رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تصاعد التوترات الإقليمية وفشل الدبلوماسية.. ماذا يدور خلف جدران البيت الأبيض؟

نتنياهو
نتنياهو

قبل مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تصاعدت التوترات بشدة على الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، ما يعكس فشل الدبلوماسية الأمريكية لإيقاف آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية، بالرغم من اقتراب نفاذ الوقت ورحيل الرئيس الأمريكي جو بايدن من البيت الأبيض، ليسود حالة من الإحباط واليأس بين كبار مستشاريه.

 

نتنياهو يُفشل خطط بايدن في الشرق الأوسط

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الهجوم الشرس الذي شنته إسرائيل على حزب الله، وهو أعنف تبادل للقصف مع الجماعة اللبنانية منذ عام 2006، ليس فقط توسعًا كبيرًا للحرب، ولكنه أيضًا توسع كبير في الخلاف بين بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتابعت أن مساعدى بايدن بدأوا يعترفون بأن الوقت بدأ ينفد، مع بقاء 4 أشهر فقط قبل مغادرة الرئيس الأمريكي البيت الأبيض، وتبدو فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار وقضية الأسرى مع حركة حماس أضعف من أي وقت مضى منذ وضع بايدن خطة في بداية الصيف، في ظل زيادة خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت أنه في العلن يُصر موظفو البيت الأبيض أنهم لن يستسلموا، وسيعملون بقوة من أجل وقف هذه الحرب، ولكن خلف الكواليس فالإحباط هو سيد الموقف، فالجميع يعلم أن كل مخططات بايدن في الشرق الأوسط قد تحطمت بسبب تعنت نتنياهو.

وأشارت إلى أن الأمل الوحيد لبايدن هو أن توافق المملكة العربية السعودية على عقد اتفاق سلام مع إسرائيل وتوافق حكومة نتنياهو المتطرفة على حل الدولتين، الذي من شأنه أن يمنح الفلسطينيين وطنًا حقيقيًا ومكانًا في المجتمع الدولي.

وتابعت أن خلف الأبواب المغلقة في البيت الأبيض يُدرك الجميع، وخصوصًا أعضاء فريق الأمن القومي لبايدن أن هذه المخططات أصبحت بعيدة المنال، ولم يخفوا استياءهم من نتنياهو، وبدأوا يتحدثون في هذا الأمر صراحةً وهو ما انعكس في رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة إسرائيل خلال رحلته الأخيرة للشرق الأوسط والتي اقتصرت على زيارة مصر فقط.

ويتساءل فريق بايدن الآن بصوت عالٍ عما إذا كان نتنياهو استمر في طرح شروط جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار على أمل الحفاظ على ائتلافه الهش، أو البقاء في منصبه بعيدًا عن المحكمة.

وأوضحت الصحيفة أن الخلاف بين بايدن ونتنياهو تصاعد بشدة بعد تفجير أجهزة اتصالات أعضاء حزب الله في لبنان، وهو ما ظهر جليًا في إجراء أي اتصالات هاتفية بين الطرفين في أعقاب التفجيرات.

وتابعت أن نتنياهو يُصر على ضرورة القضاء على حزب الله، وهو ما يراه المسئولون في الإدارة الأمريكية بالأمر المستحيل، حيث سبق وفشل في القضاء على حركة حماس في غزة والتي تُعد من فصائل المقاومة الفلسطينية ذات التسليح البدائي، بينما حزب الله أكبر جماعة مسلحة في الشرق الأوسط وتمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى قلب إسرائيل.