رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هاشم صفي الدين.. لماذا يبحث العرب عن اغتيال قيادي حزب الله؟ (تحليل بيانات)

هاشم صفي الدين
هاشم صفي الدين

ضجت منصة "إكس" (تويتر سابقًا) بتفاعل هائل بعد إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع أكتوبر، هاشتاج #هاشم_صفي_الدين صعد بسرعة ليحتل المرتبة الأولى بين الموضوعات الأكثر تداولًا، وسط تساؤلات عن مستقبل حزب الله بعد هذه الضربة القاسية.

هاشم صفي الدين، الذي وُلد عام 1964 في جنوب لبنان، هو أحد المؤسسين لحزب الله منذ 1982، وكان يُعد خليفة محتملًا لحسن نصر الله بعد مقتله في أواخر سبتمبر الماضي، و"صفي الدين" برز في المشهد السياسي والعسكري للحزب كواحد من أقرباء نصر الله وأحد أبرز رجاله الموثوقين، حيث تولى رئاسة المجلس التنفيذي منذ عام 1994، كما لعب دورًا رئيسيًا في إدارة شؤون الحزب اليومية، بما في ذلك إدارة مؤسساته الاقتصادية والاجتماعية.

جيش الاحتلال يعلن رسميا اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم...

وتصدر وسم (هاشم صفي الدين) النقاشات على "إكس"، حيث أشاد البعض بمسيرته الطويلة في قيادة الحزب، واعتبره آخرون رمزًا لمقاومة الحزب ضد إسرائيل، من جهة أخرى، عبر آخرون عن أن مقتله، بعد أقل من شهر على مقتل نصر الله، يمثل ضربة كبرى لحزب الله، في ظل تصاعد الصراع مع إسرائيل وتكثيف الغارات على مواقع الحزب في لبنان.

بعض التغريدات ركزت على علاقة صفي الدين الوثيقة بإيران، حيث يُذكر أن دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية، وارتباطه بقاسم سليماني، ساهمت في تعزيز دوره القيادي داخل الحزب، بينما تناولت تغريدات أخرى دوره في إعادة إعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب 2006، معتبرة أن مسيرته كانت مرادفة لدور حزب الله في لبنان.

صورة بالذكاء الاصطناعي
صورة بالذكاء الاصطناعي

في هذا الإطار، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هاشتاج (هاشم صفي الدين)، وقامت "الدستور" بتحليل ردود الأفعال من خلال استخدام أدوات تحليل البيانات.

%67 غرّدوا بـ هاشم صفيالدين

خلال يوم 24 أكتوبر الجاري، شهد وسم هاشم صفي الدين تفاعلًا ملحوظًا على منصة "إكس"، باستخدام أداة "Tweetblinder"، تصدرت إعادة التغريدات بنسبة 67% من النشاط الإجمالي على الوسم، ما يدل على أن غالبية المستخدمين كانوا يعيدون نشر محتويات مرتبطة بالحدث بدلًا من إنتاج محتوى جديد، أما المنشورات النصية فقد شكلت نسبة صغيرة تقدر بـ 5%، ما يعكس قلة المحتوى الأصلي مقارنة بالتفاعل مع ما تم نشره بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الردود تمثل 4% فقط من إجمالي النشاط، ما يعكس نسبة أقل من النقاشات مقارنة بإعادة التغريدات، وأخيرًا، بلغت نسبة المنشورات التي تحتوي على روابط وصور 25%، ما يشير إلى اهتمام المستخدمين بمشاركة وسائط متعددة مرتبطة بموضوع الاغتيال والتفاعل مع الأحداث الجارية.

Google Trend: "لبنان" هي الأعلى بحثًا

وفقًا للرسم البياني، بحسب "Google Trends"، الذي يعرض تفاعل المستخدمين حول وسم #هاشم_صفي_الدين، يلاحظ أن الاهتمام بلغ ذروته في الساعة 17:40 يوم 23 أكتوبر الجاري، حيث وصل التفاعل إلى قيمة قصوى (100)، ما يعكس انتشارًا واسعًا للوسم في ذلك التوقيت، مع وجود ارتفاعات متقطعة في التفاعل، ويُظهر الرسم أن هناك عدة قفزات في مستوى الاهتمام على مدار الفترة الزمنية الممتدة من 23 أكتوبر وحتى 24 أكتوبر، مع بعض الفترات الهادئة.

وتشير البيانات المقدمة من "Google Trends" أيضًا، إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بشخصية هاشم صفي الدين في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصدرت لبنان قائمة الدول التي بحثت عن هذا الوسم بنسبة اهتمام بلغت 100%، ما يدل على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها "صفي الدين" في الساحة اللبنانية، وربما يعود ذلك إلى دوره القيادي في حزب الله.

تلي لبنان، العراق بنسبة اهتمام بلغت 62%، ثم اليمن بنسبة 58%، والبحرين بنسبة 50%، وفلسطين بنسبة 44%، وهذه النسب العالية في الدول العربية تشير إلى أن خبر وفاة صفي الدين أحدث صدمة كبيرة في الأوساط السياسية والشعبية في هذه الدول، وخاصةً في الدول التي ترتبط بعلاقات وثيقة بلبنان وحزب الله.