رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأقباط يحتفلون بالقديس قسطور.. الموارنة الأربعاء الثانى بعد الصليب

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بذكرى استشهاد القديس قسطور القس، وبهذه المناسبة، وحسب السنكسار الكنسي فيُمكن تلخيص السيرة الذاتية في محطات كالآتي:

  • القديس قسطور القس هو أحد القديسين في التاريخ المسيحي، ويُعتبر مثالًا للصبر والإيمان.
  • وُلد أواخر القرن الرابع الميلادي في مدينة كيبس في مصر. اشتهر بخدمته الكهنوتية وتفانيه في العمل الرعوي.
  • تُروي التقاليد أن قسطور كان يتصف بالحكمة والتواضع، وكرّس حياته لنشر التعاليم المسيحية ورعاية المؤمنين.
  • تعرض للاضطهاد بسبب إيمانه، لكنه ظل ثابتًا في إيمانه حتى وفاته.
  • يحتفل به في العديد من الكنائس كمثال للقداسة والتفاني في الخدمة.
  • يُعتبر قدوة للكهنة والمسيحيين في التمسك بالإيمان تحت أي ظروف.

كما تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب.

بهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لماذا التجديف على الرُّوح القدس لن يُغفَر؟ وبأيّ معنى علينا أن نفهم هذا التجديف؟ لقد أجاب القدّيس توما الأكويني على هذا السؤال بتفسيره أنّ هذه الخطيئة هي غير قابلة للغفران بطبيعتها لأنّها تفتقر إلى المقوّمات التي يرتكز عليها غفران الخطايا. 

بناءً على هذا التفسير، فإنّ هذه الخطيئة لا تُرتَكب حين يقوم إنسان ما بالتفوّه بكلام نابٍ على الرُّوح القدس؛ إنّما جوهر هذه الخطيئة يكمن في رفض الإنسان تلقّي الخلاص الذي يقدّمه الله الأب للإنسان بواسطة الرُّوح القدس باستحقاق ذبيحة الابن على الصليب.

إذا رفض الإنسان انكشاف خزي الخطيئة، هذا الانكشاف الآتي من الرُّوح القدس، والذي يحمل طابعًا خلاصيًّا، فإنّه يرفض في الوقت نفسه مجيء البارقليط. هذا المجيء يتجسّد من خلال السرّ الفصحيّ باتّحاد مع القوّة الخلاصيّة لدم يسوع المسيح، هذا الدم الذي "يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأَعمالِ المَيْتَة لِنَعبدَ اللهَ الحَيّ". 

نحن نعرف أنّ ثمرة هذا التطهير هي غفران الخطايا. بالتالي، فإنّ مَن يرفض الرُّوح والدم يبقى في "الأَعمالِ المَيْتَة" أي في الخطيئة. إنّ خطيئة التجديف على الرُّوح القدس تكمن بالتحديد في الرفض المطلق لهذا الغفران الذي يشكّل الرُّوح القدس نبعًا له، ويشكّل الارتداد الحقيقيّ الذي يقوم به الرُّوح في الضمير شرطًا أساسيًّا له. إنْ قال يسوع: "كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر.. لا في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخِرة"، فذلك لأنّ عدم الغفران هذا مرتبط بعدم التوبة أي الرفض المطلق للارتداد.

إن التجديف على الرُّوح القدس هو الخطيئة التي يرتكبها الإنسان الذي يطلب "حقّ" البقاء في الشرّ– أي في حال الخطيئة مهما كانت– ويرفض الخلاص بذات الفعل. هكذا يبقى الإنسان محبوسًا في الخطيئة جاعلًا من المستحيل توبته، بالتالي أيضًا غفران خطاياه الذي يعتبره غير ضروريٍّ وغير ذي أهمّية لحياته. نحن هنا أمام حالة من الدمار الرُّوحي لأنّ التجديف على الرُّوح القدس لا يسمح للإنسان بالخروج من سجن الخطيئة الذي أدخل نفسه إليه.