رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ينقذ السد العالى مصر من آثار الفيضانات السودانية الفترة المقبلة؟

السد العالي
السد العالي

في الآونة الأخيرة، تتزايد المخاوف بشأن الآثار المحتملة للفيضانات في السودان على السد العالي في مصر، حيث تشير التقارير إلى أن الفيضانات قد تؤدي إلى انهيار سدي الأولياء ومروي بالسودان، ما يضع ضغوطًا إضافية على السد العالي، الذي يعتبر من أهم المنشآت المائية في مصر.

المغازي: السد العالي لديه القدرة على التعامل مع أي ظروف

وفقًا لرأي حسام محمد المغازي، وزير الموارد المائية الأسبق ورئيس قسم الري بجامعة الإسكندرية في حديثه الخاص لـ"الدستور" فإن السد العالي لديه القدرة على التعامل مع هذه الظروف، مشيرًا إلى أن بحيرة ناصر، التي تشكل الخزان الرئيسي للسد، تستطيع استيعاب كميات كبيرة من المياه.

وتابع أنه تعتبر إدارة المياه في هذه الظروف أمرًا حيويًا، مؤكدًا على  أن وزارة الموارد المائية المصرية تتخذ كافة الترتيبات اللازمة للتعامل مع الكميات المتزايدة من المياه. 

وأردف أنه تتم متابعة الوضع في السودان عن كثب من قِبل البعثة المصرية، حيث تتعاون الوزارة مع المؤسسات المحلية لتبادل المعلومات حول مؤشرات الفيضان.

وأكد وزير الموارد المائية الأسبق أن إحدى الاستراتيجيات الرئيسية لضمان عدم تضرر مصر من الفيضانات، تتضمن فتح مفيض توشكى، الذي يستطيع استيعاب 120 مليار متر مكعب من المياه، ما يمثل حلًا فعّالًا في حالة ارتفاع منسوب المياه وامتلاء بحيرة ناصر، بالإضافة إلى ذلك، يتم توجيه المياه الزائدة إلى مشروع توشكى الزراعي، ما يسهم في الاستفادة من الموارد المائية الزائدة.

وأكد حسام على أنه هنا تظهر أهمية السد العالي، حيث إن له دورًا حيويًا في حماية مصر من الفيضانات، ويعتبر أداة فعالة لمواجهة تحديات المناخ، لافتًا إلى أنه أثبت فاعليته في تحقيق مكاسب كبيرة لمصر منذ إنشائه، حيث حافظ على استقرار نظام المياه في البلاد، بجانب دوره في حماية البلاد من الكوارث الطبيعية، كما أن السد العالي يعد أيضًا مصدرًا هامًا للكهرباء، ما يساهم في تنمية الاقتصاد المصري.

جدير بالذكر أن السيول التي اجتاحت مناطق واسعة في ولاية نهر النيل وبعض مناطق السودان قد أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتشردت بفعلها آلاف الأسر، وأضرارها لم تقتصر على التخريب المادي، بل هناك خطر غير مرئي يهدّد الإنسان والحيوان والنبات في المنطقة، ويتمثل في جرف المواد الضارة والشديدة السمية مثل الزئبق والسيانيد، من مناطق التعدين العشوائي عن الذهب، في وقت انتشرت "أمراض غريبة"، بما فيها الأورام والسرطانات والأمراض التنفسية وأمراض الدم.

وكان قد أعلن المجلس القومي للدفاع المدني في السودان، عن إحصائية بشأن خسائر السيول والفيضانات بولاية البلاد المختلفة، مؤكدًا وقوع 179 حالة وفاة و235 إصابة.

كما ذكر تقرير سابق لغرفة طوارئ الخريف، أن الولاية الشمالية كانت الأكثر تضررًا من الأمطار والسيول، حيث شهدت أعلى عدد من الإصابات وحالات الوفاة، بالإضافة إلى انهيارات جزئية وكاملة للمنازل حتى السابع من أغسطس الماضي.

وتلت الشمالية ولايات شمال كردفان، كسلا، والجزيرة في حجم الأضرار. كذلك، شهدت ولايات نهر النيل، غرب كردفان، وكسلا إصابات وحالات وفاة إضافية.