"كيف تلقن كلبك الفلسفة".. كتاب يستعيد التاريخ المشترك بين البشر والكلاب
"كيف تلقن كلبك الفلسفة" للكاتب أنطوني ما كجاوان كتاب يجمع بين الفكاهة والعمق الفلسفي. يبدو ذلك واضحا من عنوانه الغير تقليدي، خاصة فيما جاء به من مزج بين تدريب الكلاب والفلسفة بمفهومها الواسع ، وذلك عبر تقديم روية جديدة ومغايرة لكيفية استيعاب الفلسفة ودمجها في الحياة اليومية بطريقة لا تخلو من السخرية.
كيف تلقن كلبك الفلسفة
يذهب كتاب " كيف تلقن كلبك الفلسفة " لأنطوني ما كجاوان، لطرح العديد من التساؤلات الفلسفية كلاسيكية بطريقة يسهل التعامل معها، حيث يقدم ويشرح مفاهيم مثل العقلانية، الأخلاق، الحرية، والمسؤولية، يأتي ذلك عبر منظور غير مألوف: تعليم الكلب. الكلب هنا قد يكون رمزًا للعقل البسيط أو المرونة الفكرية التي يمكن تحويلها إلى وسيلة لفهم الفلسفة بطريقة غير تقليدية.
أنطوني ماكجاوان
يشير المؤلف عبر تقديمه للكتاب بان الهدف من "كيف تلقن كلبك الفلسفة " أن يكون مقدمة للاحتفاء بعالم الفلسفة. وكما هو الحال في تمشية الكلب هناك دائما سبل محتلفة يمكن اتباعها في النوع من الاعمال، وهي متنوعة في الاتجاه والمسافة وحتى الغرض".
يذهب المؤلف الى التاكيد على مقارباته التي جاءت عبر هذا الكتاب تعكس واقع أن للفسفة طبيعة هجينة بشكل غير مألوف، فهي أقل من الكلب الأفغاني غير المهجن، وأكثر من الكلب اللابرادودلي. في الأدب الانكليزي الذي يتركب أساسا من تاريخه، لا يقرأ تشوسر وشكسبير، وأوستن وجورج اليوت لأهميتهم التاريخية، بل لأن لاتزال أعمالا فنية نابضة بالحياة. أضف إلى ان عظمتها لا تمن في بعض الأفكار التي يمكن تلخيصها واختصارها.
يري الكاتب ان بسبب العلاقة الحميمية المديدة بين البشرية بالكلاب، ليس من المستغرب أن تسلح أنفسها بالعديد من جوانب ثقافتنا الفكرية وأساطيرنا وقصصنا، بالاضافة إلى استقصاءاتنا الفلسفية. وقد وجد علماء الآثار أنه من الصعب تحديد الفترة الدقيقية التي دجنت فيها الكلاب لأول مرة.
العلاقة بين البشر والكلاب
يسرد الكاتب تاريخ تلك العلاقة المديدة بين البشر والكلاب والتي يرى انها جاءت قبل خمسة عشر الف سنة قبل ان نكتشف الزراعة بفترة طويلة، كان البشر والكلاب جنبا إلى جنب في الحياة والموت.
يذهب الكاتب إلى طرح سؤال كلبك فيلسوف حقيقي لماذا ؟ ويجب المؤلف بارجاع هذا الى انه يميز بمعيار المعرفة واللامعرفة فقط وجه الصديق ووجه العدو.
يدمج الكاتب بين الفكاهة والعمق ليطرح أسئلة فلسفية مثل: "كيف نعرف أننا نعرف؟" و"ما هي الأخلاق؟"، باستخدام التفاعل مع الكلاب كطريقة لشرح هذه المفاهيم. يعكس الكتاب نهجًا يسعى إلى جعل الفلسفة مفهومة للجميع، حتى لأولئك الذين قد يعتقدون أنها معقدة. الفلسفة ليست مجرد موضوع أكاديمي صارم، بل يمكن أن تكون جزءًا من الحياة اليومية، حتى في الأشياء البسيطة مثل تدريب كلب.
يتناول الكتاب فكرة "التلقين" وكيفية تأثيره على الكلب. ومن هنا يتساءل: هل يمكن أن يتعلم الإنسان الفلسفة بنفس طريقة تعلم الكلب؟ أم أن هناك مستويات مختلفة من الإدراك؟ إلى جانب ذلك ان سطور الكتاب لا تخلو من السخرية والدعابة حيث يستغل الكاتب العلاقة التقليدية بين الكلب وصاحبه لتقديم أسئلة فلسفية معقدة. وذلك للتاكيد على ان الفلسفة ليست فقط جافة أو صعبة، بل يمكن تناولها بطريقة مرحة.
يناقش الكتاب أفكارا مثل "الحرية والإرادة" وذلك عبر طرح التساؤلات لمنعلقة بالامر والتي منها على سبيل المثال هل الكلب بناءً على اختياره أم لأنه مُلقن؟ وكيف يمكن مقارنة ذلك مع مفهوم الإرادة البشرية؟ إلى جانب ذلك يتناول الكاتب مفهوم الأخلاق من خلال سلوكيات الكلب. متى يصبح سلوك الكلب أخلاقيًا؟ وكيف يمكن تطبيق ذلك على البشر؟
في النهاية، فان كتاب "كيف تلقن كلبك الفلسفة" ليس مجرد كتاب عن تدريب الكلاب، بل هو دعوة للتفكير الفلسفي بطرق جديدة وغير تقليدية. من خلال استخدام أمثلة بسيطة وحياة يومية، يحاول الكاتب أن يجعل الفلسفة في متناول الجميع. الفلسفة ليست بعيدة أو معقدة، بل يمكنها أن تكون جزءًا من حياتنا اليومية، حتى في أبسط الأنشطة مثل تدريب كلب.
