رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: لا يمكن للإدارة الأمريكية الصمت على تجويع إسرائيل لشمال غزة

غزة
غزة

أكد الكاتب الأمريكي المتخصص في الشؤون الخارجية جوش روجين، في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست"، أنه "لا يمكن أن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي بينما تقوم إسرائيل بتجويع شمال غزة، بل عليها أن تدفع حليفتها لوقف هذه الانتهاكات بأكثر من مجرد تهديدات فارغة".

وكتب روجين - في مقاله - أنه "مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، أصبحت التكلفة البشرية للصراع واضحة بشكل مدمر، لكن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على معظم المساعدات الإنسانية من دخول شمال غزة ليس مجرد نتيجة حتمية للحرب - إذ يبدو أنه استراتيجية محسوبة تعاقب السكان المدنيين الفقراء والمحاصرين بالفعل".

وأشار روجين إلى أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترضت بالفعل هذا الأسبوع، لكن افتقارها إلى العمل الفعلي يمهد الطريق أمام تفاقم الكارثة".

وأكد أن "حرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكا لأوامر محكمة العدل الدولية، ولكن إلى جانب ذلك، يحظر القانون الأمريكي نقل الأسلحة العسكرية إلى الدول التي يحدد أنها لا تمتثل للقانون الإنساني الدولي"، لافتا إلى أن "وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن كتبا الأحد الماضي إلى نظيريهما الإسرائيليين للتعبير عن القلق العميق للإدارة الأمريكية إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة وحددا مهلة لتحسين الظروف الإنسانية في غزة خلال 30 يوما أو المخاطرة بتأثر إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل".

ومع ذلك، قال روجين إن "حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديها سبب للتشكك في تهديدات إدارة بايدن، ففي أبريل الماضي، أرسل بلينكن وأوستن رسالة مماثلة إلى الحكومة الإسرائيلية، ولكن في مايو، بعد سماع خبراء التنمية التابعين لها أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي في الواقع، نقضت إدارة بايدن هذه الأقوال في تقرير ذكر أن الولايات المتحدة لا ترى حاليا أن فرض قيود على المساعدات العسكرية أمر ضروري".

وبحسب روجين: "تستمر الحكومة الإسرائيلية في الادعاء بأنها لا تتحمل أي مسئولية عن الوضع الإنساني المروع في غزة"، مبينا أن "إدارة بايدن أثارت خطرا أخلاقيا من خلال التهديد بقطع المساعدات العسكرية في أبريل، ثم عدم تنفيذها عندما لم تمتثل إسرائيل. 

ومن خلال تحديد موعد نهائي جديد لمدة 30 يوما، يؤجل فريق بايدن الأمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وبعد ذلك سيكون جو بايدن تحت ضغط محلي أقل للتعامل بصرامة مع نتنياهو".

وأكد روجين، أنه "ليس من حق إسرائيل خنق وصول منطقة بأكملها إلى المساعدات الإنسانية الأساسية".. قائلا إن "بايدن وعد باستعادة الزعامة الأخلاقية لأمريكا، لكن هذا الوعد لا معنى له إذا لم يمتد إلى ملايين الفلسطينيين الذين أصبحت حياتهم في خطر، ولم يتبق لبايدن سوى بضعة أشهر في منصبه ليتصرف خلالها".