رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إله الظلام".. سر المحروم من "شمس رمسيس الثاني" في قدس الأقداس

شمس رمسيس الثاني
شمس رمسيس الثاني

حضر الآلاف حول العالم اليوم الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2024 للاحتفال بتعامد أشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، ورغم مجاورة ثلاثة تماثيل آخرين لتمثال الملك رمسيس الثاني إلا أن تعامد الشمس يتم على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، كما توجه أشعة الشمس إلى اثنين فقط من التماثيل الأخرى، وهو ما جعل الجميع يتعجب من سبب عدم تعامد الشمس على وجه التمثال الثالث؟ وإلى أي إله ينسب؟ وما علاقته بإله الظلام؟ وما سر حرمانه من شمس رمسيس الثاني؟!

بتاح وإله الظلام

إن التمثال الثالث الذي لا يتعرض لأشعة الشمس نهائيًا هو تمثال الإله بتاح الذي يجلس بجوار تمثال الملك رمسيس الثاني في قدس الأقداس وهي الغرفة التي تقع في قاعدة معبد أبو سمبل وتضم تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال الإله رع حور وتمثال الإله آمون وتمثال الإله بتاح، ورغم تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال الإله رع حور وتمثال الإله آمون إلا أنها لا تتعامد نهائيًا على تمثال الإله بتاح.

تقول الأساطير إن هذا الأمر يرجع إلى أن الإله بتاح هو إله الظلام عند المصريين القدماء، لذلك فهو محروم من شمس رمسيس الثاني، إلا أن خبراء الأثار المصريين قد نفوا هذه الأسطورة مؤكدين أن الإله بتاح هو إله الفنانين والصناع والحرفيين وخاصة الحرف الحجرية كما أنه كان له دورًا كبيرًا في الحضارة منف في رعاية الفنانين والحرفيين وأنه ليس له أية علاقة بالظلام، فضلًا عن أنه كان تأليهًا للربوة المقدسة لدى القدماء المصريين.

تعامد الشمس وقدس الأقداس

تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني مرتين في العام تحدث المرة الأولى منهما في يوم 22 فبراير والمرة الثانية في يوم 22 أكتوبر، فيجلس تمثال الملك رمسيس الثالث بجوار ثلاثة تماثيل أخرى في قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل ويطلق اسم قدس الأقداس على عرش الملك الذي يعد أهم أجزاء المعبد وهو عبارة عن مقصورة المعبود الذي يعني العرش الكبير أو عرش الملك، ويتم تقديم القرابين وشعائر التعبد للمعبود.

تغير موعد تعامد الشمس

كانت ظاهرة تعامد الشمس تحدث على وجه رمسيس الثاني يومي 21 فبراير و21 أكتوبر، ولكن بعد نقل معبد أبو سمبل في عام 1964 ميلاديًا، على يد منظمة اليونسكو بالتعاون مع الجمهورية مصر العربية لإنقاذه من الغرق، تم تغيير موعد تعامد الشمس ليصبح يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.

أسباب تعامد الشمس 

يوجد روايتين لأسباب تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في غرفة قدس الأقداس وهما:

  • الرواية الأولى: تقول أن اليومين اللذين تتعامد فيهما الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني همت يوم ميلاده ويوم جلوسه على العرش.
  • أما الرواية الثانية فهي أن المصرين القدماء قاموا بتصميم المعبد لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه بناء على حركة الفلك، وبالتالي تعامد الشمس على المعبد في هذه الأوقات يشير إلى بدء الموسم الزراعي وتخصيبه.