأطفال في العديد من الدول.

وفاة العالم الأمريكي جوناس سالك

توفي جوناس سالك في 23 يونيو 1995، ولكنه ترك إرثًا علميًا وإنسانيًا لا يُنسى، حيثُ يعتبر لقاحه رمزًا للابتكار والبحث العلمي، وألهم أجيالًا من العلماء والباحثين.

ويظل جوناس سالك واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ الطب الحديث، حيث ساهم بشكل كبير في إنقاذ حياة الملايين، حيثُ إن عمله لم يقتصر فقط على تطوير لقاح، بل ساهم أيضًا في تعزيز الوعي حول أهمية التحصين والبحث العلمي في مواجهة الأمراض.