الرفقة الصالحة.. الحصن الأخير ضد الانحراف الفكرى
يعتبر اختيار الرفقة الصالحة مسألة مهمة خلال الفترة الحالية، حيث إن الأصدقاء يمكن أن يكونوا الحصن الأخير ضد الانحراف الفكري، لذلك نستعرض في هذا التقرير أهمية الرفقة الجيدة، ودورها في حماية الشباب من الأفكار الشاذة، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح لاختيار الصحبة الصالحة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة.
أشارت عدد من الدراسات النفسية والاجتماعية إلى أن الشباب يميلون إلى تقليد أقرانهم والتأثر بآرائهم، فوجود أصدقاء ذوي تأثير إيجابي يعزز من القيم الإيجابية ويساعد على تطوير المهارات الاجتماعية والنفسية، حيث تدعم الرفقة الصالحة الشباب في مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية، وتقديم نموذج يحتذى به في اتخاذ القرارات السليمة.
وأكدت الأبحاث أن الأصدقاء الجيدين يساهمون في تعزيز القيم الإيجابية مثل الاحترام، الأمانة، والعمل الجماعي، فكل هذه القيم تسهم في بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات الفكرية التي قد تواجههم، فعندما يكون لدى الشباب أصدقاء ملتزمون بقيمهم وأفكارهم السليمة، فإنهم يصبحون أقل عرضة للتأثر بالأفكار المنحرفة والمتطرفة، فالأصدقاء يمكنهم توجيه بعضهم البعض نحو السلوكيات الإيجابية وتعزيز روح التعاون.
استشاري صحة نفسية: يجب اختيار الرفقة الصالحة لأبنائنا
في السياق شددت الدكتورة ريهام عبدالرحمن، استشاري الصحة النفسية، على أهمية اختيار الرفقة الصالحة بعناية، مؤكدة أهمية التفكير جيدًا في من نختارهم كأصدقاء لأبنائنا لا سيما في سن الشباب المراهق، فيجب أن يكون الأصدقاء داعمين ومشجعين، وليسوا مصدرًا للضغط السلبي.
وأكدت عبدالرحمن في تصريح خاص لها، أنه من الضروري توجيه النصيحة للابناء بالتحدث مع أصدقائهم عن مختلف الأفكار والمعتقدات، مما يعزز من قدرتهم على التفكير النقدي ورفض الأفكار الضالة، بالإضافة إلى الإنخراط والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تساعد في تعزيز العلاقات الإيجابية وتفتح المجال للتعرف على أصدقاء جدد.
كما أشارت إلى أهمية توعية الشباب بمخاطر الانحراف الفكري، وكيف يمكن للرفقة الصالحة أن تقيهم من ذلك، كما يجب أن يكون هناك مصراحة بين الأبناء وآبائهم عندما يواجهون أصدقاء متطرفين يجب أن يبلغوا أولياء أمورهم بذلك حتى تتم مواجهة انتشار تلك الأفكار المتطرفة والمنحرفة.