رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما وراء الحدود.. كيف يؤثر التوغل الإسرائيلى بلبنان على الأمن الإقليمى؟

الصواريخ الإيرانية
الصواريخ الإيرانية

تتزايد الانعكاسات حول الضربات الاسرائيلي على لبنان، في معالجة التهديدات الأمنية الإقليمية، حيث تتوجه الأنظار نحو التطورات المتعلقة بحزب الله ودور إيران في المنطقة، فضلا عن الأوضاع في الدول العربية.

وتتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع، حيث تسود حالة من القلق من النزوح الكبير والانتقال إلى مناطق آمنة، مما يمثل تحديًا كبيرًا للبنان وللمنطقة بشكل عام.

خبراء يوضحون لـ الدستور انعكاسات التوغل الإسرائيلي على الأمن الإقليمي في السطور التالية..

 


قال أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي، إن المنطقة تشهد تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مخازن السلاح ومراكز القوة العسكرية في لبنان، كما أن هذه الأحداث تثير قلقًا كبيرًا بشأن تأثيرها على الاستقرار الإقليمي، وتعتبر من أخطر السيناريوهات الحالية.

وأشار فهمي، إلى أن العمليات الإسرائيلية تركزت على توجيه ضربات عميقة في الأراضي اللبنانية، وبالرغم من عدم وضوح الرؤية بشأن كيفية التعامل مع التطورات، تتبنى إيران سياسة براجماتية تهدف إلى حماية مصالحها، ويبرز دورها كطرف مؤثر، ولكن دون أن تتضح ملامح تحركاتها بشكل كامل.

وتابع: تتسم المواقف العربية بالتعقيد، حيث تظل مرتبطة بحسابات دقيقة، وتواجه تحديات كبيرة في ظل رفضها للعمليات الإسرائيلية، مما يزيد من توتر الأوضاع.

وفي هذا السياق، يبدو أن التحرك الأوروبي يتمتع بذكاء وحذر، حيث أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أهمية إجراء الانتخابات الداخلية في لبنان، ولكنه لم يقدم رؤية واضحة بشأن الوساطة الفرنسية الأمريكية.

وأضاف تشير التوقعات إلى أن نحو مليون مواطن لبناني قد يضطرون للنزوح نتيجة الأوضاع الحالية. هذه الأزمة الإنسانية المحتملة ستزيد من التحديات التي تواجه اللبنانيين والدول المجاورة، مما يعكس تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي.

واختتم: استمرار التصعيد العسكري يضع المنطقة في حالة من عدم اليقين، مما يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية لتفادي تفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية، كما أنه من المهم متابعة تطورات الوضع عن كثب، حيث إن تأثيراتها قد تمتد إلى مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية.

 

باحث عراقي: تأثيرات مباشرة قبل التوغل الإسرائيلي 

 

وقال الباحث السياسي العراقي عائد الهلالي، إن التوغل الإسرائيلي في لبنان سيؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة، مما يهدد استقرار الدول المجاورة ويؤدي إلى نزاعات جديدة، كما أن هذا التوتر قد يثير ردود فعل عنيفة من الفصائل الفلسطينية، مما يضاعف من حدة الصراع.

أما بالنسبة لإيران، قال إنها تعتبر التوغل فرصة لتعبئة الدعم الإقليمي للفصائل المسلحة، مما يزيد من دعمها للقضية الفلسطينية.

أزمات النزوح

أشار الهلالي، إلى أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى موجات نزوح جماعي، حيث يبحث المدنيون عن ملاذ آمن، وهذا النزوح يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية.

كما أن التوترات قد تؤدي إلى نقص في الموارد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء. هذا النقص يعزز من حالة الاضطراب الاجتماعي والسياسي في البلدان المضيفة، ويزيد من الضغوط على الحكومات لتوفير الاحتياجات الأساسية.

وتابع: أما عن التأثيرات المحتملة على الأمن الإقليمي فيمكن أن تؤدي هذه الديناميكيات إلى زيادة النشاطات الإرهابية في ظل الفوضى، قد تستغل الجماعات المتطرفة الوضع لتعزيز نفوذها، فضلا عن تدهور العلاقات الدولية، وتصعيد النزاع قد يدفع القوى الكبرى إلى اتخاذ مواقف أكثر تطرفًِا، مما ينعكس على التعاون الإقليمي.

خبير فلسطيني تأثيرات جسيمة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي

 

أستاذ العلوم السياسية الدولية بجامعة القدس أيمن الرقب، قال إن المنطقة ستشهد تأثيرات جسيمة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي يمتد تأثيره إلى قطاعات متعددة تشمل الأمن الغذائي والاقتصادي. 

وأضاف أنه منذ عام، تعاني الدول العربية من تداعيات هذه الأوضاع، مع تزايد التصعيد والتهديدات تجاه قطاع غزة ولبنان، إضافة إلى هجمات متفرقة في اليمن ودمشق والعراق.

وأكمل : تأثرت الملاحة بشكل كبير، خاصة في قناة السويس، نتيجة انخفاض حركة المرور عبر البحر الأحمر. كما ارتفعت الأسعار نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، التي تزامنت مع النزاع الإسرائيلي، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية.

علاوة على ذلك، يعاني قطاع غزة من حركة ديمغرافية مقلقة، حيث يتعرض السكان للنزوح والتهجير، مما يهدد التركيبة الاجتماعية. تشير الإحصاءات إلى أن عدد الشهداء بلغ نحو 42,000، وغالبية الضحايا من النساء والأطفال، مما يؤثر بشكل ملحوظ على الجيل الشاب في المنطقة.

وأوضح أن هناك مخاوف من أن تتسع دائرة الصراع لتشمل الضفة الغربية ولبنان، مما سيزيد من التوترات الإقليمية، ورغم استبعاد احتمالية اشتعال حرب شاملة، فإن الصراع القائم قد يتحول إلى حرب استنزاف تمتد من غزة إلى لبنان واليمن، مع إمكانية استهداف العراق.

من جهة أخرى، اشار الرقب، إلى أنه لا يزال النظام الدولي غير قادر على إنهاء النزاع.. فبعد عام من الحرب على غزة، لم يتخذ مجلس الأمن أي إجراء فعّال، مما يعكس عدم العدالة في التعامل مع الأزمات العالمية. يحتاج المجتمع الدولي إلى إعادة هيكلة مؤسساته لضمان تحقيق العدالة، والحد من الصراعات في المنطقة والعالم.

ويتساءل البعض عما إذا كانت قوى جديدة، مثل روسيا أو الصين، ستسهم في تحقيق توازن جديد في العلاقات الدولية. في ظل هذه التحديات، تبقى الدول العربية في موقف صعب، مما يستدعي استجابة فعّالة من المجتمع الدولي لدعم الاستقرار في المنطقة.