«نوبل التائه في الشرق الأوسط"..
لماذا لم يفز أى مبدع عربي بجائزة نوبل للآداب منذ عام 1988؟
أعلنت "الأكاديمية السويدية"، الخميس الماضي، في ستوكهولم عن فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج، البالغة من العمر 53 عامًا، على جائزة نوبل للآداب لعام 2024، لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية؛ بحسب بيان الجائزة.
وفي أعقاب جائزة إعلان جائزة نوبل للآداب دائما ما يطرح العديد من الكُتاب العرب تساؤلات حول غياب الأعمال الأدبية العربية عن الجائزة الأكثر شهرة حول العالم بعد فوز الروائي المصري نجيب محفوظ بها منذ عام 1988 وحتي يومنا؛ وهو تساؤل له جذوره التاريخية في تراثنا الثقافي العربي حيث يعود لما قبل إعلان فوز نجيب محفوظ بالجائزة بعقود.
البداية مع ترشيح طه حسين للجائزة عام 1949
رغم ترشيح عميد الأدب العربي عن جامعة القاهرة لجائزة نوبل للآداب منذ عام 1949؛ واستمرار ترشحيه لنيل الجائزة لحوالي 21 مرة، فى الفترة بين عام 1949 حتى 1969، إلا أنه لم يتم منحه الجائزة الأشهر فى تاريخ الأدب.
عضو مجلس إدارة جائزة نوبل: الجامعات العربية مسؤولة عن عدم ترشيح أي عربي لنوبل
فى كتابه "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" يكشف الكاتب محمد شعير عن لقاء أجرته صحيفة الأخبار في شهر سبتمبر من العام 1959 مع "ستن فريبرج" عضو مجلس إدارة جائزة نوبل؛ أجراه معه الكاتب الصحفي ناصر الدين النشاشيبي؛ حيث أكد على أن السبب وراء عدم ترشيح أي عربي لجائزة نوبل يعود إلى الجامعات العربية التي لم ترشح للجائزة أيًا من أعضائها ممن يكتبون الأدب.
ولعل حديث "ستن فريبرج" يكشف عن تساؤلات أكثر تعقيدًا حول عزوف الجامعات العربية عن ترشيح أعضائها للجائزة؛ خاصة وأن وثائق الدكتور طه حسين كشفت عن مطالبته لجامعة القاهرة بترشيحه للجائزة؛ وغيرها من الجامعات العربية التي أعلنت عن ترشيح المنتمين إليها؛ ومن أبرز الشعراء العرب الذين ترشحوا للجائزة منذ عام 1988 أدونيس الذي يتم ترشيحه بانتظام منذ ذلك التاريخ إلى يومنا كمرشح دائم لنوبل في الآداب مع ذلك لم يفز بها.