رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ستتعامل حماس مع فراغ القيادة بعد اغتيال السنوار؟.. محلل فلسطيني يُجيب

يحيي السنوار
يحيي السنوار

قال ثائر أبو عطيوي الكاتب الفلسطيني ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  يحيى السنوار، بكل تأكيد سيترك فراغًا مؤثرًا لفترة مؤقتة في صفوف الحركة، لأنه كان يتقلد منصب رئيس المكتب السياسي لحماس بالانتخاب بعد اغتيال إسماعيل هنية.

وأضاف “أبو عطيوي” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، من المؤكد سوف تخرج حماس من الأزمة الحالية بعد اغتيال السنوار من جهة وأزمة الحرب المستمرة من جهة أخرى، ولكن السؤال المهم والأكثر أهمية، كيف ستخرج حركة حماس من أزمتها وتستعيد حضورها وتعيد ترتيب صفوفها، نظرا للعوامل والظروف المحيطة بالواقع الفلسطيني والمحيط العربي والاقليمي، بسبب اندلاع الحرب واستمرارها على قطاع غزة لأكثر من عام وسط دمار كبيرة جدا على المستوى الانساني والسياسي، بالتزامن مع التصعيد على جبهتي لبنان وإيران. 

وأكد “أبو عطيوي” أن كل ما تم ذكره سابقا هو عوامل مهمة وأسباب مؤثرة على حركة حماس وإعادة تأهيل نفسها وترتيب صفوفها من جديد.

وتابع: حركة حماس يجب أن تدرك أنها ليست الحركة الوحيدة في صفوف الشعب الفلسطيني وأحزابه، بل هناك أحزاب وتنظيمات وقوى وطنية متعددة، وهنا يجب عليها أن تستمع لصوت هذه الأحزاب ولصوت ساستها وقادتها لكي يكون هناك بوادر أمل لإنهاء الانقسام السياسي واستعادة الوحدة الوطنية، لأن من أهم شروط الوحدة واستعادة اللحمة الفلسطينية الاستماع للآخر وفتح أبواب الحوار السياسي والنقاش الوطني، الذي يصب في مصلحة الجميع ومن أجل الجميع.

وأكد أن المستقبل القادم للقضية الفلسطينية ولشعبنا كافة يتطلب من حركة حماس على وجه الخصوص ومن كافة الأحزاب أن يكونوا ضمن رؤية سياسية منطقية وموضوعية تحاكي الواقع الفلسطيني ضمن إنجازات وليس ضمن تصريحات وشعارات، فالشعب الفلسطيني اليوم بأكمله وخصوصا في قطاع غزة الذي أصبح السواد الأعظم منه لأكثر من مليون ونصف المليون نازح في الخيام ومراكز الإيواء مشردين دون مأوى أو سكن ودون إغاثة إنسانية إلا القليل بسبب حصار الاحتلال وتحكمه في منافذ ومعابر قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانية.

وأوضح “أبو عطيوي” أنه يجب على حركة حماس من أجل استعادة وضعها الطبيعي في المجتمع الفلسطيني وأيضا الأحزاب الفلسطينية السياسية عامة، أن يكونوا على مسافة كبيرة من الوعي والإدراك والنظرة المستقبلية القريبة بمعنى "إنقاذ ما يمكن انقاذه"، من أجل مستقبل وطن، يقوم على قبول الآخر والاستماع له وتعويض الانسان الفلسطيني البسيط والمهمش من خلال العمل على الاهتمام بواقعه وحل مشاكله وإنجاز تطلعاته وآماله.

وتابع أبو عطيوي: "يجب أيضا أن تدرك كافة الأحزاب الفلسطينية أن المستقبل القادم بعد الحرب، يتطلب المرونة والانفتاح على المجتمع الدولي وعلى كافة الدول العربية من أجل استنهاض الواقع الفلسطيني من حالة الدمار إلى حالة البنيان والاعمار، لأنه وبصراحة وحسب وجهة نظري الشخصية القادم الفلسطيني لن يكون للعمل السياسي  البحت نهائيا، بل سيكون  للاغاثة الإنسانية والاغاثية على كافة الجهات وللبناء والاعمار وايواء النازحين في مساكن مؤقتة تليق بكرامتهم الإنسانية إلى حين البدء بمشروع الاعمار".

واختتم: "اليوم ليست حركة حماس تعيش حالة فراغ  تنظيمي بل كافة الأحزاب تعيش نفس الواقع، وهذا بسبب ظروف الحرب واستمرارها على قطاع غزة، والخروج من هذا الواقع كما ذكرنا هو التفكير الوطني ضمن برنامج وطني موحد يشمل الجميع ومن أجل الجميع في كيفية مواجهة اليوم الثاني من انتهاء الحرب".