رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منها "الشبيه".. نظريات غير عادية لصلاح السعدني في عالم الفن

صلاح السعدني
صلاح السعدني

استطاع صلاح السعدني أن يكسب قلوب المشاهدين ببساطة شديدة، فصدقه الجمهور، واحتل دوره كأحد أفراد الأسرة المصرية المُقرب، ويصادف اليوم 23 أكتوبر ذكرى ميلاد الفنان صلاح السعدني، عام 1943، ووراء هذه الأدوار المؤثرة التي قدمها صلاح السعدني في أعماله التلفزيونية، نظريات ورؤى فنية وإنسانية انفرد بها عن غيره من فناني جيله

الشبهيه

تحدث “السعدني”، في حوار تلفزيوني له، عن نظريته الشهيرة "الشبيه" في إحدى حوارته التلفزيونية، قائلًا:"نحن في الأمة العربية، لدينا كل شئ موجود مثلما يوجد في العالم لكن شبهه".. وهذه النظرة اقتحمت عالم كرة القدم والفن أيضًا، قائلًا:"لدينا أفلام وكاميرات تصوير وغيرها مثلما يوجد بالعالم، لكنها مجرد شبه وليست بشكل جَدي، ففي حياتنا واقتصادنا وزراعتنا وغيره، نظهر كأننا شبه الآخرون، ولسنا الأساس، وأتمنى أن نكون موجودين بشكل جدي وليس بشكل الشبه".

الفن وعي

وينظر الفنان صلاح السعدني إلى الفن أنه رسالة وله دور كبير في وعي الجمهور، قائلًا: "أعي تمامًا هذا الدور، وبالتالي فإن اختياراتي نابعة من هذا الوعي، فأنا لست أراجوز ولا مهرجًا في سيرك "، وهو ما ظهر بالففعل في اختياراته لأدواره الفنية وأعماله التي تخاطب المجتمع وتتناول مشاكله بل وتطرح حلولًا لها أيضًا.

الفن وعي- صلاح السعدني
الفن وعي- صلاح السعدني

المسرح منظومة متكاملة بين النص والفنان

وفي حواره مع مجلة "الكواكب" معه في 2 مايو عام 1975م، طرح صلاح السعدني رؤيته لتنمية أوضاع المسرح، موضحًا أنه يرى المسرح منظومة متكاملة بين النص والفنانين وحتى إلى الفنيين والإداريين، وهو ما أطلق علييه "البيت المسرحي المتكامل".

التمثيل إحساس ذاتي ومعرفة

وفي حواره في مجلة المصور، كشف أيضًا السعدني عن رؤيته لـ التمثيل، لافتًا أنه مقدرة ذاتية، وإحساس ذاتي من خلال قواعد قدمها آخرون سابقون للأجيال الحالية، كما أوضح أن القراءة هي التي عمقت تجربته الإنسانية ومنحته المعرفة. 

أعمال لا تُنسى لصلاح السعدني

انطلق صلاح السعدني، في عالم التمثيل من المسرح أبو الفنون، من خلال خشبة مسرح جامعة القاهرة، ثم قدم أولى أدواره في مسرحية "لوكاندة الفردوس" التي لعب بطولتها عبد المنعم مدبولي وأمين الهنيدي.

اتجه السعدني في منتصف الستينيات، إلى العمل بالسينما والمسرح والتلفزيون، ثم لفت إليه أنظار المخرجين والمنتجين، ليقدم أعمالًا هامة في  في السبعينات في عدد من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، مثل "الأرض"، "أغنية على الممر"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"، "العمر لحظة"، بالإضافة إلى دوره الهام في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" مع مكتشف موهبته عبد المنعم مدبولي.

 وتعلق الجمهور بالسعدني بعد اعتذار سعيد صالح عن لعب شخصية "العمدة سليمان غانم" في مسلسل "ليالي الحلمية"، ليذهب الدور إليه، ويقدم مع المؤلف أسامة أنور عكاشة، واحدة من أهم الشخصيات في تاريخ الدراما المصرية.

فقدم السعدني مسلسلات من أنجح وأشهر الأعمال التلفزيونية في الدراما، مثل  القاهرة والناس، كفر عسكر، أبنائى الأعزاء شكرًا، أرابيسك، بين القصرين، قصر الشوق، حلم الجنوبي، رجل في زمن العولمة، وكانت آخر أعماله الدرامية "القاصرات" عام 2013.