نص كلمة الرئيس السيسى خلال قمة "بريكس بلس"
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ قليل، كلمة مهمة خلال قمة "بريكس بلس".
وجاء نص الكلمة كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس/ فلاديمير بوتين..
رئيس روسيا الاتحادية؛
أصحاب الجلالة والفخامة..
رؤســـاء الـــدول والحــكـومــات؛
الحضور الكريم؛
أعرب مجددًا عن تقديرى لفخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"، لدعوته لاجتماع اليوم بصيغة "بريكس بلـس".. كما أرحب بالسادة رؤساء الدول والحكومات المشاركين فى الاجتماع، الذى يؤكد الأهمية المتزايدة لتجمع بريكس.. باعتباره تجمعًا قائمًا على التعاون والاحترام المتبادل بين الدول، ويعكس كذلك حرص التجمع على تكثيف التشاور والتنسيق الفعال مع الدول الصديقة والمؤثرة من خارجه، بهدف تحقيق مصالحنا المشتركة.
السيدات والسادة،
يأتى اجتماع اليوم فى ظرف دولى دقيق، يموج بالأزمات والتحديات المركبة، ويشهد تهديدًا لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف، وتغلب عليه النزعات الحمائية والسياسات الأحادية.. حيث تؤمن مصر، فى خضم هذا التشتت، بضرورة تكاتف الدول النامية، وتعزيز التعاون "جنوب – جنوب"، كإحدى السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة.. حيث كانت مصر دومًا فى طليعة الدول، التى حرصت على تعزيز التعاون بين الدول النامية.. فضلًا عن سعيها الدءوب لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب فى مختلف المحافل الدولية.
وفى هذا الإطار، لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، بدون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد على العام، على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة.. وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية، مما يعد أكبر دليل على ما وصل إليه عالمنا اليوم، والنظام الدولى، من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير.. فضلًا عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولى والإنسانى.. الأمر الذى نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها.. وهى كلها شواهد تفرض تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة.. وخاصة فى ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات، لتؤثر سلبًا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.
أصحاب الجلالة والفخامة،
تثمن مصر محفل "بريكس بلس"، باعتباره منصة لدفع التعاون وتعزيز التشاور، بين تجمع بريكس ودول الجنوب، وفى هذا الإطار، أود الإشارة إلى النقاط الآتية:
أولًا: أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف، لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، بما فى ذلك النفاذ لتمويل المناخ.. ونؤكد على الدور المهم لكل من "بنك التنمية الجديد"، و"البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية"، فى توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية، لتنفيذ المشروعات التنموية فى قطاعات متعددة.
ثانيًا: ضرورة استثمار اجتماعات "بريكس بلس" لتعزيز التعاون "جنوب – جنوب"، وتكثيف تبادل الخبرات فى مختلف المجالات، فضلًا عن تنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة.
وأود فى هذا المقام أن أؤكد استعداد مصر لمواصلة جهودها، لتنفيذ العديد من مشروعات التعاون الفنى وبناء القدرات مع الدول الراغبة فى ذلك.
ثالثًا: أهمية استمرار التعاون والتشاور بين الدول النامية، لضمان الحفاظ على فاعلية المنظومة الدولية متعددة الأطراف، والتصدى بشكل جماعى لمحاولات فرض سياسات أحادية ومنفردة، بما يضر بمصالح دولنا.
السيدات والسادة،
فى ختام كلمتى، أؤكد لكم التزام مصر الكامل بتعزيز العمل والتعاون المشترك بين دول تجمع بريكس ودول الجنوب، بما يحقق أهدافنا المشتركة، وتطلعات شعوبنا فى مستقبل أفضل.
أشكركم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.