أنور السادات.. رجل الحرب والسلام "صاحب نوبل" (بروفايل)
"ستُدهش إسرائيل عندما تسمعنى أقول الآن أمامكم إننى مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم".. كلمات خرجت من فم الرئيس الراحل، بطل الحرب والسلام، محمد أنور السادات، ليصل صداها إلى العالم كله، من هذا الرئيس المنتصر الذي يمد يده بالسلام إلى ألد أعدائه في المنطقة، كلمات فتحت النار على السادات وهو يعمل أنها تفعل ذلك، لكن الأثر الأكبر والأهم هو استقرار مصر واقتصادها وهو الأبقى.
في قلب الكنيست الإسرائيلي، يقف الرئيس السادات، موقف أبطال الأساطير المنتصرين بلغته العربية البديعة يقول: " "قد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكى نبنى حياة جديدة، لكى نُقِيم السلام..و قد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنُوه على مدى ربع قرن من الزمان، ولكنه تحطم فى عام 1973 ".
هذا الموقف البطولي الشجاع، قاد السادات ومناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل، إلى الفوز مناصفة بجائزة نول للسلام، وفي السطور التالية وبمناسبة إعلان جوائز نوبل للسلام، نستعيد معكم معلومات عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الحاصل على جائزة نوبل في السلام.
محمد أنور السادات، الموُلد في 25 ديسمبر 1918، في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وقد أظهر منذ صغره ذكاءً فطريًا وطموحًا كبيرًا، قاده إلى الانخراط في الحياة العسكرية والسياسية.
حصل على التعليم الابتدائي وبعده الثانوي، حينها التحق السادات بالجيش المصري في عام 1936، حيث شهد خلال مسيرته العسكرية العديد من التحولات السياسية والاجتماعية في مصر، لعل أبرزها حصار قصر عابدين، حرب فلسطين، كان جزءًا من الحركة الوطنية التي قادته أولًا إلى السجن ثم إلى ثورة 1952 ضد الملكية، والتي أدت إلى تأسيس الجمهورية المصرية.
مسيرته العسكرية والسياسية
تولى السادات عدة مناصب عسكرية في فترة حكم جمال عبد الناصر، وكان مقربًا منه، السادات الوحيد الذي ظل قريبًا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولم يختلف معه، وفي موقف شهير وفي أثناء رفض عدد كبير من القادة لأحد قرارات جمال عبد الناصر، قام الأول بوضع موافقته في وورقه ووضعها في جيب ناصر، فكانت هذه كُلها مقدمات قادت السادت إلى الحصول على منصب نائب رئيس الجمهورية والرئيس ذاته بعد وفاة عبد الناصر في 1970.
حرب أكتوبر 1973
في 6 أكتوبر 1973، قاد السادات القوات المصرية في حرب أكتوبر ضد إسرائيل، التي تعد أحد أهم المحطات في الصراع العربي الإسرائيلي، الحرب التي بدأت في يوم الغفران اليهودي، وأسفرت عن انتصارات عسكرية حققها الجيش المصري، وأعادت لمصر بعض كرامتها بعد نكسة 1967، وقد ساهمت تلك الحرب في تعزيز مكانة السادات عربيًا ودوليًا.
السلام مع إسرائيل
رغم أن انتصارات حرب أكتوبر كانت محورية، إلا أن السادات لم يتوقف عندها، في عام 1977، قام بزيارة تاريخية إلى إسرائيل، وهي خطوة جريئة وغير مسبوقة في العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث ألقى خطابًا في الكنيست الإسرائيلي، دعا فيه إلى السلام والتعايش، وهذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، لكنها أسفرت عن توقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978.
جائزة نوبل للسلام
نتيجة لجهوده في تحقيق السلام، حصل السادات على جائزة نوبل للسلام عام 1978، مشتركة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن، اعتُبرت هذه الجائزة تتويجًا لمسيرته في السعي نحو تحقيق السلام في المنطقة، على الرغم من الانتقادات التي وُجهت له من بعض الدول العربية.
يبقى أنور السادات رمزًا للسلام والحرب في التاريخ العربي، فهو القائد الذي واجه التحديات بشجاعة وحزم، وفتح أبوابًا جديدة للتواصل بين الثقافات، إن قصته تحمل في طياتها دروسًا عديدة حول القوة، القيادة، والإرادة الإنسانية في السعي نحو السلام.
أقرأ أيضًا: