رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذاكرة حرب أكتوبر.. كيف غيرت البحرية المصرية قواعد اللعبة في الحروب البحرية؟

المدمرة إيلات
المدمرة إيلات

في مثل هذا اليوم، 21 أكتوبر 1967، شهدت السواحل المصرية حادثة تاريخية لا تُنسى، عندما قامت القوات البحرية المصرية بإغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" في حادثة اعتُبرت واحدة من أبرز عمليات البحرية العربية خلال الصراع العربي الإسرائيلي.

بداية القصة

بعد حرب 1967، كانت إسرائيل تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة، وفي المقابل، كانت الدول العربية، خاصة مصر، تعمل على إعادة تنظيم قواتها واستعادة هيبتها.

وبحلول عام 1967، أدركت القيادة المصرية ضرورة توجيه ضربة مباشرة للقوات البحرية الإسرائيلية لاستعادة الهيبة العسكرية، وتم تحديث الأسطول المصري وتجهيز وحدات الزوارق السريعة التي يمكن استخدامها في الهجمات المباغتة. 

بدأت التخطيط لعملية إغراق "إيلات"، حيثُ كانت المدمرة "إيلات"، التي تُعتبر من أبرز قطع البحرية الإسرائيلية، راسية قبالة الساحل المصري في خليج السويس، وبتنسيق محكم، أطلقت الزوارق المصرية صواريخها، ما أسفر عن إصابة المدمرة بشكل مباشر.

تفاصيل العملية

في صباح يوم 21 أكتوبر 1967، رصدت القوات البحرية المصرية المدمرة "إيلات" أثناء وجودها في منطقة قريبة من الساحل المصري.

استخدمت القوات المصرية زوارق الطوربيد السريعة، التي كانت مزودة بصواريخ "سي-801" المصنوعة محليًا، وهذه الصواريخ كانت جديدة على السلاح البحري المصري، مما زاد من فعالية العملية.

الساعة الحاسمة

مع حلول الساعة الحادية عشرة صباحًا، أطلقت الزوارق المصرية صواريخها بدقة عالية، واستهدفت الصواريخ المدمرة مباشرة، مما أدى إلى انفجارات هائلة. 

حاولت "إيلات" التصدي للهجوم بواسطة أنظمتها الدفاعية، ولكنها كانت غير كافية لتفادي الضربة القاصمة.

آثار العملية

أسفرت العملية عن غرق المدمرة "إيلات"، مما أسفر عن مقتل حوالي 47 فردًا من طاقمها وإصابة العديد الآخرين، وتسببت هذه الحادثة في صدمة كبيرة داخل الجيش الإسرائيلي وأثرت بشكل ملحوظ على معنوياتهم. 

ومن ناحية أخرى، كانت العملية بمثابة انتصار رمزي للجيش المصري، حيث عادت الثقة في القدرة العسكرية البحرية.

ردع إسرائيل

كانت الحادثة بمثابة رسالة واضحة لإسرائيل بأن العمليات البحرية لن تكون سهلة وأن هناك قدرة على مواجهة التحديات.

وتظل ذكرى إغراق "إيلات" علامة فارقة في التاريخ العسكري المصري، حيث أظهرت قدرة القوات البحرية على تنفيذ عمليات هجومية معقدة. 

كما ساهمت في إعادة صياغة الاستراتيجيات العسكرية في المنطقة وأظهرت التحدي الذي كانت تواجهه إسرائيل في فرض هيمنتها.

وتظل عملية إغراق المدمرة "إيلات" درسًا في التخطيط العسكري والتضحية من أجل الوطن، مما يجعل من 21 أكتوبر يومًا يخلده التاريخ العربي كأحد أعياد القوة والصمود.