رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الشيخ الكاريزما".. أدوات الجماعات المتطرفة لاستمالة الشباب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تقوم الجماعات المتطرفة، خلال الفترة الأخيرة، بتوظيف شخصيات جذابة وذات تأثير كبير على الشباب، سواء كانوا قادة دينيين أو شخصيات إعلامية، لنشر الرسائل المتطرفة بطريقة تجذب المتابعين وتبني الثقة لديهم، ما يسهل جذبهم نحو التطرف والفكر المتشدد، الأمر الذى ينبغى مواجهته لحماية الشباب من الانزلاق لفكر الجماعات المتشددة. 

علماء وباحثون أكدوا لـ"الدستور" ضرورة اتباع علماء الفكر الوسطى وعدم السماع أو الانصياع لأصحاب الأفكار المتطرفة بدعوى أنهم "مشهورون أو معروفون". 

“شيوخ الكاريزما والخطاب المدعوم”

قال الدكتور فواز الطباع الباحث فى الفكر الإسلامى، إن الشيوخ التابعين للجماعات المتطرفة، يخالفون الشكل الإسلامى الصحيح من حيث اللباقة والجمالية فى الأسلوب، وهم يتبعون منهج التشدد والخروج عن الأفكار الأصيلة ومخالفة المذاهب الأربعة والتطور الذي يحدث حولنا. 

وتابع "الطباع"، أن هؤلاء الشيوخ الكاريزما لديهم أسلوب خطابى مدعوم وهذا الدعم الخطابى يساعدهم على نشر أفكارهم المتطرفة، بمعنى أنه عندما يوجد دعم مادى وبرمجى وإخراجى للمادة الإعلامية التى يقدمها هؤلاء الشيوخ، نجد انتشارا لأفكارهم حيث يتم الترويج لهم عبر المنصات الإعلامية عبر السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى وهذا ما يجعل أفكارهم تنتشر بين الشباب، كما أن هناك شيوخا يحملون الأفكار المتطرفة وليس لديهم أى علم أو فكر، ولكن استخدامهم الوسائل الإعلامية الحديثة هى التى أوجدتهم على الساحة.

الجماعات المتطرفة والمشاهير 

فى سياق آخر، أكد الدكتور مجدى عاشور أمين الفتوى السابق بدار الإفتاء المصرية، أن الجماعات المتطرفة منذ نشأتها وهى تقوم بتصدير بعض الدعاة أو العلماء أو الشخصيات العامة من أتباعهم فى المشهد الإعلامى حتى يجذبوا  الناس إليه، ويلتف الناس حولهم، ثم يقوم هذا الداعية أو العالم المشهور فى تصدير رسائل تنشر التطرف والتشدد، وهذا يحدث منذ زمن بعيد وهم يستخدمون الشخصيات الذين لديهم لغة تواصل مع الشباب ولذلك يجب على المؤسسات الدينية والتعليمية والبحثية التحذير من هذا الأمر لأن فيه خطرا كبيرا على الناس والشباب.

السبيل لحماية الشباب من “ شيوخ التطرف” 

وتابع " عاشور" فى تصريحات لـ"الدستور"،  أن الجماعات المتطرفة تقوم بتلميع العلماء التابعين لهم لإقناع الشباب بهم، وللأسف شباب اليوم لايبحثون أو يدققون النظر فى فكر هؤلاء الدعاة المتطرفين، فنجد بعض الشباب يترك علماء الأزهر ليستمع لأحد الدعاة المتشددين بدعوة أنه مشهور أو لديه متابعين بالآلاف على صفحات التيك توك والفيس بوك وهذا خطأ كبير فيجب على الشباب أن يتحروا الدقة جيدًا ويعرفوا توجه وفكر هؤلاء العلماء المتواجدين على الساحة حتى لا يجدوا أنفسهم فريسة لجماعات التطرف والعنف. 

دور الأزهر والمؤسسات الدينية 

من جانبه، قال الدكتور سيد مندور الباحث فى الشأن الإسلامى، إن جماعات التطرف والإرهاب تقوم بتجهيز بعض الشيوخ أو العلماء لكى يتصدروا المشهد، ويظهروا أمام الناس فى ثياب العلماء الربانيين ثم يقومون بعض ذلك بتصدير أفكارهم المتطرفة المتشددة، ولذلك يجب عدم الخداع من قبل هؤلاء العلماء فيجب على الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية تحذير الشباب من أساليب هذه الجماعات التى تقوم بنشر أفكارها بين الناس. 

وأوضح “ مندور” أن فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية كنا نشاهد ظهور عدد كبير من الدعاة على الشاشات، ثم نعرف بعد ذلك أنهم «إخوان مسلمين» بسبب فكرهم المتطرف البعيد عن الوسطية تماما وكان يظهر ذلك من خلال أسلوبهم الخطابى الذى كانوا يتبعوه.