رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أول السطر.. كيف أصبحت مصر الأولى عربيًا فى القراءة؟

القراءة - أرشيفية
القراءة - أرشيفية

وفقًا لدراسة أجرتها مجلة CEOWORLD، تحتل مصر المركز الأول عربيًا والمرتبة الـ39 عالميًا في نسبة قراءة الكتب، ويأتي هذا الإنجاز في إطار تقدم القراءة على مستوى العالم، حيث يقرأ المصريون بمعدل يقارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وهذه الإحصائية تُضاف إلى تصدّر الولايات المتحدة والهند القائمة العالمية، حيث يقرأ الأمريكيون 17 كتابًا سنويًا في المتوسط، مقابل 16 كتابًا للهنود.

استطلاع رأي المجلة
استطلاع رأي المجلة

وتظهر هذه الدراسة التي شملت 102 دولة واعتمدت على أكثر من 6.5 مليون مقابلة، استمرار تفضيل الكتب الورقية في العديد من البلدان رغم النمو المتسارع للكتب الإلكترونية والكتب الصوتية، كما أن سوق الكتب العالمية شهدت ارتفاعًا في قيمتها إلى 144.67 مليار دولار في عام 2023، مع توقعات بزيادة قدرها 1.8% سنويًا حتى عام 2030.

وتؤكد هذه الأرقام الدور الكبير الذي تلعبه القراءة في مجتمعات مثل مصر وغيرها من الدول، فهي ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل تعد ملاذًا للراحة النفسية، ومصدرًا للإلهام وتوسيع المدارك في مواجهة تحديات الحياة اليومية.

وفي هذا الإطار، تحدث "الدستور" مع عدد من المتخصصين فيما يتعلق بهذه النسب، التي تُظهر أن مصر لا تزال محتفظة برونقها في معدلات القراءة السنوية رغم ارتفاع نسبة الأمية فيها.

الناشر شريف بكر: المحتوى الرقمي يغير المشهد الثقافي.. وغياب الإحصائيات يُصعّب من قياس معدلات القراءة

بداية، قال الناشر شريف بكر، إن وصول مصر للمرتبة الأولى عربيًا في معدلات القراءة، يعكس تحسنًا في نسب القراءة مقارنة بالسنوات الماضية، مضيفًا أن مثل هذه الإحصائيات، رغم أهميتها، قد تكون غير دقيقة تمامًا، نظرًا لعدم وجود هيئة رسمية في مصر تصدر بيانات مفصلة عن معدلات القراءة، سواء عبر الإنترنت أو في الكتب المطبوعة.

وأوضح "بكر"، في حديثه مع "الدستور"، أن الثقافة والقراءة لم تعد تقتصر على الكتب الورقية، كما كان في السابق، حيث أصبح المحتوى الرقمي جزءًا كبيرًا من استهلاك المعرفة، متابعًا: "اليوم، يمكن للقراء متابعة فيديو على يوتيوب أو مشاهدة ملخصات الكتب على تيك توك، وهي طرق حديثة لاستيعاب المعلومات بسرعة، خاصة في مجالات مثل التنمية الذاتية".

شريف بكر
شريف بكر

وأشار إلى أن غياب تقارير دورية من دار الكتب أو بيانات عن أكثر الكتب مبيعًا يصعب من قياس معدلات القراءة بدقة، فقال: "للأسف، لا يوجد لدينا حتى الآن مؤشر واضح حول عدد الكتب المنشورة سنويًا أو التصنيفات الأكثر قراءة، ويظل ذلك أحد التحديات التي نواجهها في هذا القطاع".

ورغم التحديات، يرى أن هذه الإحصائيات العالمية قد تسهم في تغيير النظرة السلبية التي يحملها البعض عن مستويات القراءة في مصر، مشيرًا إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يشهد إقبالًا كبيرًا يصل إلى ملايين الزوار، ما يعكس اهتمام شريحة كبيرة من الجمهور بالقراءة والكتب، مختتمًا حديثه قائلًا: "علينا التركيز على الإيجابيات وتشجيع المحتوى الذي يتناسب مع احتياجات الشباب والجمهور بشكل عام".

صورة بالذكاء الاصطناعي
صورة بالذكاء الاصطناعي

مدير مكتبة: وسائل التواصل الاجتماعي زادت عدد القراء

أوضح محمد النجار، مدير مكتبة، أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تُقلِّص معدلات القراءة، بل لعبت دورًا إيجابيًا في تعزيزها، مستدلًا على أنه يجد الكثير من الشباب المترددين على مكتبته يطلبون أسماء كتب بعينها، وذلك بعد أن أثارت اهتمامهم، بعد قراءتهم لمقتطفات منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح "النجار"، في حديثه، أن وسائل التواصل الاجتماعي ربما ساهمت في تقليص عدد ساعات القراءة إلا أنها لم تؤثر على عدد القراء، كما يظهر من تزايد حجم المطبوعات في السوق، وعدد زوار المكتبات ومعارض الكتب.