رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون لبنانيون لـ«الدستور»: إسرائيل تسعى إلى اجتياح برى شامل ولا تُفرق بين البشر والحجر

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

رأى محللون لبنانيون أن التحركات والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة فى لبنان تشير إلى سعى تل أبيب إلى التصعيد، واعتبار أن الظروف الحالية فرصة لن تتكرر لتنفيذ اجتياح برى شامل. 

قال أحمد سمير الشمعة، الباحث السياسى اللبنانى، إن الأحداث الأمنية التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى لبنان، بدءًا من تفجير آلاف من أجهزة «البيجر»، والاغتيالات الأمنية الأخيرة، وعلى رأسها اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصرالله، كل هذا يؤكد أن «العدو ذاهب إلى المواجهة المباشرة، باعتبار ما يحدث فرصة لن تتكرر، وأن الظروف مواتية لاجتياح برى ممنهج».

وأضاف «الشمعة»، فى تصريحات لـ«الدستور»: «الاحتلال الإسرائيلى يعتقد أنه حقق نصرًا عظيمًا باغتيال قادة حزب الله من الصف الأول، وأنه بذلك قد قضى على البنية العسكرية والأمنية للحزب، لذا بدأ يمهد لعملية برية، بل وحاول الشروع فيها فعليًا منذ أيام، لكنه فوجئ بأن القدرات العسكرية للحزب فى الميدان، وأقصد جبهة الجنوب، لم تتأثر أبدًا بما أصاب المقاومة من ضربات قاسية ومؤلمة إلى حد كبير».

وواصل الباحث السياسى اللبنانى: «لا بد من التطرق هنا إلى الحدث الأبرز، وهو الهجوم الصاروخى الذى نفذته إيران على الكيان الصهيونى، فى نفس اليوم الذى قرر فيه بدء العملية البرية بجنوب لبنان، وأعتقد بل وأجزم أنه تم بعلم أو بغض نظر أمريكا، لحث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، على الانصياع للأوامر الأمريكية».

وأكمل: «هدف واشنطن من ذلك كان إجبار نتنياهو على القبول بوقف إطلاق النار، أو حتى بهدنة محدودة الأمد، لكن من الواضح أن رئيس وزراء الاحتلال مُصر على المضى قدمًا فى حربه العبثية، من خلال توسيع رقعة الضربات الجوية التى تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، بشكل إجرامى لم يسبق له مثيل».

وأفاد بأن العدو قد حدد هدفه الأساسى، وهو تدمير البنية العسكرية لـ«حزب الله» كاملة، وإجباره على التراجع ٣٥كم حتى شمال «الليطانى»، لضمان إعادة وحماية سكان الشمال، وحماية العمق الإسرائيلى من الصواريخ البعيدة المدى.

واختتم «الشمعة» قائلًا: «نحن أمام حرب مفتوحة وطويلة يخوضها العدو الصهيونى لتحقيق كامل أهدافه، ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، وتبقى العبرة بالخواتيم».

وقال عبدالله نعمة، الباحث والكاتب السياسى اللبنانى، إن استمرار اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلى المتكرر على لبنان، وضرب مناطق لبنانية جديدة، يأتى بالتزامن مع تصريحات بنيامين نتنياهو بأنه ليس هناك مكان آمن فى لبنان».

وأضاف «نعمة»: «طيران الاحتلال أغار على معظم قرى وبلدات ومدن الجنوب والبقاع، أكثر من ٤٠٠ غارة يوميًا، وأغار على مناطق الجبل فوق بيروت والمتن وكسروان، لينفذ قرابة ١٢ غارة على الضاحية الجنوبية، وهى الأعنف منذ اندلاع الحرب».

وواصل: «هذه الغارات كانت قوية ومزلزلة، لدرجة أن هناك أحياء تم محوها عن الخريطة، بهدف اغتيال هاشم صفى الدين، المزمع أن يتسلم الأمانة العامة لحزب الله، بعد اغتيال حسن نصرالله». 

وأكمل: «الغارات الأخيرة كانت أقوى من الغارات التى طالت حسن نصرالله، وهى الأعنف والأشرس، لكن يبدو أن هاشم صفى الدين لم يكن موجودًا فى مكان الاعتداء». وشدد على أن «جيش الاحتلال يدمر لبنان بوحشية، ولم يفرق بين الحجر والبشر»، لافتًا إلى أن «إسرائيل تحاول دخول لبنان برًا عبر الاجتياح من الجنوب، منذ أيام، لكنها تتكبد خسائر كبيرة بالتلاحم والاشتباكات مع حزب الله، لذا تم تدمير بلدات الجنوب بوحشية، ولا تستطيع الدخول مترًا واحدًا فى الأراضى اللبنانية». وأتم بقوله: «إسرائيل دمرت المعبر الحدودى بين لبنان وسوريا، وقطعت طريق المعبر فى الاتجاهين، لتفرض دولة الاحتلال بذلك حصارًا على لبنان برًا وبحرًا وجوًا».