"بريكس" من الاقتصاد إلى الثقافة.. كيف يدعم التكتل سبل التعاون الثقافي؟
تكتل بريكس أو مجموعة بريكس BRICS هي منظمة تأسست في عام 2006 تتكون من 5 دول هي البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا، و"البريكس" هي مختصر للحروف الأولى باللغة الإنجليزية للدول المكونة للمنظمة على النحو التالي البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا، أسست هذه الدول هذا التكتل لتعزيز التعاون الإقتصادي والسياسي والثقافي فيما بينها لتحقيق مصالحها المشتركة أبرزها تشكيل نظام اقتصادي متعدد الأقطاب قوي له القدرة على الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية العالمية.
أنضمت مصر مؤخرًا لمجموعة بريكس، وعدد من الدول العربية والشرق أوسطية؛ وجاءت أول مشاركة لمصر كعضو في بريكس اليوم في قازن؛ وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ مؤكدًا إنها فرصة للتشاور بشأن القضايا الدولية، ومشددا على أن مصر تولى أهمية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق التنمية عبر آليات مبتكرة.
كيف تدعم بريكس التعاون الثقافي ؟
في شهر سبتمبر الماضى أطلقت روسيا مبادرة جديدة لإنشاء رابطة دولية "لكتاب البريكس+".
وتهدف هذه الخطوة، التي تم تقديمها في ١١ سبتمبر، إلى رعاية المواهب الشابة وتعزيز الأدب على مستوى العالم.
وتم الإعلان عن ذلك في المنتدى الأدبي البريكس ٢٠٢٤ في قازان، حسبما أفادت الخدمة الصحفية لمهرجان كتاب البريكس.
يهدف المشروع إلى دعم الكتاب الناشئين وتشجيع الترويج الأدبي العالمي وتسهيل ترجمة ونشر الأعمال بلغات الدول المشاركة.
وستعمل هذه الجمعية كمنصة تعاونية للكتاب من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة وإيران ومصر وإثيوبيا ودول أخرى.
فى الوقت نفسه، شارك د.أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة متحدثًا بالجلسة الافتتاحية خلال الاجتماع التاسع لوزراء الثقافة بدول «البريكس» والذي عقد في مدينة «سانت بطرسبرج» بروسيا، بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين دول المجموعة ومناقشة سبل دعم الفنون والتراث الثقافي.
كتب عن "بريكس".. النشأة والاقتصاد والأهداف
صدر مؤخرًا عدد من الكتب التي تنشر فكرة تكتل بريكس، من أبرزها كتاب " تكتل دول البريكس (نشأته - اقتصادياته- أهدافه) "للكاتب ماهر إبراهيم القصير؛ الذي قدم عرضًا معرفيًا شاملًا للتجمع الذى ظهر منذ عدة سنوات وضم ( البرازيل، وروسيا، والهند، والصين) التي تحولت إلى "بريكس" بعد انضمام دولة جنوب أفريقيا.
وأصبحت آلية مهمة لبناء نظام عالمي جديد، وإن مواقف الدول المشاركة فيها متطابقة حيال معظم القضايا الدولية التي من أهمها رفض النظام العالمي الحالي ذو القطب الواحد والعمل على الاستعداد لدخول العالم إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، حيث ستكون الوجه الاقتصادي للمشروع الأورآسيوي الاستراتيجي العالمي للدول الصاعدة ويُمكن لها التحكم بمجالاتها الحيوية سواء القارية أو الدولية، حيث إن دول منظمة بريكس تريد أن تأخذ على عاتقها مسألة تغيير هيكل الاقتصاد العالمي، لأن تأثيرها سوف ينمو، كما أنها تنتهج سياسة التكامل الاقتصادي، بدلًا من السير على نهج سياسة الإجماع التي تنتهجها واشنطن، وسنرى في هذا البحث اقتصاديات دول البريكس وتطورها والمعوقات الخارجية التي دفعتها للتحالف، وما هي الدوافع التي ضغطت لنشوء هذا التحالف وما هي محددات وأهداف كل دولة منها فيه والأهداف المشتركة لدول التكتل ورؤيتهم المشتركة للعالم سواء جيوسياسيا وجيواقتصاديا تحرك هذا التكتل ضمن المشروع الأورآسيوي العالمي الذي يسوق ويسعى لفكرة (عالم متعدد الأقطاب).
من الكتب التي تناولت فكرة تجمع البريكس اقتصاديًا كتاب "البريكس- القوى الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين" للأستاذ الجامعي باسكال ريجو الذى يحتوي على ثمانية فصول، صادر عن مؤسسة الفكر العربي، نقله طوني سعادة الى العربية مؤخرًا.
يشير المؤلف الى أن مجموعة "البريكس" تمتلك مقومات قوة تؤهلها لتشكيل قطب دولي فاعل وقادر على وضع قواعد لهذا النظام وفي المقابل لديها ما يكفي من عوامل الضعف التي قد تؤثر في عملها، خاصة علاقة بعض دولها الوطيدة مع الولايات المتحدة.